إسلاميات

نبذة تعريفية عن صفات مخلوق الجِن

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

صفات الجن مخلوق الجِن إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

الجن خَلْق مما خلق الله من العِوالم، لكنه يختلف عن عالم الملائكة وعالم الإنس.

وهم يتَّصفون بالعقل والإدراك، وقد كُلّفوا بتعاليم الدين، وذلك عندما بعث الله لهم رسوله محمد، صلى الله عليه وسلم، فكانت لهم القدرة على الاختيار بين طريق الخير وطريق الشر لقوله تعالى(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) (الجن:11).

وقد سُمُّوا بالجن لخفائهم وعدم قدرة الناس على رؤيتهم، لقوله تعالى(يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:27).

 

ووجود الجن ثابت بالكتاب والسنة، وأنهم خُلِقوا من نار، لقوله تعالى(وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ) (الحجر:27).

و"من قبلُ" في هذه الآية تعني أن الله خلق الجان قبل أن يَخْلقُ الإنسان. ولقوله تعالى(وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ) (الرحمن:15)، والمقصود بالمارج هو اللهب المُختلِط بسواد النار.

وهكذا يختلف أصل خُلْق الجن عن خلق الملائكة والإنس، فالجن خُلقوا من ناَر، أما الملائكة فَمِن نور، والإنس من طين.

 

ولقد وهب الله تعالى الجن قدُرُات لم يمنحها لبني آدم، ومن هذه القدرات: سرعةً الحركة والانتقالُ من مكان إلى آخر في الكونُ، كما أنهم صَعِدوا إلى الفضاء، لقوله تعالى(وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ) (الجن:9).

كما أن للجن القدرة على التشكل في صورة البهائم والحيوانات والحيات والعقارب والإبل والحمير والطيور، وفي صورة الإنسان.

والجن يسكن الأرض مع الإنسان، ولكنهم يوجدون بكثرة في الخرائب والمزابِل وأماكن النجاسات والحَّمامات والمقابر، وقد ذكرت الأحاديث بالنهي عن الصلاة في هذه الأماكن.

 

وخَلقَ الله عز وجل الجن كما خلق الإنسان، فهم يأكلون ويشربون ويعيشون ويموتون، ولهم القدرة على الحركة والكلام. ويعيشون حياة أطول من عمر البشر بآلاف السنين.

وقد يعجب الإنسان كيف يستطيع الجني أو الشيطان أن يتلبسه أو يدخل ويستقر بداخله، ومن أهم أسباب هذا هو فساد الإنسان، وعدم ذِكْرهِ ربَّه في جميع أعماله، وممارسته للمحرمات والفساد، والسير في طريق الفاحشة والرذيلة.

والمؤمن الطيب لا يخشَى الجن، فهو يقي نفسه منه، وذلك بأن يكون تَقَّيا يتوضأ ويصلي، ويقوم بما فرضه الله عليه، ويستعيذ بالله من الشيطان. يقول الله عز وجل(وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ) (الأعراف:200).

 

فالاستعاذة بالله من الشيطان والجن، قادرة على طردهم، لأنها ملجأٌ وحصُنُ المسلم، وأيضا يجب تلاوة المعُوِّذات (أي: سورة الصمد، وسورة الفلق، وسورة الناس، وآية الكرسي).

وهناك الكثير من الأذكار والأحاديث التي وَرَدَت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، مثل أذكار الصباح والمساء. وعند القيام من النوم وعند الصلاة، وعند الخروج من المنزل أو الذهاب إلى السوق أو الحَمَّام، ومتى ما أكثر الإنسان من هذه الأدعية، حفظ نفسه شر الجن والشياطين

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى