العلوم الإنسانية والإجتماعية

مواقف شبكة الدفاع عن الذرة ضد الرقابة الحكومية المكسيكية للتنوع البيولوجي

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة

فقد جاء في إعلان 2009م لهذه الشبكة [والمنظمات والتجمّعات الأخرى]: "لقد تنصّلت الحكومة من [مهمتها] في مراقبة حقول المزارعين لمحصول الذرة بذريعة أن هذا يسبب القضاء على أكبر كمية من بذور المزارعين" (Red en Defensa del Maiz 2009).

في مقال افتتاحي لصحيفة لاجورنادا (La Jornada) شرحت الموظفة في مجموعة الحماية من التآكل والتكنولوجيا والتركيز (ETC Group)، وأحد النشطاء الرئيسيين في شبكة الدفاع عن الذرة، سيلفيا ريبيرو (Silvia Ribeiro) مزيداً من مواقف الشبكة الناشطة الموجهة ضد الرقابة الحكومية.

فقد انتقدت شبكة المختبرات الحكومية المخصصة للمراقبة لعدد من الأسباب، معربةً عن عدم ثقتها بالمختبرات، ومشيرةً إلى أن بإمكان تلك المختبرات أن تخفي أو تتلاعب بالنتائج، التي قد لا تدعم وجهة نظر الحكومة للتكنولوجيا الحيوية.

كما وضعت ريبيرو شكوكاً مفصلية [منها]، أن اكتشاف التلوث من خلال شبكة المراقبة من شأنه أن يعطي ذريعة للحكومة لإجبار المزارعين على التخلّي عن سلالات الذرة [الأصلية] والتحوّل إلى البذور التجارية".

علاوةً على ذلك، ادّعت أن المراقبة يمكن استخدامها ضد المزارعين، كوسيلة لاكتشاف مَن منهم قد استخدم البذور المهندسة وراثياً من دون أن يدفع للمخترعين سعر استخدامها (في إشارة إلى الإجراءات القانونية التي اتخذتها شركة مونسانتو ضد المزارعين الكنديين والأميركيين).

 

واستنتجت ريبيرو (Ribeiro 2009) أن الجهود التي تبذلها الحكومة لمراقبة الذرة المهندسة وراثياً – في الوقت الذي تبيّن أنها قلقة على السلامة الحيوية – ستستخدم في الواقع ضد زراعة المزارعين، ولمصلحة شركات البذور المتعددة الجنسيات.

هذه الانتقادات التي وجّهها كل من اتحاد العلميين الملتزمين اجتماعياً وشبكة الدفاع عن الذرة أشارت إلى أن مراقبة الجينات الناشزة، ليس بالمسعى المحايد سياسياً، على الرغم من أن المراقبة مستندة إلى الوسائل العلمية.

فالذي يتوّلى مهمة المراقبة، يستخدم طرقاً تحليلية حين يراقب، وينشر نتائجه، وفي النهاية تستخدم نتائجه [لحلّ] جميع القضايا الخلافية. وإذ ساور العلميين المعنيين القلق تجاه تصرفات الحكومة المكسيكية فقد أجروا بحوثاً حول تدفّق الجينات المحورة وراثياً، ليجعلوا من أنفسهم حلفاء لمنظمات الحركة الاجتماعية المناهضة للذرة المهندسة وراثياً.

وفي الوقت ذاته فإن بعض النشطاء الذين منهم في المقام الأول ريبيرو وآخرون في شبكة الدفاع عن الذرة شككوا بقوة في فرضية المراقبة والقصد منها؛ وذلك بسبب انعدام الثقة بالبحوث التي تُجرى من قِبل علميي الحكومة، فلذا أخذ النشطاء على عاتقهم مهمة مراقبة الذرة المهندسة وراثياً.

 

في هذا الفصل سأُبيّن أن المناقشات حول المراقبة لم تكشف أن هناك صراعاً ما بين المنافسين والحكومة المكسيكية فحسب، بل هناك نوعان من التوجّهات السياسية المتميزة بين نشطاء الذرة المكسيكيين أيضاً.

فإنه من غير المألوف أن تكون فصائل الحركة الاجتماعية مختلفة علاقاتها مع المؤسسات المهيمنة ويحبّذون استراتيجيات مختلفة في السعي إلى تحقيق التغيير الاجتماعي. فهنا أستكشف كيف يمكن لهذه الفصائل أن تبلور العلاقة بالمعارف العلمية لغرض العمل في تلك الحالة (الذرة المكسيكية)، والمراقبة البيئية.

فقد بدأتُ بمناقشةٍ حول تنامي دور الجمهور المتنوّع في تحديد المخاطر والمشاركة في جهود المراقبة البيئية، وانتقلتُ بعد ذلك إلى شبكة الدفاع عن الجهود البحثية للذرة الذي جاء بثلاثة أجزاء: الجزء الأول هو؛ دور مشروع الرقابة في تعبئة المجتمعات الريفية للدفاع عن الذرة، والجزء الثاني؛ مواجهات الشبكة مع المؤسسات العلمية، والجزء الثالث والأخير عن آثار المطالبة المترتبة على الشبكة الأكثر إثارة للجدل بشأن مؤثرات الجينات الناشزة.

فعلى طول خط هذا التحليل، فضلاً عن الاستنتاج سأُركّز على الطرق التي تسهم في جهود المراقبة وتؤدّي إلى تشكيل تضامنات سياسية والتي بدورها تعكس الالتزامات في [اعتماد] استراتيجيات معينة للتغيير الاجتماعي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى