إسلاميات

نبذة تعريفية عن كتاب “الزبور” المُنزل على سيدنا داود عليه السلام

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

كتاب الزبور سيدنا داود عليه السلام إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

الزّبُورُ معناه: المكتوبُ، ونَجْمَعُهُ فنقولُ «زُبُر». فالكتابُ الذي نقرؤهُ يصِحُّ أن نُسمّيَهُ «مَزْبُوراً»، أي مكتوباً.

ولقد سمُى اللهُ الكتابَ الذي أنزله على سيّدنا داودَ، عليه السّلامُ، «الزّبُور». كما سمّى ما أُنزلَ على نبيِّنا محمّدٍ، صلى الله عليه وسلم «القُرآن»، وسمّى ما أنزل على موسى، عليهِ السلام، «التوراة»، وسمّى ما أنزلَ على عيسى، عليه السلامُ، «الإنجيل». وما أُنزلَ على إبراهيم وموسى أيضاً، عليهما السلام، صُحُفَ إبراهيمَ وموسى.

والقرآنُ الكريمُ لم يَذكُر لنا مما في الزّبورِ شيئاً، وبيّنَ لنا فقط أنَّ الله أنزل الزّبور فقال تعالى(وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) النساء (163).

 

وقالَ بعضُ المُفَسِّرين: إنَّ الزَّبورَ كانت فيهِ مواعظُ وحِكَمٌ، وفيهِ ثناءٌ على الله وحمدٍ له، لكنْ ليست فيه أحكامٌ شرعيَّةٌ تُبيّنُ الحلالَ، والحَرامَ.

وما دامَ اللهُ تعالى قد ذكر لنا الزّبُورَ في القرآنِ الكريمِ، فيجِبُ علينا أنْ نُؤْمنُ بأنَّ هُناكَ كتابٌ اسمهُ الزَّبُورُ أنزلهُ الله على نبيٍّ من أنبيائِهِ اسمهُ داود عليه السلام.

وقد طلب الله من المُسلمين أن يُؤمنوا بكُلِّ الأنبياء فقال الله عزَّ وجلَّ: قال تعالى( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) البقرة (136).

 

والزّبورُ لم يَبقَ منهُ شيءٌ، مَثَلُهُ مَثَلُ كثيرٍ من الكُتُبِ السماويّةِ التي أنزلها الله على أنبيائه. وبعضُ الكُتبِ المُنزّلةِ ما زالتْ موجودةً ولكنَّ أتباعَها حرّفوها وغيّروا فيها وبدّلوا.

كما هوَ الحالُ في التّوراةِ والإنجيلِ، وإنما لم يصلْ إلينا الزّبورُ وغيرهُ من الكتُبِ لأنَّ الله تعالى لم يتكفّلْ بحفظهِ ولا بحِفظِ غيرهِ من سائر الكتب المنزّلةِ.

ولكنّ الله، سبحانه وتعالى، تكفّلَ بحفظِ القرآن الكريم الذي نراه كلَّ يومٍ بين أيدينا. قال الله تعالى:(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر (9).

 

والمقصودُ بالذّكر في الآية الكريمةِ القرآنُ، فهوَ الكتابُ الوحيدُ الذي حفظه الله تعالى، ولم يتغيّرْ منهُ شيءٌ مُنذُ أنْ أنزلهُ الله إلى اليومِ، بَلْ إلى يوم القيامةِ.

فَلْنَشْكُرِ اللهَ على هذِهِ النّعمة العظيمةِ، نِعمة القرآنِ الخالد. ولا نَنْسَ الكُتُبَ السابقَةَ التي أنزلها الله على الأنبياءِ، فنؤمن بها.

 

ونُؤمن بأنّ كلَّ ما وردَ في الزَّبُورِ أو التّوراةِ والإنجيلِ وغيرها منَ الخيرِ والهدى والأحكام التي فيها مصلحةُ الخلقِ قد تضمّنها القرآنُ الكريمُ، وزادَ عليها أحكاماً كثيرةً.

ونُؤمِن بأنّ كلّ هذه الكتبِ يجمعها هدفٌ واحدٌ ودعوةٌ واحدةٌ وهي الدعوة للتوحيد، توحيد الله تعالى. فكُلُّها تُقِرُّ بأنَّ الله واحدٌ، وهو الإلهُ المعبودُ بحقٍّ، وهوَ الرَّبُّ الرَّازقُ والمُعْطي والمانع، سُبحانهُ وتعالى.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى