علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن صلصال البنتونيت

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

صلصال البنتونيت علوم الأرض والجيولوجيا

لقد أطلق اسم (بنتونيت) لأول مرة على نوع من الصلصال الغروي اللدن، الذي تتراوح حجم حبيباته ما بين 10 : 1000 انجستروم (من 10-3 إلى 10-1 ميكرون) والموجود بالقرب من فوت بنتون).

التي اشتق منها الاسم، وهي في منطقة "يوفنج" بولاية أريزونا الأمريكية. وقد أثبتت الدراسات أن هذا النوع من الصلصال قد تكون في الطبيعة من تغير الرماد البركاني القديم في ذلك المكان .

والبنتونيت نوع من الصلصال، يتميز بخاصية امتصاصه لكميات كبيرة من الماء فينتفخ ويزداد حجمه إلى أضعاف حجمه الأصلي. وإذا أضيف القليل منه إلى الماء كوّن معه مادة جلاتينية .

 

وقد حدد الجيولوجيون بعد ذلك تعريف البنتونيت بأنه جميع المواد اللدنة ذات الرقائق الغروية والتي تتكون من المعادن الطينية المعروفة باسم  مونتموريلونيت (Montmorilonite)، وهي عبارة عن سليكات مائية مركبة للألمنيوم، ونشأت من تغير الرماد البركاني .

أما من الناحية التجارية فإن تعبير "بنتونيت" يطلق على جميع أنواع الصلصال الذي يمتص الماء ويزداد حجمه، بغض النظر عن الطريقة التي تكونت بها في الطبيعة.

 

أكد الجيولوجيون أن البنتونيت قد تكوّن من تغير الرماد البركاني القديم، وقد اعتمدوا في ذلك على بعض الأدلة والشواهد أهمها :

أ- وجود البنتونيت في هيئة رقائق صلبة مكسرة (شقف) تشبه الخزف المتكسر في مظهرها العام .

ب- احتواء البنتونيت على بعض المعادن غير الطينية المميزة للمواد النارية .

 

كما أثبتت الشواهد أيضاً أن عملية تغيير الزجاج البركاني إلى المعادن الطينية (مونتموريلونيت) حدثت أثناء أو بعد تجمع الرماد البركاني مباشرة، وأن عملية التغيير هذه ما هي إلا عملية تعتيم للزجاج البركاني بحيث يفقد بريقه.

بالإضافة إلى تبلور معدن مونتموريلونيت الطيني. وغالباً ما يحتوي الرماد البركاني على  نسبة عالية من السليكا وهذه تبقى في البنتونيت في صورة معدن كريستوباليت.

يوجد البنتونيت عادة ضمن الصخور الرسوبية البحرية مما يدل على أن عملية تحول أو تغير الرماد البركاني إلى بنتونيت قد تمت في مياه البحر، ويوجد على شكل طبقات متفاوتة في السمك إذ يتراوح سمكها ما بين بضعة سنتيمترات وعدة أمتار قد تصل إلى 30 متراً . أما لونه فيتراوح ما بين الأصفر والأصفر المائل للخضرة .

 

أما من حيث الانتشار الجغرافي فيوجد البنتونيت في معظم دول العالم وفي صخور مختلف العصور الجيولوجية وبخاصة العصر الطباشيري والعصور الأحدث، وقد لوحظ أن البنتونيت الموجود ضمن الصخور الأقدم من صخور العصر الطباشيري.

قد تعرضت لضغط شديد من تأثير نقل الرواسب التي تعلوها  مما جعل حبيباته الدقيقة أكثر تماسكاً، فأصبح امتصاصه للماء ضعيفاً وبالتالي لا يزداد حجمه نسبة كبيرة، وليس له الصفات الغروية كالبنتونيت الحديث، لهذا سمي ميتابنتونيت .

 

يوجد البنتونيت في معظم دول العالم وبخاصة ولاية أريزونا الأمريكية وإنجلترا وألمانيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة والجزائر واليابان والأرجنتين .

وللبنتونيت قيمة تجارية كبيرة إذ يستعمل في كثير من الأغراض أهمها : إزالة الألوان من الزيوت، وكمادة لاحمة للرمال التي تصنع منها القوالب اللازمة لصنع النماذج، وفي صناعة المواد التي تعمل كعوامل مساعدة، وفي إعداد الطين الثقيل المستخدم في حفر الآبار، وفي أغراض أخرى كثيرة .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى