علوم الأرض والجيولوجيا

العوامل المسببة لتجمع الأملاح في الأتربة

1995 ري وصرف ومعالجة التملح

د.علي عبدالله حسن

KFAS

تجمع الأملاح في الأتربة علوم الأرض والجيولوجيا

أما العوامل التي تسبب تجمع الأملاح في الأتربة فيمكننا تحديدها تبعاً لمعطيات منشورة ]في [88 بالدورات التالية :

– الدورات القارية :

تقترن هذه الدورات عادة بتحرك ، وإعادة توزيع ، وتجمع لأملاح كل من الكربونات والسلفات والكلوريد في المناطق الداخلية ، التي لا وجود لصرف طبيعي فيها . 

علماً أن هذه الأملاح تنتج عن تجمعات ملحية ذات مصادر مختلفة ، بما في ذلك النتائج التآكلية للصخور عند تشكل الأتربة المختلفة الأنواع ، أو نتيجة لإعادة توزع لكتل الأملاح المتجمعة في الصخور الرسوبية . 

وهنا يمكننا التفريق بين الدورات الرئيسة لتجمعات الأملاح ، والدورات الثانوية لهذه التجمعات .

 

– دورات الدلتات :

وتتميز هذه الدورات بالتنوع الكبير ، نظراً لتعدد مصادر الاملاح المتجمعة في سهول الدلتا ومن هنا أتت أهميتها .  كما أن دلتات مصبات الأنهار لها تاريخ زراعي طويل ، سواء دلتا دجلة والفرات، أم دلتا النيل أو غيرها . 

وتتصف هذه الدورات بتركيب معقد لحركة الأملاح وتجمعاتها وتوضعاتها .  فمن ناحية تحمل الأنهر معها أملاحاً ذات مصدر قاري ، وتوضعها أو توضع قسماً منها في سهول الدلتا . 

ومن ناحية أخرى يمكن أن تاتي بعض الأملاح في هذه الدورات مع التيارات المائية الجوفية ، او من البحر ، وذلك في عصور مختلفة .

 

– الدورات الارتوازية :

ترتبط هذه الدورات ببخر المياه العميقة والصاعدة إلى السطح من خلال التصدعات الكونية “tectonic” ، أو من خلال البناء المتهشم لسطح الأرض العلوي . 

ونجد مثل لهذه التجمعات في منخفض القطارة في مصر ، وايضاً في منخفض بحر قزوين ، وكذلك الأمر في منخفضات آسيا الوسطى .

 

– الدورات الإنسانية “anthropogenic cycles”

وتحصل مثل هذه الدورات نتيجة لأخطاء في الفعاليات الاقتصادية للإنسان ، أو نتيجة لتجاهل قوانين تجمع الأملاح ، (مثال ذلك تملح الأتربة المروية نتيجة لارتفاع سوية ماء الجوف ، أو نتيجة للاستعمال غير الصحيح لماء ري مالح ، أو الغمر بمياه المناجم النفطية، أو غير ذلك) [88].  

كما يمكننا أن نضيف هنا ، وذلك بشكل عام ، أن عمليات تجمع الأملاح في الأتربة مرتبطة بأنواع محددة من التضاريس ، وذلك تحت تأثير شروط جيومورفولوجية “geomor phologic”، وهيدرولوجية معينة  [88]

وترتبط التجمعات الملحية لدورات مختلفة من الزاوية المورفولوجية بالمناطق المنخفضة ، أو بأجزاء من هذه المنخفضات ، (مثل : أحواض الغمر) والدلتات ، ومساطب البحيرات ، (مساطب الأنهر ، والسواحل المنخفضة)  [88]

 

أما التأثير الهيدرولوجي في هذه التجمعات ، فهو مرتبط مباشرة بسوية ماء الجوف .  وهكذا ، ومن المنظور الهيدرولوجي تحصل التجمعات الملحية في الأتربة عادة في المناطق ، حيث ينعدم الهطول المطري ، أو إذا حصل ، فخفيف ، في الوقت الذي يفعل كل من البخر والنتح فعلهما . 

كما يمكننا أن نضيف هنا ، وذلك تبعاً لمعطيات منشورة ]في [88 أن التجمعات الملحية ترتبط من زاوية التشكل بشروط جيولوجية معينة ، منها ما هو معاصر ، ومنها ما هو من عصور سابقة .

 

ويعدّ بخر ماء الجوف العامل الأكثر فعالية لتشكل الأتربة الملحية ذات المنشأ المعاصر ، وكذلك الأمر بالنسبة للنتح ، وذلك في المناطق التي يكون الهطول المطري فيها منخفضاً أو غير موجود ألبتة . 

ومن الجدير قوله هنا إن شدة البخر والنتح تصبح أعلى عندما تقترب سوية ماء الجوف من سطح التربة ، وهذا يعني تزايداً في التجمعات الملحية .

 

وتبلغ عمليات تشكل التجمعات الملحية حدودها العظمى في المناطق القارية ، حيث يبلغ عمق سوية ماء الجوف  (2 – 3 m)، أو أقل علماً أن مجمل البخر السنوي في بعض المناطق القارية قد يصل إلى حدود  [88] (1500 – 3000 mm).

وبالنظر لكون المياه ، بشكل عام ، تحوي مركبات ملحية ، فإن عمليات البخر والنتح ينتج عنها تزايد في تركيز الأملاح لمثل هذه المياه ، وتحديداً في مياه الجوف.

 

وهذا ما يؤدي إلى تجمعات لمثل هذه الأملاح في الطور الصلب ، حيث تتوضع بأشكال حبيبية “Concretions”، وأحياناً تشكل آفاقاً متصلبة  [88]

لكن البخر سواء للمياه السطحية ، أو لمياه الجوف ، أو المياه العميقة ، أو لمياه البحيرات وغيرها ، ليس وحده السبب في حصول التجمعات الملحية ، أو تشكل الآفاق المتصلبة ، أو القشور الصلبة “crust”، سواء أكانت هذه التوضعات الملحية من الجبس ، أو من المركبات الكلسية ، أو غيرها من الأملاح ، التي تشلكت ، سواء في العصور الجيولوجية الغابرة ، أو أنها معاصرة في تشكلها ، بل توجد أسباب أخرى لمثل هذه التشكلات .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى