علوم الأرض والجيولوجيا

تطورات صخر “الطفل النفطي” في العالم

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع

KFAS

صخر الطفل النفطي تطورات صخر الطفل النفطي علوم الأرض والجيولوجيا

على الرغم من أن احتمالات توافر الزيت في الطفل النفطي عظيمة إلا أن إنتاجه تجارياً يعتبر بصفة عامة غير اقتصادي، فأنواع الطفل النفطي هي خامات ضعيفة تنتج فقط كميات محدودة من الزيت.

وهذه الكميات كانت عبر التاريخ ذات أسعار متدنية فتعدين وتسخين طن واحد من (25) جالوناً/ طن أو 104 لتراً/ طن من الطفل النفطي ينتج حوالي 0.6 برميلاً أي 0.087 طناً من الزيت.

وفي حالات خاصة مثل عدم توافر أنواع أخرى من الوقود أو أن يكون الإمداد غير منتظم، أو عند وجود صعوبات تتعلق بالمواصلات بهدف توفير الطاقة. فإنه يتم تطوير الطاقة وإنتاجها بصورة تجارية من الطفل النفطي.

 

وقد تم قديماً استخلاص الزيت من الصخر في بريطانيا عام 1694، وقد سجلت عملياً في فرنسا عام 1838، كذلك تم قبل عام 1870 إنتاج الزيت تجارياً من الطفل النفطي في كل من كندا واسكتلنده وأستراليا.

أما خلال الفترة ما بين (1875 – 1960) فقد بلغ إنتاج أوروبا من الزيت من رواسب الطفل النفطي ما يعادل طاقة تساوي (250.000.000) برميلاً أي (31 × 106) طناً مترياً. 

ومعظم هذا الإنتاج قد استخلص من رواسب إستونيا (Estonia) في الاتحاد السوفييتي سابقاً واسكتلنده وقد توقفت معظم عمليات تطوير الطفل النفطي بسبب ظهور نفط الشرق الأدنى ذي الأسعار المتدنية وبسبب تحسن أنظمة نقل الزيت.

 

وقد أدت الحرب العالمية الثانية إلى زيادة حادة في الطلب على البترول، كما أدت في نفس الوقت إلى حدوث اضطراب في إنتاج وتوزيع البترول، مما أدى إلى إحياء الاهتمام ثانية بتطوير الطفل النفطي، فتواصلت بذلك أثناء الحرب العالمية الثانية.

وبعد انتهائها عمليات الإنتاج من الطفل النفطي في كل من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا ومنشوريا (في الصين) واستونيا، والسويد واسكتلنده وجنوب أفريقيا وأستراليا والبرازيل.

وظهرت تطورات حديثة وكبيرة نسبياً في كل من منشوريا واستونيا. فقد ظهر التطور الأول في منشوريا بالقرب من مدينة فوشن (Fushun)

 

حيث أنتجت رواسب الطفل النفطي من عهد «الاوليجوسين» التي تقدر بحوالي (450) قدماً أي (150) متراً من الطفل على ما مقداره (15) جالون/ طن، ويقع هذا الراسب فوق راق سميك من الفحم الحجري.

وقد أدت إزالة راسب الطفل النفطي من أجل التمكن من تعدين الفحم الحجري بطريقة التعدين السطحي، إلى تطوير أضخم صناعة للطفل النفطي في العالم.

ورغم صعوبة الحصول على معلومات عن الإنتاج، إلا أن الإنتاج اليومي قد سجل حوالي (4000) برميلاً من الزيت.

 

أما التطور الثاني، فقد ظهر في مناطق واسعة من الاتحاد السوفييتي سابقاً في «استونيا» وفي منطقة «ليننجراد» المجاورة والتي تغطي، على أعماق ضحلة طبقات من الطفل النفطي الطحلبي المسمى «كوكرسيت» (Kukersite) والتي تنتمي إلى العصر الأردوفيشي. 

وقد تجاوز الإنتاج الكلي (30.000.000) طناً أي (27 × 106) طناً مترياً من الطفل عام 1973، حرق معظمه مباشرة من أجل توليد الكهرباء.

وهناك عدة عمليات للطفل النفطي على مستوى أصغر حجماً، قد أجريت أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث أنشأت أستراليا مصنعاً للطفل النفطي في جلين ديفيز (Glen Davis) جنوب ويلز الجديدة، خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن بعض المشاكل التعدينية قد أدت إلى إغلاق هذا المصنع عام 1950.

 

وقد قامت البرازيل التي تعاني دوماً من قلة البترول المحلي بإجراء دراسة مكثفة لبعض الرواسب الرئيسية لإنتاج النفط من الطفل.

أما فرنسا فقد كانت رائدة في تقطير الطفل النفطي بطريقة التقطير الإتلافي وذلك في «أوتون» (Autun). 

 

كما قامت بتشغيل المصانع على ثلاثة رواسب أخرى بعد الحرب العالمية الثانية – إلا أنها جميعها قد توقفت عن العمل بحلول عام 1957، كذلك قامت ألمانيا بتشغيل مصانع للطفل النفطي في رواسب من العصر الجوراسي في فورتمبرج (Wurttemberg) خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن هذه التطورات لم تصمد أمام اقتصاديات ما بعد الحرب.

واستمرت اسكتلنده الرائدة في حقل الطفل النفطي بإنتاج الزيت الطفلي عن طريق تعدين ومعالجة رواسب الطفل النفطي اللوتوني من العصر الكربوني حتى عام 1963.

 

وفي جنوب أفريقيا بدأت شركة جنوب أفريقيا للتعدين والتكرير التوربيني المحدودة عملياتها على رواسب تقع قرب إيرميلو (Ermelo) في ترانسفال (Transvaal) عام 1935، ثم تطورت العملية على مستوى واسع النطاق أدى إلى استهلاك 20.000.000– 30.000.000 طن متري من رواسب الطفل النفطي. 

كما قامت شركة تعمل في بورتولانو (Puertollano) في مقاطعة سويداد ريال بأسبانيا بإنتاج البنزين والديزل وزيوت المحروقات والتشحيم والمشتقات الأولية الأخرى على نطاق ضيق منذ حوالي عام 1922.

 

كما قامت الحكومة السويدية ببناء مصنع ضخم في كفارنتورب (Kvarntorp) في مقاطعة نارك (Narke) خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك لإنتاج الزيت من الطفل الأسود الشبي (Alum black shale).

ووصل هذا المصنع إلى قمة إنتاجه عام 1947، ولكنه أغلق في الخمسينات، وبالتزامن مع هذا المصنع قامت الحكومة السويدية بتجربة لتحويل الطفل النفطي إلى غاز بالتسخين الكهربائي (بطريقة لنجستروم). 

وقد أعلن القائمون على هذه الطريقة أن القيمة الحرارية للزيت والغاز المتبخر تعادل تقريباً ثلاثة أضعاف الطاقة المستخدمة في إنتاجها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى