علم الفلك

نبذة تعريفية عن المجموعة النجمية “الثُّرَيَّا”

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الثريا علم الفلك

إذا تطلَّعت إلى السماء في ليلة من ليالي المُحاق (غياب القمر) سترى فيها نقطاً كثيرة مضيئة.

من هذه النقط ما يتخذ مكاناً ثابتاً تقريباً في صفحة السماء قد يتغير قليلاً مع تعاقب الفصول، ومنها ما يطلُع مع الغروب ويسلك مساراً طويلاً على صفحة السماء من الأفق إلى الأفق، حيث يأْفُل قُبَيل الشروق.

نُقَط الضوء الأولى هي النجوم وهي الكثرة الغالبة في السماء. وهي أجسام سماوية مضيئة بذاتها.

والنقط الثانية التي تتنقَّل في السماء هي الكواكب وهي أجسام سماوية معتمَة أصلاً، وأما ما يصدر عنها من ضوء فهو انعكاس أشعة الشمس والنجوم عليها.

 

ومن أمثلة الكواكب كوكبُ الأرض، وكوكب الزُّهَرَة، وكوكب المِرِّيخ، وكلها أجسام صخرية سماوية معتمة تدور في أفلاك حول الشمس، والشمس ليست إلا نجماً من النجوم.

والنجوم، وهي كما قلنا مضيئة بذاتها، ومواقعها ثابتة تقريباً أو تتغير تغيراً منتظماً ومحدوداً مع تغيُّر الفصول، توجد على صورتين: نجوم مفردة، ومثالها النجم القطبي، ونجوم توجد على هيئة مجموعة أو ما يسمى كوكبة.

 

والثريا مجموعة نجمية صغيرة نسبياً، تَتْبع كوكبة نجمية كبيرة اسمها «كوكبة الثور».

وتتكون «الثَّرَيَّا» من سبعة نجوم مترتبة على هيئة عُنقود العنب. ستة منها تُرى بالعين المجردة والسابع لا يكاد يرى بدون منظار فلكي.

والمجموعة كلها تكوِّن مساحة صغيرة من كوكبة الثور، تقع فوق ظهر الشكل الذي يُمثل الثور في الكوكبة.

وكوكبة الثور تحتل مساحة من السماء في البرج الثاني من دائرة البروج، وتحدُّها من الجنوب الشرقي كوكبة «الجبَّار» ومن الشرق كوكبة «الجوزاء».

 

وتتميز كوكبة الثور بنجم شديد اللمعان لونه مائل إلى الأحمر ويمثل موقُعه العيَن الجنوبية في رأس الثور، ويسمى «الدَّبَران».

وتعرُّف «الدبران» في صفحة السماء يسهِّل تحديدَ موقع «الثريا»، فهي إلى الشمال الشرقي منه على منتصف ظهر الثور.

ترتبط أوضاع النجوم عموماً وأوقات مشارقها ومغاربها بأوقات الكثير من الظواهر الطبيعية، كهطْل الأمطار، واشتداد الحر، ونُضج المحاصيل، ووضع البيض، وغير ذلك.

 

وقد اشتهرت الثريا في هذا المجال في كثير من أقاليم العالم، حتى أن بعض الشعوب البُدائية تُقسِّم السَّنَةَ على أساس أوقات ظهور الثريا.

والعرب القدماء كانوا أكثر الناس اهتماماً بالثريا، لارتباط نَوئها (طلوعها أو سقوطها) بهطْل الأمطار، ولهذا ما له من أهمية بالنسبة لحياتهم الصحراوية.

وتقول كتب اللغة العربية إن اسم الثريا جاء من «الثروة»، وإنها «سميت بهذا لأن مطرها عنه تكون الثروة وكثرة العدد والغنى». وقالت العرب أيضاً «إذا رأيتَ الثريا تَدْبُر (أي تبدأ الغروب مع المغرب) فذلك وقت المطر ووقت نتاج الإبل».

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى