أحداث تاريخية

تجربة “لافوازييه” حول أفعال التنفس والإفراز وسبب إعدامه

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

أفعال التنفس والإفراز تجربة لافوزييه أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

رجلٌ … في الكيس !

كان سيجان، معاون لافوازييه، جالساً في كرسي يحيط به كيس من حرير لا يدخله الهواء ولا يخرج منه.

وبالكيس قبالة فم الرجل فتحة للتنفس يتصل بها أنبوب يفضي إلى إنبيق من زجاج.

ولما كان اتصال الأنبوب بالفتحة مُحكماً كل الإحكام، فكل ما يفرزه جسم الرجل من عرقٍ وغيره يبقى في الكيس إلا ما يخرج من رئتيه عن طريق التنفس. فكان الهواء الذي يزفره ينتقل في الأنبوب إلى الإنبيق الزجاجي ليُحلَّل تحليلاً دقيقاً .

هكذا كان يبحث لافوازييه في أفعال التنفس والإفراز . فكان يزن بأدق الموازين في فرنسا، سيجان قبل دخوله الكيس وبعد خروجه منه، وكذلك الهواء الذي يزفره والكيس الذي يدخله قبل التجربة وبعدها

ولم تُتح لهذه التجربة أن تتم … فبينما هو يراقب معاونه ويملي على زوجه، إذ بالباب يُفتح عنوة ويندفع منه غوغاء : رجلٌ يلبس فوق رأسه قبعة الثوار ، يتبعه جنود المحكمة الثورية ، يتبعهم جمهورٌ صاخبٌ غاضبٌ . وتوالت الأحداث عاصفةً …

 

صاحب بالين … !

لم يكن لافوازييه صاحب بالين وإنما كان صاحب ثلاثة ! ومن هذه الاهتمامات كانت مأساته :

عمل لافوازييه، بالإضافة إلى بحوثه، ملتزم ضرائب . وقد قابل أثناء عمله هذا زوجه التي أشرنا إليها وهي ابنة كبير الملتزمين جاك بولز وتزوَّجها ، وكان هو في الثمانية والعشرين بينما كانت هي في الرابعة عشرة من عمرها. وكان زواجه من هذه العروس الطفلة ناجحاً وسعيداً .

بدأت ماري في تعلم اللغتين اللاتينية والإنجليزية لترجمة الأعمال العلمية لزوجها قليل الإلمام باللغات الأجنبية. وترجمت له كتابين مهمين لعالم الكيمياء الإيرلندني كيروان، وأعدَّت له موجزاً لبحوث نشرها جوزيف بريستلي وهنري كافندش وغيرهما من كيميائيي ذلك العهد.

وجعلت ماري من منزلها مكاناً يؤمه العلماء الفرنسيون وغير الفرنسيين ، كما كانت فنَانة موهوبة ترسم لوحات كتبه فضلاً عن أنها سكرتيرته وذراعه اليمنى .

 

وبعد إعدام زوجها كتبت وطبعت كتابه الأخير "مذكراتٌ في الكيمياء" وهو الكتاب الذي كان لافوازييه قد جمع مادته في السجن بيد أنه لم يُكمله.

ويشق علينا هنا أن نذكر أن تلك الزوجة الوفية الذكية قد كوفئت على عملها أسوأ مكافأة ، وكانت مكافأتها السيئة هي زواجها التعس والذي لم يدم طويلاً من الكونت رمفورد شكل رقم ( 225 ) .

ولكن ما السبب في إعدام لافوازييه ؟

كان السبب الجزئي هو العمل الذي أوجده له صهره، كبير الملتزمين، فقد أصبح لافوازييه بهذا العمل يشغل باله بوظائف ثلاث : عضو المجمع العلمي ، ومدير الترسانة ، وملتزم الضرائب .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى