علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “الرف القاري” و”المنحدر القاري”

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

المنحدر القاري الرف القاري علوم الأرض والجيولوجيا

الرف اقاري هو جزء البحر الذي يلي اليابسة، الذي يمتد من خط الشاطئ حتى الخط الذي يبدأ عنده قاع البحر بميل واضح ومميز.

أما المنحدر القاري فإنه ذلك الجزء من البحر الذي يلي الرف القاري الذي ينتهي نحو أعماق المحيط بالمرتقى القاري (Continental rise).

ويتميز بانحداره الواضح. ومن ثم فالرف والمنحدر القاريان يشكلان هوامش القارات المغمورة بالماء التي تصل اليابسة بقيعان المحيط العميقة (انظر الشكل).

 

وهذه الهوامش ذات قيمة اقتصادية كبيرة، إذ أن 18% تقريباً من بترول العالم يستخرج من الرف القاري، وهذه النسبة تزداد سنوياً.

وفي هذه الهوامش أيضاً توجد أكثر مناطق البحار غني بالثروة السمكية. وتزيد قيمة البترول المستخرج من تحت مياه الرف القاري للولايات المتحدة على قيمة الأسماك المصطادة من نفس المنطقة.

ويمكن أن يقال الشيء نفسه عن بحر الشمال والخليج العربي. وقد يكون العكس صحيحاً في الرفوف المشهورة بغناها بالثروة السمكية مثل بحر العرب والرف القاري للمغرب.

 

الرف القاري: 

يبلغ معدل عرض الرف القاري الذي يشبه سهولاً عديمة المعالم 75 كم تقريباً. ويتراوح عرضه بين 0.5 كم – 1300 كم.

ويميل تدريجياً نحو البحر بمعدل 0.7 ثانية (1: 1500 و 1.8 م/ 1 كم تقريباً). وهو فعلاً شديد الاستواء. فالتضاريس التي فيه موضعية ولا تزيد عن بضع عشرات من الأمتار.

وبعض هذه التضاريس تكون على شكل ظهور متعرجة أو قيعان مفتوحة أو مغلقة.

 

يستمر الرف القاري في الهبوط حتى معدل عمق 128 م حيث يطرأ تغير مفاجئ في الميل، عندما يبدأ «المنحدر القاري»، ويدعى الخط الذي ينتهي به الرف القاري (حافة الرف القاري) (shelf edge) ويتراوح عمق حافة الرف القاري بين 128 م – 550 م، خاصة في مناطق الجليديات القديمة الحديثة.

وقد اتخذ عمق 200 م كنهاية تقليدية للرف القاري وذلك لأسباب مختلفة أكثرها أهمية الأمور القانونية التي لها مساس بالثروات البحرية وتحت البحرية في هذه المناطق.

يغطي قاع الرف القاري طبقة رقيقة منالرواسب البحرية ذات المنشأ القاري في غالبها الأعم. وتتكون من الرمل والغرين (silt) والطين والصلصال مضافاً إليها في العادة بقايا فعاليات الكائنات الحية الحيوانية والنباتية التي تعيش في الرف القاري طافية أو سابحة أو على القاع. وتتوزع هذه الرواسب بشكل متقطع.

 

ويعد الرف القاري من الناحية الجيولوجية، امتداداً طبيعياً للسهل الساحلي المجاور. فخطوط الشواطئ متغيرة وغير ثابتة مع الزمن. فقد يتقدم البحر على اليابسة، فتنغمر أجزاء منها، وقد ينحسر البحر فتمتد اليابسة على حسابه.

وقد تكون أوضح الأمثلة في هذا المجال ما يجري لخطوط الشواطئ في الأزمنة الجليدية في عصر البليويستوسين.

 

فعندما يتراكم الجليد في الفترات الجليدية ينحسر البحر وتصل خطوط الشاطئ إلى حافة الرف القاري، وتحفر الأنهار مجاريها في الرف القاري وتلقي بحمولتها مباشرة في المنحدر القاري.

أما في الفترات بين الجليدية فإن الجليد يذوب ويرجع الماء إلى خطوط الشواطئ القديمة تقريباً. ومن ثم فإنه ليس لخطوط الشواطئ إلا قيمة زمنية.

 

وترتبط نشأة الرفوف القارية بعدة عوامل هي:

1- أعمال الأمواج على أعماق لا تزيد على تسعة أمتار.

2– أعمال الترسيب الشاطئية.

3- يتذبذب مستوى سطح البحر الذي يؤثر كثيراً في العاملين السابقين، غذ يتغير مستوى سطح البحر بتغير المكان الذي تتوضع فيه الرواسب وتفعل فيه الأمواج.

و

توجد الرفوف القارية في كل بحار العالم ومحيطاتها، وتشكل 5% من مساحة الأرض الكلية. وعلى الرغم من ذلك فعرضها متغير، فهو 120 كم في شرقي الولايات المتحدة و32 كم غربها.

وقد توجد رفوف عريضة جداً شمال استراليا وشرقي الأرجنتين وفي القطب المتجمد الشمالي وهي قليلة العرض جداً في بعض المناطق مثل غرب تشيلي والبحر الأحمر.

 

المنحدر القاري 

وهو ذلك الجزء الواضح الانحدار الذي يلي حافة الرف القاري باتجاه قاع البحر، ويمكن أن يقال أيضاً إنه يشكل الهوامش المغمورة من الكتل القارية الجرانيتية منخفضة الكثافة.

وتبعاً لهذا التعريف الأخير فإن المنحدر القاري يعد المنطقة الانتقالية بين قشرة الأرض القارية الخفيفة وقشرة الأرض المحيطية الثقيلة نسبياً.

ويبلغ معدل عمق المنحدر القاري 4 كم، لكنه قد يصل إلى عمق 10 كم في بعض الأخاديد البحرية العميقة. وهو بهذا أكبر جروف أو منحدرات الأرض وضوحاً.

 

يميل المنحدر القاري بمعدل 4.25ْ وذلك في الجزء العلوي منه (1.8 كم العليا)، غير أنه توجد بعض المناطق في المنحدر القاري يزيد ميلها على 15ْ وأحياناً تكون جروفاً عمودية أو معلقة. 

والمنحدرات القارية تشبه واجهات السلاسل الجبلية المستقيمة على القارة، غير أنها مضرمة غير منتظمة، فهي مقطوعة بالعديد من الخوانق تحت البحرية (submarine canyons) التي قد تبدأ أحياناً من الرفوف القارية وتسير حتى نهاية المنحدر القاري السفلي.

والخوانق تحت البحرية تشبه الأودية القارية العظيمة وتكون بشكل حرف V حيث ينقل عبرها، بواسطة تيارات العكر (turbidity currents) كميات كبيرة من الرواسب.

 

أما فوق أسطح المنحدر القاري التي ليس فيها خوانق تحت بحرية، فالرواسب تنهار أو تنهال إلى أسفل بفعل الجاذبية، ثم تتجمع الرواسب المنقولة بتيارات العكر أو بالجاذبية عند نهاية المنحدر القاري مكونة مخاريط ترسيبية تشبه مراوح الأودية القارية.

وتسمى هذه المخاريط المرتقيات القارية (Continental rises). ومن ثم فإن المنحدر القاري يتصل بقيعان المحيطات العميقة بواسطة هذه المراوح الترسبية (المرتقيات القارية).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى