العلوم الإنسانية والإجتماعية

وضع الجامعات والمجال العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

المجال العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية الجامعات العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

كانت الجامعات في الولايات المتحدة خلال الأجيال الماضية معتمدة بشكل متزايد على الدعم الخارجي من أجل جهودها العلمية الأساسية.

ومن المثير للقلق أن المهمات المتنوعة التي اضطلعت بها الجامعات بتكليف من الجهات الخارجية الراعية لهذه الجامعات، تحدث ثلماً في مقدرة هذه الجامعات على تأدية وظيفتها بشكل مستقل وإدارة أعمالها الجوهرية في البحث والتعليم على جميع المستويات.

وإن هذا التضييق بالغ القساوة على الجامعات وهي تواجه تخفيضات إضافية في الميزانية وتحاول تهدئة شكوك الناس في جدوى وفائدة العلم الأساسي. وإن "العقد الاجتماعي" بين الجامعات والجمهور الأمريكي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية يخضع الآن للتفاوض من جديد.

إن الزيادة التي طرأت على البحث والتطوير الأكاديميين عبر العشرين سنة الماضية، إذا ما نسبت إلى إجمالي البحث أو إجمالي البحث والتطوير في الولايات المتحدة، لهي مؤشر قوة وضعف في آن معًا. ويظهر هذان الاتجاهان واضحين في الشكل (4).

 

ومن الطبيعي إذًا أن تلاقي الجامعات طلبًا على خدماتها لتحافظ على هذه الاستثمارات. ومع ذلك، يتضح من الشكل (5) أن دعم الحكومة الفدرالية للبحث والتطوير الأكاديميين قد تدنى ببطء على مدى السنوات العشرين المنصرمة، هابطًا من نحو %70 من مجمل تمويل البحث والتطوير الجامعيين في عام 1973 إلى أقل من %60 في عام 1993.

وخلال الفترة ذاتها، فإن الموارد غير الفدرالية قد تنامت من نحو %30 إلى أكثر من %40 وزادت المؤسسات الأكاديمية دعمها لما يخصها من أعمال إلى الضعف تقريبًا. ومع أن التمويل الصناعي قد ارتفع لأسباب متنوعة، إلا أنه يظل جزءًا صغيرًا إذا قورن بمجمل تمويل البحث والتطوير الأكاديميين.

 

وتُظهر البيانات في الجدول (4) اتجاهات البحث الأساسي، وهو المهمة الغالبة للجامعات الأمريكية منذ عهد بعيد.

وقد ضاعفت الجامعات، التي تركز على الأبحاث، جهودها ثلاث مرات تقريبًا خلال السنوات الثلاثين الماضية (65– 1994). وإن الزيادة الظاهرة في العلم الأساسي الصناعي خلال العقد الماضي، تُعزى بشكل كبير إلى معاينة محسنة وموسعة للأنشطة الفعلية.

وهذا أفضل من أن تعزى إلى أولوية إجمالية عالية تفرضها الشركات، كما هو موضح أدناه بتفصيل أكثر. ومع ذلك، وبالنظر للمزاج القومي والحالة الاقتصادية في الولايات المتحدة فإنه لأمر بعيد الاحتمال أن يوجد أي نمو جوهري في تمولي العلم الأساسي الأكاديمي خال السنين القليلة المقبلة.

 

وهناك مؤشران آخران يكشفان عن الضغوط الواقعة على الباحثين الأكاديميين ومديري البحث في أمريكا. أحدهما، وهو موضح في الشكل (6)، يتمثل في أن نسبة تمويل "الباحثين الإفراديين" قد هبطت عبر عقد الثمانينات.

وعلى الرغم من أن هذا النقص ليس كبيرًا (من أكثر قليلاً من %55 إلى نحو %50) فإنه يعزز حقيقة أن التنافس من أجل منح أصغر، أصبح أشدّ قساوة. وسوف يكون إفراطًا في التبسيط لو قلنا إن هذا دلالة واضحة على استبعاد البحوث التي يكون الدافع إليها هو حب الاطلاع.

ومع ذلك، فإن الجهود المزيدة للفرق الكبيرة، ومراكز البحث الجديدة والتسهيلات الرئيسية جعلت دعم العدد الكبير من الأفراد المؤهلين الذين يرغبون في إدارة "مشروعات علمية صغيرة" في الجامعات، جعلته أمرًا عسيرًا على نحو متزايد. ويسبب هذا طابورًا ممتدًا، ومعدل نجاح هابطًا للمتقدمين لنيل المنح، ومستقبلاً كئيبًا للعديد من الأفراد.

 

يعرض الشكل (7) مؤشرًا ثانياً إلى الاتجاهات في الولايات المتحدة وهو النمو الرائع خلال الثمانينات، حيث زاد أربعة أضعاف تقريبًا، في مراكز البحث الجامعية الصناعية. وهذه المراكز ليست دائمة، وربما لا يمكنها البقاء بسبب ما يُتخذ من قرارات تمويل.

ولكن هذه المراكز كانت مَعْلمًا ثانويًا فقط على ساحة البحث والتطوير في الولايات المتحدة خلال السنوات الثلاثين السابقة. وبسبب الاهتمام الذي نما من أجل تسريع التطبيقات التجارية للبحث عن طريق ربط الباحثين والنتائج بالسوق، فقد شكلت فرق من الجامعات والصناعات ودُعمت على نحو سخي من قبل ائتلاف من الحكومة الفدرالية والشركات الخاصة، كما جرى دعمها ماليًا من قبل الجامعات وحكومات الولايات. وإن الائتلاف بين التمويل الفدرالي والصناعي في عام 1990 مثَّل نحو ثلثي الدعم المقدم لهذه المراكز.

ومن أجل المستقبل، ومهما كان مستوى التمويل الفدرالي للعلم الأساسي والتطبيقي، فسوف يستمر الضغط على الجامعات كي تسهم بدرجة أكبر في النمو الاقتصادي. وسوف يفضي هذا إلى ارتباطات أوسع وأعمق بمشروعات البحث والتطوير الموجهة تجارياً.

وبدورها، فإن جامعات الولايات المتحدة سوف ترغب في أن تصبح أكثر تطورًا وإيجابية ومرونة حول استغلال حقوق الملكية الفكرية في مجالات مثل التقانة الحيوية ونظم المعلوماتية والمواد الجديدة والأجهزة الإلكترونية.

 

وتقوم جامعات البحث في الولايات المتحدة بإعادة تأطير فعالياتها وسياساتها في عدة مواضيع. وهذه تشمل:

– تحسين التسهيلات والمعدات العلمية القديمة، وهي معضلة قائمة منذ زمن، ومن المؤكد أنه لن يوجد حل فوري لها، وبخاصة أن التمويل الحكومي المتاح سيكون قليلاً.

– توفير فرص لوظائف ابتدائية ودائمة من أجل الباحثين الشباب عمومًا، بمن فيهم النساء والأقليات-وهذا أيضاً هدف قائم منذ زمن، وهو يتعقد الآن بقوانين جديدة تسمح بالتقاعد المتأخر لأعضاء هيئة التدريس الأكبر سنًا.

– التخفيضات الكبيرة المتزايدة في نفقات المراكز الطبية، التي يتناقض إجمالي دخلها نتيجة لإجراءات التحكم في كلفة الرعاية الصحية القومية، وبذلك ينقص تمويل الأبحاث والتدريب من أجل الجيل القادم من الباحثين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى