العلوم الإنسانية والإجتماعية

تعريف “ألفباء المعرفة العلمية”

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

المعرفة العلمية المعرفة التفصيلية العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

يتعين عليّ أن أوضح بادئ ذي بدء أنني لا أعني بألفباء المعرفة العلمية، المعرفة التفصيلية بالتراكيب العلمية الواردة في الكتب المدرسية للفيزياء والكيمياء والفسيولوجيا وعلم الوراثة.

وإنما، أعني بها الإحاطة بما يمكن تسميته بالنهج العلمي أو الطريقة العلمية للمعرفة، أو حتى الأسلوب العلمي.

وفي حين يتطلب هذا الاستيعاب امتلاك المعرفة في مجالات محددة، إلا أنه ليس من الضروري أن تكون تلك المعرفة غزيرة أو تفصيلية أو ممتدة عبر جميع التخصصات أو متعمقة فيها.

ومن هذا المنطلق، فإنه يتوقع أن يكون الممتلك لألفباء المعرفة العلمية مدركاً بأن التنجيم ليس علماً، وبأن الأطفال لا يولدون بعضلات أقوى مقارنة بأقرانهم لمجرد كون آبائهم يمارسون التدريبات الرياضية.

غير أنه لا يتوقع إلمام مثل هذا الشخص بتعريف الاندفاع (العزم) الزاوي أو بأن قدرة الدنا DNA على تعديل الكائن الحي لا تتأتى إلا بواسطة جزيئات الرنا RNA  الناقلة.

 

وكون الشخص ممتلكًا لألفباء المعرفة العلمية يعني أنه في تأييده – أو في عدم تأييده – لبرنامج حكومي لفلورة المياه أو لبناء محطة لتوليد الطاقة، لا يبني قراره هذا على رأي سَبقي بأن أي تدخّل في الموارد الطبيعية هو فعل ضار (أو على النقيض من ذلك، مفيد بصورة قطعية)، ولا على جهله بأن اتخاذ القرارات ينطوي على مفاضلات، كالمفاضلة بين بناء محطة لتوليد الطاقة تعمل بالطاقة النووية وأخرى تعمل بالفحم.

لقد عرّفت اليونسكو الألفبائية literacy بقدرة الفرد على قراءة وكتابة إفادة قصيرة عن حياته اليومية ولكني لا أعني بألفباء المعرفة العلمية أن الفرد الممتلك لها متمرس في المواد العلمية، غير أنني أيضًا لا أعني أنه يكفي أن يكون قادرًا على القراءة والكتابة.

بل ما أعنيه هو ما اصطلح على تسميته مؤخرًا بـ "الألفبائية الوظيفية" functional literacy، وهو ما يعرّف بمقدرة الفرد على فهم ما يقرأ أو يكتب على نحو يتيح له إمكانية الأداء المناسب في مجتمعه، سواء فيما يتعلق باتصاله بغيره أو رعايته لمصالحه الاقتصادية أو سواها من المصالح، أو مشاركته في الأسلوب الديموقراطي للحياة.

وينطوي مفهوم ألفباء المعرفة العلمية على التمكّن من تحقيق الناحية الوظيفية التالية: المقدرة على التفاعل السليم مع القضايا التقنية التي تكتنف حياتنا باستمرار والتي تطرح في المجريات السياسية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى