نبذة عن حياة العالم “إسْمَاعِيل القَبَّانِيّ”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

إسْمَاعِيل القَبَّانِيّ شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

إِسْمَاعِيلُ القَبَّانِيُّ واحدٌ من أبرزِ علماءِ التربيةِ في العالَم العَرَبِيَّ، ورائدٌ من رُوَّادِ التربيةِ الحديثةِ فيهِ.

وقد اهتمَّ منذُ مَطْلَعِ حياتِه العِلْمِيَّةِ بإعْدادِ المُعَلِّمِ باعتبارِه الرَّكِيزَةَ الأسَاسِيَّةَ في نهضةِ التربيةِ. فعَمِلَ على أنْ يكونَ معهدُ التربيةِ للمعلّمين وَقْتَذَاكَ (كليَّةُ التربيةِ الآنَ بجامعةِ عَيْنِ شَمْس بالقاهرةِ) أوَّلَ مركزٍ للبحثِ العِلْمِيِّ في التربيةِ في مِصْـرَ والوطنِ العَرَبِيِّ.

وأنشأَ القَبَّانِيُّ عِدَّةَ مدارسَ تجريبيةٍ نموذجيةٍ كما أسَّسَ العِيَادَةَ النَّفْسِيَّة التابعةَ لِكُلِّيِةِ التربيةِ. وكان إسماعيلُ القبَّاني من أوَّلِ مَن اهتمَّ بالاختباراتِ النفسيَّةِ والتربوِيَّةِ. فقامَ بإعدادِ عِدَّةِ اختباراتٍ في الذكاءِ.

وألَّفَ القبانِيُّ عِدَّةَ كُتُبِ وأَجْرَى العديدَ من البحوثِ التربويةِ وَضَعَ فيها خلاصةَ تجاربِه وفِكْرِه، من أهمِّها: "دراساتٌ في مسائِل التعليم"، و"دراساتٌ في تنظيمِ التعليمِ في مِصْرَ"، و"محاضراتٌ في الوَحْدَةِ الثَّقَافِيَّةِ العَرَبِيَّةِ.

وفي سبتمبر عام 1952 عُيِّنَ القبانيُّ وزيراً للمعارِف في مصـرَ (وَزَارَةُ التعلمِ الآن) فاهتمَّ بإعادةِ تنظيمِ التعليمِ في مصـرَ. وَصَدَر َفي عَهْدِهِ قانونُ تنظيمِ التعليمِ الثانوِيِّ الذي نَصَّ على تقسيمِ هذا التعليمِ إلى مرحلتيْن إعداديةٍ وثانَوِيَّةِ.

وقد أظهر القبانيُّ اهتماماً كبيراً بالتعليم الفَنِّيِّ والمِهْنِيِّ، أي التعليمِ الثانوي النَّسَوِيِّ والصِّناعِيِّ والزِّرَاعِيِّ والتِّجَارِيِّ، وكان يعتقدُ أنَّ التعليمَ الثانوِيِّ العامَّ يجبُ أن يقتصـرَ على من يكونُ ذَا قدراتٍ واستعدادتٍ دراسيةٍ عالِيَةٍ أمَّا باقي الطلبةِ فيجبُ أن يَتَّجِهُوا نحوَ التعليمِ الفَنِّيِّ المِهْنِيِّ.

وفي عامِ 1954 اسْتَدْعَتْ حكومةُ الكُوَيْت إسماعيلَ القبانيَّ والدكتور متَّى عَقْرَاوي لدراسةِ التعليمِ في الكويتِ واقتراحِ نظامٍ جديدٍ للتعليمِ فيها.

وقد قامَا بكتابةِ "تقريرٍ عن التعليم في الكُوَيْتِ"، واقترحَا فيه سُلَّماً جديداً للتعليمِ يتكَوَّنُ من ثلاثِ مراحلَ مُدَّةُ كلٍّ منها أربعُ سَنَواتٍ هي المرحلةُ الابتدائيةُ والمتوسطةُ والثانويةُ.

ويسبقُ هذه المراحلَ الثلاثُ رياضُ الأطفالِ التي تستقبلُ الأطفالَ في الرابعةِ من عمرهم ولمدةِ عامَيْن. وهذا النظامُ ما زال معمولاً به في الكُوَيْتِ حتَّى الآنَ.