النباتات والزراعة

أشنة الصحراء

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

النباتات والزراعة الزراعة

والأقل جلاء وروعة من الطحالب، ولكنها اوسع انتشاراً بكثير في الصحارى، هي الأشنة التي تمثل مزيجاً من الفطر والطحالب، أو قد تكون في بعض الأحيان مع بكتيريا زرقاء تعرف بإسم «سيانوبكتيريا» (Cyanobacteria).

وتعيش خلايا الطحالب داخل الفطر وهي محاطة بطبقة واقية من خيوط الفطر تحميها من الأشعة الشديدة ومن الجفاف.

وفي مقابل هذا العمل الوقائي يأخذ الفطر الغذاء من طحالب التمثيل الضوئي. ويعيش الإثنان في اتفاق منفعة متبادلة (تكافل).

وثمة منفعة اضافية بالنسبة الى الفطر وهي تثبيت النيتروجين عندما يكون عضو التمثيل الضوئي عرضة للبكتيريا: لأن البكتيريا الزرقاء قادرة على تحويل النيتروجين في الجو الى مركبات نيتروجينية يمكن استعمالها. ويقدم ذلك منفعة للنظام البيئي كله. وليس للأشنة نظام جذور ولكنها تمتص بخار الماء من الجو.

توجد الأشنة في طائفة من الأشكال المختلفة. والبعض منها بنية بارزة على شكل ورقة، والأنواع الاخرى ذات فروع خشنة مع بعض القشرة السطحية على الصخور.

وهذا النوع من الأشنة شائع جداً على الصخور في الصحراء حيث تكون ظروف السطح مستقرة بصورة معقولة، ولكن يمكن تجاهلها بسهولة.

 

والأقل جلاء حتى من هذه الأشنة السطحية هي تلك التي تعيش تحت الطبقة السطحية من الصخور وتسكن المسام الدقيقة والشقوق داخل الصخور، وخاصة في الأحجار الجيرية. الأشنة الحية تحتل طبقة تصل الى عمق سنتمتر واحد في الصخرة، حيث لا يزال الضوء يتغلغل ولكن خلايا الطحالب الرقيقة تكون محمية من الجفاف.

ولعل المشكلة الأكبر التي تواجه هذه الأشنة التي تستوطن الصخور هي أن غاز ثاني اكسيد الكربون الذي تحتاج اليه من الهواء لأجل عملية التمثيل الضوئي يصل اليها بصورة بطيئة فقط.

ومثل الطحالب تصبح الأشنة جافة وخلال الظروف غير المؤاتية وفي هذه الحالة تكون قادرة تماماً على تحمل درجات الحرارة المرتفعة والمتدنية معاً. والأشنة المعروفة بإسم «رامالينا ماسيفورميس» (Ramalina maciformis)، على سبيل المثال، لا تموت إلاعندما تصل الحرارة الى 85 درجة مئوية (185 فهرنهايت).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى