شخصيّات

نبذة عن حياة الحاكم “الإِسْكَنْدَر المَقْدُونِيّ”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الإِسْكَنْدَر المَقْدُونِيّ شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

وُلِدَ الإسكندر عام 356 ق.م، وكانَ أبوه فيليب قد آلَ إِليه عرشُ مَقْدُونْيَا، في شمالِ اليونانِ سنةَ 360 ق.م. (لاحظْ أن في الأعوامِ التي قَبْلَ ميلادِ المَسِيحِ عَلَيْه السَّلامُ، يَقِلُّ رَقَمُ السنةِ كُلَّمَا تَقَدَّم الزمن، إذ تقتربُ السنواتُ أكثرَ فأكثَر نَحْوَ الميلادِ).

وبعدَ أن قَوَّى فيليبُ الوَحْدةَ السياسيَّةَ في مملكتِه انتهزَ فرصةَ ضَعْفِ دُوَيْلاتِ المُدُنِ اليونانيةِ الأخرَى حتى تَمَّ لهُ عامَ 338 ق.م إخضاعُ بلادِ اليونانِ كلِّها لسَيْطَرَتِهِ.

وفي عامِ 336 ق.م اعتَلَى الإسكندرُ العرشَ عَقِبَ مَصـْرَعِ أبيه، ولم يَكُنْ قد تجاوز العشـرينَ من عُمْرِه.

 

والإسكندرُ هو ثالثُ من حملَ هذا الاسمَ من أسرتهِ، أسرة آرْجيوس، ويُلَقَّبٌ بالإسكندرِ الأكبرِ. وكان الإسكندرُ شديدَ التَعَلُّقِ بأمِّهِ

 "أوليَمْبِيَاس" التي كان لها تأثيرٌ رُوحِيٌّ كبيرٌ عليْه. ولقد اختارتْ له أمُّه مؤدِّبيه الذين كانوا يأتُون إِليه واحداً بعدَ الآخَرِ لِيُعَلِّمُوه.

والمعروفُ أنَّ الإسكندَر تَتَلْمَذَ على عَدَدٍ من عُلَمَاءِ اليونانِ، وعلى رأسِهِمْ أَرِسْطُو الفيلسوفُ اليونانيُّ، في الفترةِ من 342 إلى 336 ق.م فدرسَ البلاغةَ والمَنْطِقَ والفَلْسَفَةَ مِمَّا كان له أكبُر الأثرِ في حياتِهِ السياسِيَّةِ وفي حُكْمِ الدولِ بعدَ ذلكَ.

 

وبعدَ اعتلاءِ الاسكندر للعرشِ في مَقْدُونْيا، زحفَ إلى بلادِ اليونانِ لتأكيدِ سيادتهِ بعدَ أن تَمَرَّدَتْ عليه المُدُنُ اليونانِيَّةُ، عَقِبَ وفاةِ أبيه.

وبعد أن أخضعَ مدنَ اليونانِ، خرجَ في عام 334 ق.م بوَصْفِه مَلِكاً وزعيماً للاتِّحاد الهِلِّينِيِّ لغَزْو الامبراطوريةِ الفارسيةِ، وخرجَ معه في هذه الحملةِ الكبيرةِ عددٌ من العُلَماءِ والأُدباءِ.

وفي آسيا الصُّغْرَى التحَمَ الاسكندرُ مَعَ الفُرْسِ في معركةٍ عِنْدَ نَهْرِ جرَانِيكُوس، وانتصـرَ عليهم في العامِ نفسهِ، ثم اجتازَ آسيا الصُّغْرَى ليحقِّقَ انتصاراً آخرَ على المَلِكِ الفارِسيِّ "دَارَا الثالثَ" في معركةِ "أسوس" عام 333 ق.م.

 

وفرَّ الملكُ الفارسيُّ بعدَ الهزيمة تاركاً أُسْرَتَه تقعُ في يَدِ الإسكندَرِ. وتقدَّم الإسكندرُ بعدَ ذلك على طولِ الساحلِ الفينقِيِّ واحتلَّ معظمَ مدنِه، ثم اتَّجَهَ إلى مِصْـرَ وكانتْ في ذلكَ الوقْت ولايةً فارسيةً فدخلَها عامَ 333 ق.م.

ثم أقامَ الإِسكندرُ مدينةً في مصـرَ على الشـريطِ الساحِلِيِّ الرَّمْلِيَّ الواقعِ بينَ البَحْرِ المتوَسِّطِ وبحيرةِ مريوطٍ حَمَلَتْ اسمَه ولا تزالُ، وهي مدينةُ الإسَكْنَدرِيَّةُ.

كذلك قامَ الإسكندرُ الأكبرُ بزيارةٍ خاطفة لواحةِ سِيوهَ التي تقعُ في قَلْبِ الصحراءِ الغربيةِ لزيارةِ معبدِ الإله آمُون.

 

وفي ربيعٍ عام 331 ق.م. خرجَ الإسكندرُ مُتَعَقِّباً مَلِكَ الفُرْسِ الذي كان قد حَشَدَ جيشاً كبيراً في السَّهلِ المحصورِ بين الضَّفَّةِ الشـرقيَّةِ على نهرِ دَجْلَةَ ومدينةِ "أَرْبيلا" الآشورِيَّة.

وفي معركةِ "جوجا ميلا" (التي سُمِّيَتْ أحياناً معركةَ أربيلا) انتصـرَ الإسكندرُ على الجيشِ الفارسِيِّ، وفَرَّ "دَارَا الثالثُ" إلى قَلْبِ آسيا في أكتوبر عامَ 331 ق.م.

 

بعد ذلك اتَّجَهَ الإِسكندرُ إلى "بَابِلَ" ثمَّ دخلَ عاصمةَ الفُرْسِ "برسيبُولِس" (اصْطَخْرَ) ثمَّ واصلَ زحفَه شرقاً لمطاردَةِ فُلُولِ جيشِ "دارَا" الفارسِيِّ حتَّى بلغَ جنوبَ شرقِ بحرِ قزوين.

وهناكَ وصلَتْهُ الأنباءُ بمَقْتَلِ دَارَا، فاستمَرَّ الإسكندرُ في زَحْفِه شرقاً حتَّى بلغَ موقعَ "كابول" عاصمةِ أفغانستانَ الحَالِيَّةِ، وكانَ يقومُ بتأسيسِ مُدُنٍ جديدةٍ تحملُ اسمَهُ على طُولِ الطَّريقِ.

ثم اتَّجهَ بعد ذلك إلى حَوْضِ نهر السِّنْدِ وعَبَرَه إلى الهندِ. وكان هذا أَقْصَـى امتدادٍ وصلَ إليه الإسكندرُ الذي قَرَّرَ في عامِ 326 ق.م العودةَ بسببِ الإجهادِ والتعبِ الذي أصابَ جنودَه. 

 

وبالفِعْل عادَ إلى مدينةِ بابلَ حيثُ مَرِضَ بالحُمَّى وماتَ عام 323ق.م بعدَ حياةٍ قصيرةٍ حقَّق فيها إنجازاتٍ كبيرةً، إذِ استطاعَ تكوينَ امبارطوريةٍ واسعةٍ انقسمَتْ بعدَ وفاتهِ إلى عِدَّةِ ممالكَ انتقَل حُكْمُها إلى قَادَتِه.

ولقَد نَتَج عن حملةِ الإسكندرِ الكُبْرَى على الشـَّرقِ حدوثُ امتزاجٍ بينَ الحضارةِ اليونانيَّةِ والحضاراتِ الشـرقيةِ فَتَوَلَّدَ عن هذا صيغةٌ حضاريةٌ جديدةٌ عُرِفَتْ بالحَضَارة الهِلَّينِسْتِيَّةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى