البيئة

دور عملية “تحات التربة المتسارع” في تدهور التربة

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

تحات التربة المتسارع تدهور التربة البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

تحات التربة المتسارع هو النوع السائد لتدهور التربة، ولاسيما في المناطق الريفية الجبلية. وتختلف عمليات التحات من حيث النوعية والشدة باختلاف الظروف المحلية.

فقد يبدأ التدهور بتحات رذاذي نتيجة تأثير قطرات المطر في التربة العارية؛ ومن ثم تتكون بها ثلمات وأخاديد (الشكل 2)، في حين أن تحات المنحدرات يؤدي إلى بدء عملية متتابعة من التآكل والانهيار بفعل الثقالة.

وفي المناطق الجبلية ذات التربة الصخرية الرقيقة، قد تنجرف الطبقات الصفائحية للتربة بكاملها عند سقوط أمطار غزيرة نتيجة انزلاقها مخلفة وراءها صخوراً صلدة عارية.

وفي جميع الأحوال تتمثل العواقب في نقص تغلغل مياه الأمطار وزيادة المياه السطحية للسيول، ومن ثم تقل نسب الرطوبة في التربة والهواء ويزداد تغير معدلات التصريف ويحدث ارتفاع حاد في ما تحمله الأنهار من الرواسب.

ومن ثم تزداد الكوارث الناجمة عن الفيضانات تواتراً ونطاقاً، لتقدم دليلا عمليا على وجود علاقة مباشرة بين الكوارث الطبيعية وتدهور البيئة. وقد يسهم جزء صغير من مادة التربة التي يجرفها الماء في تكوين سهول ودلتاوات غرينية غرينية أدنى المجرى، ولكن الجزء الأعظم ينجرف بعيدا إلى البحر أو يترسب في بحيرات تخزين وفي مواقع غير مناسبة عند سفوح التلال أو أدنى المجرى المائي.

 

وفي معظم الحالات يكون الجزء الأعظم من المادة آتياً من أجزاء معينة من حوض النهر. ويبين الشكل 3 حميل الرواسب (الحاد التزايد) للأنهار الرئيسية في العالم.

وثمة وسائل كثيرة معروفة على نطاق واسع لمنع تحات التربة والحد منه ووقفه، أهمها عمل المصاطب والزراعة الشرائطية، والتغطية بالدبال وإعادة زراعة الأحراج ولاسيما في أعالي الجبال. ومعظم هذه الوسائل منخفضة التكلفة نسبياً إلا أنها تحتاج إلى عمالة مكثفة.

والأهم من ذلك كله أن تنفيذها يتطلب تنظيماً وتنسيقاً، يستلزمان وجود تنظيم مؤسسي محلي يعترف به المزارعون، مثل شيوخ القرى، أو الجمعيات التعاونية. والأعمال التي يقوم بها فرادى المزارعين لا يمكن أن تسفر عن خطة محكمة لصون التربة. كما انه لا يمكن للمؤسسات المنسَّقة أن تعمل بصورة فعالة إلا في وجود نظام واضح لحقوق استغلال الأراضي.

ولن يكون لدى المزارعين حافز إلى العمل بجد من أجل صون الأراضي إذا كان للحكومة مطالبات غير واضحة بشأنها، او إذا كان بوسع ملاك الأراضي إجبارهم على تركها.

 

وتتضح أهمية هذه المؤسسات من أن التحات المعجّل يكاد يكون معدوماً في مناطق جبلية كثيرة في آسيا، قامت المجتمعات الزراعية المستقرة فيها ببناء وصيانة شبكات معقدة من المصاطب الزراعية.

ثمة مثال آخر وهو الزراعات القديمة في كولومبيا بوادي الأنديز، الذي كانت كثافة السكان فيه مرتفعة آنذاك، فقد بدأ تدهور الأراضي في الوادي عندما حدث انخفاض كبير في عدد المزارعين من السكان الأصليين وانهارت مؤسساتهم وحل محلهم عدد أقل كثيراً من المزارعين المنحدرين من أصول إسبانية لا يفهمون طبيعة تلك البيئة والمؤسسات المناسبة التي تحتاج إليها.

فتحاتُ التربة لا يؤدي إلى تردي التربة وموارد المياه وتدهور الغطاء النباتي والمناخ فحسب ولكنه يؤدي في نهاية المطاف إلى إلحاق الضرر بالمجتمع الذي تسبب في حدوثه.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى