النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن شجرة السّدر

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

شجرة السّدر النباتات والزراعة الزراعة

شَجَرةُ السّدرِ، أو السِّدرةُ، تُنتجُ ثماراً صغيرةً حُلوةَ الطَّعمِ تُعرفُ باسم «النَّبْق».

والنَّبقُ فاكهةٌ شعبيةٌ معروفةٌ مُنذُ آلافِ السّنينِ في وطنِنا العربيِّ وغَيرِه. ونحنُ نَأكُلُ ثِمارَ النَّبْقِ طازجةً لِطيبِ مذاقها، فهيَ تحتوي على موادٍّ سُكَّريَّةٍ ونشويّةٍ، أو نأكُلُها بعدَ تجفيفها مثل البلحَ.

وثمرةُ النبقِ صغيرةٌ كرويةُ الشكلِ، يتحوّلُ لونها عندِ النُّضجِ منَ الأخضرِ إلى الأصفرِ أو البُني المائل للاحمِرارِ، وقُطرها حوالي سنتيمترين، فهي في مثل حجمِ ثمرةِ الزيتون.

 

ويصلُ ارتفاعُ شجرةِ السّدرِ إلى حوالي 12 مِتراً. ويُوجد من السِّدر أنواعٌ كثيرةٌ قد تبلغُ مئةَ منها أنواعٌ تُؤكلُ ثمارها وينمو كثيرٌ منها في إيران والهند وباكستان والملايو وأستراليا وأمريكا الاستوائية وغيرها. وتُزرعُ أصنافُ كثيرةٌ منها وتُروى بالماء.

والسِّدرُ الذي يَنمو في المناطِقِ الجافّةِ يكونُ لهُ شوكٌ، أما الذي يُزرعُ أو الذي ينمو في مناطِقٍ توجدُ بها المياه فيكونُ أقلَّ شوكاً أبو بلا شوكٍ (ويوصفُ بأنَّهُ مخضود)، وفُروعُ الشجرة عادةً بيضاءُ ناعمةٌ والأوراقُ بيضيّةَ الشَّكلِ.

ويمكن تمييزها بسهولةٍ لأنهَّ بكلِّ ورقةٍ منها ثلاثة عُروقٍ كبيرةٍ واضحةٌ تخرجُ من قاعدةِ نصلها، وليسَ عرقها واحداً كما في أوراقِ مُعظم النَّباتات الأخرى.

 

وعلى جانِبيِّ كُلِّ ورقةٍ (في الأصنافِ التي بها شوك) توجدُ شوكتان؛ إحداهما مستقيمةٌ والأخرى مُنحنيةٌ.

وهناك نوعٌ من السِّدرِ يُعطي ثماراً أكبرَ حجماً وأكثرَ استطالةً من النَّبوقِ، وتُعرفُ باسم الكِنارْ، ونوعٌ آخرُ يُعطي ثماراً لذيذة الطَعمَ تُعرفُ باسمِ العُنّابِ، ونوعٌ ثالثٌ تُسمى ثِمارهُ بَلَح الصِّين. وهذهِ تُؤْكَلُ طازِجَةً أو مَطْهيَّة.

وثمارُ النَّبْقِ لها فوائدُ عِلاجيَّةٌ كثيرةٌ عرفها الفَراعِنَةُ فاسْتَخْدَموها في عِلاجِ بعضِ الأمْراضِ الجِلْديَّةِ، واسْتَخْدَمَها العَرَبُ كَمُليِّنٍ ولِتقويةِ المعدة وشَعْر الرأس. ويستخرجُ البريطانيُّون من نوعِ من السِّدرِ دواءً للسُّعالِ (الكحة)، ويستخرجُ اليابانيونَ منهُ دواءً للحساسية.

 

وقد ثَبُتَ أنَّ مضغَ ثمارَ النّبقِ يقتُلُ الجراثيم الموجودة بالفمِ واللثةِ والحلقِ لاحتِواءِ الثّمار على مادةٍ مَضادةٍ لحياةِ الجراثيم.

وبعضُ أنواع السّدر لها خشبٌ جيّدٌ يُستخدمُ في الصّناعة، وبعضُ أنواعٍ أخرى تنمو بالهندِ وتُستخدمُ أوراقها في الصِّباغة.

وقَدْ وَرَدَ ذِكْرُ السِّدْر في أحاديثَ نبويةٍ شريفةٍ، منها ما يحض على حِمايَةِ الشَّجرِ وعَدَمِ قَطْعِهِ لفوائِدِهِ الكثيرةِ، فهوَ يعطي كالغِذاءِ والدواءِ، ومنها ما يَحُضُ على اسْتِخْدَام أوراقِهِ معَ الماءِ في غسيلِ الرأس وفي غسل الموتى، ولا تزالُ بعضُ النِّسَاء في شبهِ الجزيرةِ العربيَّةِ يَسْتَعْمِلُنَ مسحوقٌ أوراقِ السِّدْرِ في غسلِ شعورِهِنَّ.

 

ويؤيدُ هذا أنَّ العُلَماءَ تَمَكَّنوا من فَصْلِ موادٍّ صابونيةٍ من نَباتِ السِّدْر.

ويُقالُ إنَّ الفُروعَ الشوكيَّةَ للسِّدْرِ اسْتُخْدِمَتْ في القرآنِ الكريمِ عِدَّةَ مَرّاتٍ منها قولُهُ سُبْحانُه وتعالى في وَصْفِ أصحابِ الجنَّةِ الأبرار: قال تعالى( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ) الواقعة (27 – 30)

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى