الطب

نبذة تعريفية عن “مرض الجويتر” الذي يصيب الغدة الدرقية لدى الإنسان

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مرض الجويتر الغدة الدرقية الطب

الجويتر تَضَخُّمٌ في الغدة الدرَّقية الموجودة في مقدمة الرقبة. والغدة الدرقية هي إحدا الغدد الصماء.

ويتراوح وزنها بين جرامين في الأطفال حديثي الولادة، وثلاثين جراما في الكبار. أما في حالات الجويتر، فإن وزن الغدة الدرقية يتجاوز الثلاثين جراما.

وتحتاج الغدة الدرقية إلى كمية ضئيلة من اليود هي 20-440 ميكروجراما (الميكرو جرام جزء من مليون جزء من الجرام) يوميا لتنتج الهرمونات الخاصة بها.

ويتوافر اليود في النباتات، وفي المياه وفي الأعشاب البحرية وفي الأسماك وغيرها من الحيوانات البحرية.

 

وإذا لم يحصل الإنسان على احتياجاته اليومية من اليود. فإن الغدة الدرقية تتضخم حتى تتمكن من إفراز هرموناتها. وهذا النوع هو الأكثر شيوعاً من الجويتر.

وقد تكون الحالة شائعة بين عدد كبير من السكان في أحد الأماكن، فتسمي بالجويتر المتوطن.

ونظرا لأن الغدة الدرقية تفرز كمية كافية من هرموناتها فلا تظهر أي أعراض مرضية على المصاب بإستثناء التضخم الموجود في مقدمة الرقبة.

وعلاج هذا النوع من الجويتر بسيط. فكل ما يحتاج إليه المصاب هو كمية إضافية من اليود، ومن الممكن إضافة اليود إلى ملح الطعام، أو إلى مياه الشرب، بحيث يحصل الأفراد على كمية كافية من اليود يوميا سواء في الطعام أو في مياه الشرب.

 

وقد يكون الجويتر المتوطن نتيجة لعادات الناس في الطعام، وتفضيلهم لنوع من الطعام أكثر من غيره من الأطعمة.

فنبات الكَسَافا الذي يفضله الناس في غرب قارة أفريقيا مثلا، يحتوي على مواد كيميائية تقلل من تكوين هرمونات الغدة الدرقية، فيؤدي ذلك إلى حدوث الجويتر المتوطن.

وقد يكون الجويتر مصحوبا بنقص شديد في إفراز هرمونات الغدة الدرقية، وإذا حدث ذلك في الأطفال، يقل معدل النمو في الطفل ، ويكون الجلد جافا وباردا، مع إمساك مستمر وبلاهة، ويعرف هذا المرض بالفدامة.

 

أما في الكبار، فيتورم الوجه، مع حساسية فائقة للبرد، ويكون الجلد والشعر جافين، ويتميز المريض بشخصية هادئة ظريفة. ويسمى هذا المرض بالحَزَب أو الوذمة المخاطية.

وفي نوع آخر من الجويتر، تزداد إفرازات هرمونات الغدة الدرقية، ويَصحب ذلك جُحُوظ العينين، والنقص السريع في الوزن مع زيادة الشهية للطعام، والمبالغة في التوتر.

وهذا المرض أكثر شيوعا بين النساء ، ويعرف باسم مرض جريفز.

وأحيانا تكون زيادة إفرازات الغدة الدرقية مظهراً من مظاهر السرطان بها.

 

وتخضع الغدة الدرقية لسيطرة الغدة النخامية، التي تُفرز الهُرْمون المنشط للغدة الدرقية.

كما تتأثر بالعوامل الخارجية مثل التوتر العصبي. الذي يزيد من إفرازها للهرمونات.

وهذه الزيادة في إفراز الهرمونات تؤدي إلى المبالغة في التوتر، أي أن التوتر يؤدي في النهاية إلى مزيد من التوتر.

وهذا فقط جانب واحد من الأثر الضار للتوتر على صحة الإنسان.

 

وهنا لا يستع المجال لذكر باقي الجوانب، ولكن المهم هو أن نعرف أن هدوء النفس، والتجمل بالصبر إذا أصابنا ما نَكْره، والرضا بما أعطانا الله، تدفع عنا الضرر في صحتنا، كما أنها من مكارم الأخلاق.

ويلجأ الأطباء إلى الفحوص المخبرية لمعرفة كمية اليود في الدم، وكمية هرمونات الغدة الدرقية، وكذلك هرمون الغدة النخامية المنشط للغدة الدرقية، وغير ذلك من فحوص.

وفي ضوء هذه البيانات جميعاً، يحدد الأطباء المتخصصون نوع الجويتر، وكذلك الأسلوب السليم لعلاجه، سواء بالعقاير أم الجراحة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى