شخصيّات

نبذة عن حياة العالم الفرنسي “لويس باستير”

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

لويس باستير شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

لويس باستير عالمٌ فرنسـي بارز في عِلْمَيْ الأحياء والكيمياء. ولد عام 1822 وتُوُفِّي عام 1895 بعد أن عاش حياةً حافلة بالاكتشافات العلميةِ المثيرة.

ويَعدّه الكثيرون أباً لعلم "الأحياء الدقيقة" الحديث، على أنَّ هناك علماءَ معاصرين له لا يَقِل شأنُهم عن شأنه، من أمثال "كوخٍ" الألماني و"ڨينوجرادسكي" الروسي.

لكن شُهرةَ باستير تَرجع أساساً إلى أنَّ اكتشافاتِه كانت لها جوانبُ تطبيقيةٌ كثيرةً في حياة البشر، كما أنها وضَّحت الكثيرَ من المفاهيم الخاطئةِ.

 

فأوَّل اكتشافاتِه القيِّمَةِ مثلاً كان عام 1858 حينما أثبت أنَّ عملياتِ التَّخَمّر والتَّجَبُّن هي نتيجةٌ لأنشطةِ بكتيريا وميكروباتٍ أخرى تعيش في المادة المُتخمِّرة.

وكان الاعتقاد السائدُ قبل ذلك هو أنَّ هذه التغيراتِ تَحدُث نتيجةَ عمليات كيميائية بحتة.

ومن أشهر اكتشافاته أيضاً ما أثبت به أن بعض أنواعِ البكتيريا تستطيعُ أن تعيشِ لا هوائياً بمَعزِل عن الأكسيجين الجوي مثل البكتيريا المُستخدَمَة صناعياً في إنتاج بعض المُذِيبّات والأحماض العُضوية والتي وصفها لأول مرة عام 1861.

 

ولقد أجرى باستيرُ الكثيرَ من البحوث على عمليات التخمر لإنتاج "النبيذ" الذي تشتهر فرنسا به منذ أمدٍ طويل وهو من الخمور المُسْكرةِ الضَّارَّة التي حَرَّمها الله علينا.

ولقد كان باستيرُ هو أول من اكتشف أنّ تَحَوُّل النبيذ إلى خَلٍّ – وهو واحدٌ مِمَّا يُسمِّى "بأمراض (السُّعار).

ومن دراساته التطبيقية تلك التي أجْراها على مرض دودة الحرير التي كانت تُرَبَّى بكثرة في فرنسا لإنتاج الحرير.

 

وقد أثبتَت دراساتُه خلال العقدِ السابع من القرن الماضي أنَّ هذه الأمراض المسؤولةَ عن الخسائر الاقتصاديةِ الفادحةِ كان سببُها بكتيريا تَتَطَفَّل على دودة الحرير.

كذلك كان من أهم إنجازاتِه العلمية في ذلك العقد أنَّ نتائجَ بحوثه استطاعت أنْ تَضَع حداً حاسماً لجَدَلٍ كان قد طال حول نظرية "التَّوَلُّد الذاتي" التي كان يُؤْمِنُ بها حتى بعضُ معاصريه، وذلك أنهم كانوا يعتقدون أنَّ بعض الأحياءِ يُمكن أن تنشأ ذاتياً من المادة العضويةِ الميتة.

فأثبت باستير بالتجربةِ العلمية أنَّ هناك وحداتٍ تُنْتجها بعضُ الميكروبات تتحمل حتى الغَلَيَان، وهي التي تنمو بعد ذلك في الموادِ العضوية التي يُتَصوَّر أنها أصبحت مُعقَّمةً تماماً بعد التسخين.

 

ومن ثَمَّ يبدو الأمرُ وكأن الخلايا الناتجةَ من هذه الوحدات قد نَتَجت من المادة العضوية بالتَّوَلُّد الذاتي.

ولقد كانت القيمة الكبرى لدراسات هذا العالِم تَكْمُنُ في أنه كان يُؤمن بالتجربة العلمية ويُخطِّطُ لها تخطيطاً مُتْقَناً، وَوَصَلَ من خلال ذلك إلى كشوف علمية مُهمة وإلى الغِنَى والشهرة مما جعل الفرنسيين يَعتزُّون به ويُخَلِّدون اسمه بإطلاقه على أشهر معهد لبحوث الكائنات الدقيقة في فرنسا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى