الحيوانات والطيور والحشرات

الطرق المختلفة لـ”حركة الحيوانات”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

طرق حركة الحيوانات الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

تُوفَّرُ قُدرةُ الحَيوانات على الحَركةِ فُرصاً أكبرَ لها للحصولِ على الغذاءِ، والتناسُلِ، والهروبِ من الأعداءِ، والبحثِ عن ظروفٍ بيئيةٍ أفضلَ.

وتلعبُ البيئةُ التي يعيشُ فيها الحيوان، ودرجةُ تطورِ بُنيانِهِ التشريحي دوراً مهماً في تحديدِ أدواتِ حركتهِ وطريقةِ الحركةِ ذاتِها، كذلك يقومُ الجهازُ العصبيُّ بدورٍ أساسيِّ في استجابةِ الجهازِ الحركي للحيوان.

فإذا استعرضنا طُرُقَ الحركةِ في الحيواناتِ الأولية، لوجدنا أن «اليوجلينا» يمكنها أن تتحرك بطريقتين: أولاهما بطيئة تعتمدُ على انقباضاتٍ وانبساطات متبادلةٍ للجسمِ تؤدي إلى الحركة؛ أما الوسيلة الثانية، فهي سريعةٌ وتعمتدُ على زائدةٍ رفيعة وطويلة تَبْرُزُ عند مُقدَّم الجسم تسمى «السَّوط»..

وتؤدي ضرباتُ السوطِ في الماءِ إلى تحريكِ جسم الحيوان. أما في الحيوان الأولي براميسيوم فالجسمُ مغطى بعدد كبير من الزوائد الرفيعة القصيرة التي تُسمّى «الأهدابَ»، وتؤدي  ضرباتُ الأهدابِ في الماءِ وِفْقَ نسَقٍ مُعيَن إلى دفْعِ الحيوان إلى الأمام مع دَوَرانِهِ حول نَفسِهِ، ويُمكنُ للحيوان أن يتحرك إلى الخلف فيما لو انْعكَسَ اتجاهُ ضربات الأهدابِ.

 

وأما «الأميبا» فهي تتحرك اعتماداً على ظهورِ بروزات أنبوبية الشكل على سطح الجِسمِ تُسمَّى «الأرجلِ الكاذبةَ»،تؤدي إلى دفع الحيوان في اتجاه تكونها، وهذه الأرجل الكاذبة سرعان ما تختفي ويظهر غيرها وهكذا.

فإذا انتقلنا إلى الحيوانات عديدة الخلايا، نجدُ أن حيوانَ «الهيدرا» (وهو من جوفيات المعَى) مُزوَدٌ بعددٍ من اللوامسِ التي تُساعد على تَنَقُلِهِ عن طريق المشي أو الشقلبة.

أما حيوان «البلاناريا»، وهو من الديدان المُفلطحةِ، فَجِسمُهُ مُزّوَد بِحُزَمٍ عضلية تمكنه منَ الزحفِ في حركة دودية.

 

وأما الحركة في ديدان الاسكارس، وهي من الديدان الخيطية، فهي محدودة لا تتجاوز تقوس الجسم واعتداله.

ولكن يختلفُ الأمرُ في ديدان الأرض التي يظهرُ تجويفٌ خاصً في داخل أجسامهِا يُسمى «السيلوم». وهو يُسهلُ الحركاتِ الانقباضية والانبساطية للألياف العضلية.

وتقعُ العضلاتُ الإرادية للحيوان في جدار الجسمِ ذاتِهِ؛ وذلك يساعدُ على مُرونةٍ كبيرةٍ في حركة الحيوان.

ويزود جسم الحيوان أيضا بأشواكٍ تتصلُ بِعَضلاتٍ خاصة، تُمَكِّنُ الأشواك من الحركة ودفع الجسمِ عند احتكاكِها بحبيبات التربة.

 

وتتطورُ الحركة تطوراً كبيراً في مَفْصَليّات الأرجل، مثل العناكب والعقارب والروبيان (الجمبري) والسرطان، فهذه الحيوانات سريعة الحركة، وذلك لأن عضلاتِها الإراديةِ مُستقلة عن جدارِ الجِسمِ. 

كما تُزَوَّدُ أجسامها بهيكل خارجي صُلْب مُتَمَفْصِل، وأرجلٍ ذاتِ مفاصل ايضا. وتزود منطقة الصدرِ في بعض المِفصليات مثل الكثيرِ منَ الحشراتِ – بأجنحةٍ تُساعدُها على الانتقال السريع من مكانٍ لآخر.

وبعضُ الرَخَويات، مثل المحارِ والقَواقِع، له هيْكَلٌ خارجيٌ ثقيل، ولذلكَ تكون حركتُها بطيئةً جداً.

وتعتَمدُ الحركةُ في المحارِ على قَدَمٍ عضليةٍ تندفعُ منغرسةٌ في طين القَعْرِ (القاع) في اتجاه معين، ثم تتضخمُ؛ وبذلك تثبت فيه، ثم تنقبض عضلاتٌ خاصة فتسحبُ الجسمَ كلهُ في هذا الاتجاه، وهكذا ينتقلُ الحيوانُ مسافةً صغيرة في كل مرة.

وكذلك يتحرك القوقَعُ الصحراوي بالزَحفِ على قَدَمٍ ملساءً تُغطَّى بالمُخاطِ.. ولكن الرخويات تضم أيضا حيوانات سريعة الحركة؛ فالحبَّار له زعْنُفتان تُساعدانِهِ على السباحةِ إلى الأمام بقوة عن طريق فتحة خاصة، وهذا يؤدي إلى اتجاهِ الحيوانِ إلى الخلْف بِسُرعةٍ بسرعةٍ مُبتعداً عن مصدرِ الخطرِ.

 

أما شوكيات الجِلد، فلها طريقتُها الخاصةُ في الحركة، ففي نجم البحرِ، مثلا يبرز على السطحِ السُفلي لأذرعهِ الخمسة زوائدُ دقيقةٌ تُسمّى الأقدامَ الأنبوبيةَ.

وعندما يتحركُ الحيوانُ يَمُدُّ هذه الأقدامَ ويُثبِّتُ أطرافَها ذات المصاتِ، ثم بعد ذلك تنكمشُ الأقدامُ فَيَنْسَحِبُ الحيوانُ نحو مكانِ التصاقِ المصاتِ.

وهيكلُ الفقاريات في داخلِ أجسامها، وهذا مكنَّها من سُرعةِ الحركةِ وبلوغِ أحجامٍ كبيرة.

 

ففي الأسماكِ تُساعدُ الزعانفُ الظَهريةُ والبطنية على اتِّزان السمكة في الماء، بينما تعملُ ضربات الزعانِفِ الجانبيةِ، والزعنَفةُ الذيليَّةُ والذيلُ على دفعِ السمكةِ وتوجيهِ حركتِها فيهِ.

 ثم انتقلت الحيوانات الفقاريةُ إلى اليابسةِ، فتعددت وسائلُ حركتِها على الأرضِ وفي الهواءِ.

ففي الضفادع تكونُ الرَّجلانِ الخلفيتان أطولَ واقوى منَ الأماميَتيْن، وهذا  يُساعدُ الحيوانَ على القفزِ، أما التماسيح والأبراص والسحالي، فتتصلُ الأطرافُ الأربعةُ بالجِذعِ من جانبيه؛ مما يجعلُ الجسمَ لا يرتفعُ كثيراً فوقَ الأطرافِ، بل يبدو الحيوانُ وكأنهُ زاحفٌ على بَطنِهِ.

 

وأما الثعابين فهي عديمة الأطرافِ، ولكنها تتحركُ اعتماداً على عَضَلاتِها القوية وحراشفِ جِلْدِها التي تثبتها على الأرض فتُساعدُها على الحركةِ.

وفي الطيور يُغطَّى الجسمُ بالريش، ويتحوَّرُ الطرفان الأماميان إلى جناحين، وبذلك يمشي الطائرُ على طرفيه الخلفيتين فقط، ولكن معظمَ الطيورِ قادرٌ على الطيرانِ أيضا. ويُلاحظُ في الطيورِ خِفَّة عظامِها وقوةُ عضلاتِ صُدورِها التي تقوم بتحريك الجناحين.

فإذا انتقلنا من الطيور إلى الثدييات، رأينا أن مُعظم الثدييات الأرضية يَمشي على أطرافِهِ الأربعةِ، فيما عدا استثناءاتٍ قليلة، مثل اليربوع والكنغر، وذلك لضمورِ او ضعفِ طرفيْها الأماميين، وكذلك الخَفّاشُ، حيثُ تحوَّرَ طرفاهُ الأماميان إلى جناحين يتكونان من امتدادات جلديةٍ يُغطيها الشَّعر وتدعمُها عِظامُ الطرفينِ الأمامينِ.

 

وإذا أجرينا مقارنة حولَ سُرعةِ الجري في الحيوانات الثديية المُختلفة لوجدنا أن حيواناتِ فصيلة القطّ التي ينتمي إليها الأسدُ، والببرُ، والفهدُ، تتميزُ بسُرعَتها الفائقة.

ويُعدُّ حيوانُ الكَسْلان الذي يتسلقُ الأشجار في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، من أبطأ الحيوانات الثديية، عندما يمشي على سطح الأرضِ.

ويُلاحظُ في القردةِ العليا، كالغوريلا والشمبانزي، أن عَظمَ الفخدِ لا يستقيمُ مع الساق، كما أن معظَمُها يسيرُ على الحافةِ الخارجيةِ للقَدم. 

وذلك على عكس الإنسان الذي يتميزُ باستقامةِ الفخذِ مع الساق، فَيَستطيعُ أن يقِفَ مُعتَدلاً قائماً على قَدَميْهِ، كما أنه يسيرُ على مُعظم السطح السُفلي للقَدَم مما يُعطي حَرَكَتَهُ عندَ المشيِ ثَباتاً وكفاءةً أكبرَ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى