البيئة

استراتيجيات عملية إعادة تأهيل بيئة الكويت الصحراوية

2010 تدهور الأراضي في دولة الكويت

د. علي محمد الدوسري ود. جاسم محمد العوضي

KFAS

تأهيل بيئة الكويت الصحراوية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

وفي الوقت الراهن تتطلب عملية إعادة تاهيل بيئة الكويت الصحراوية التركيز على وضع ثلاث استراتيجيات وهي (ميساك وآخرون، 1998 –  ميساك وآخرون، 2000):

أ- استراتيجية تأهيل المراعي:

تعتمد هذه الاستراتيجية على ثلاثة مستويات.  المستوى الأول يتضمن الحماية وتأمين المنطقة من خلال التأهيل الذاتي (الطبيعي) حيث يمنع دخول حيوانات الرعي أو السيارات والأفراد وتترك المنطقة لمساعدة الظروف الطبيعية على إعادة نمو الغطاء النباتي وتماسك التربة. 

وترصد التغيرات الدورية في معدلات نمو الغطاء النباتي وكثافته، ورطوبة التربة ومحتواها من المادة العضوية وكافة العوامل والمؤشرات التي يمكن الاعتماد عليها في قياس مدى استجابة العناصر البيئية للتأهيل الذاتي.  وتحلل النتائج للتعرف على الجدوى الاقتصادية والبيئية للحماية الطبيعية للمنطقة.

أما المستوى الثاني فيتم اللجوء إليه في حالة عدم قدرة التربة والغطاء النباتي على استعادة إمكاناتها بسبب حدة التدهور.

 

ويشمل تأهيل المنطقة من خلال تنمية مصادرها المائية والاستغلال الأمثل لمياه الأمطار والسيول باستخدام التقنيات الملائمة بيئيا واقتصاديا مع العمل على تنمية الغطاء النباتي الطبيعي، مثل: بناء السدود ودراسة الجدوى الاقتصادية لتطبيق هذه الإجراءات.

وفي المستوى الثالث يتم التعامل المباشر مع التربة بهدف تحسين خصائصها من ناحيةك المسامية والنفاذية، المواد العضوية، درجة الخصوبة، المحتوى الرطوبي مع العمل على زراعة الأصناف النباتية الملائمة وبدء مشاريع تشجير اعتمادا على مصادر المياه القريبة من المنطقة ودراسة الجدوى الاقتصادية وتقييم المردود البيئي لهذه الإجراءات.

 

ب- استراتيجية إعادة تأهيل الخنادق النفطية:

بعد التحرير في فبراير 1991 تم رم الخنادق النفطية وتسوية سطح الأرض، وعند ردم هذه الخنادق اختلط النفط المتبقي مع التربة التي استخدمت في عملية الردم. 

وهناك احتمال تلوث المياه الجوفية من جراء النفط المدفون.  كما يشكل هذا النفط المدفون. 

 

كما يشكل هذا النفط عائقا يحد من سريان المياه الجوفية واتصالها على جانبي الخنادق.  ويقترح أن يتضمن برنامج إعادة التاهيل الخنادق النفطية على الآتي (ميساك وآخرون، 1998):

– شق الخنادق المردومة وإزالة التربة الملوثة ومخلفات النفط.

– إعادة ردم هذه الخنادق بتربة رملية نظيفة.

– تغطية التربة الرملية النظيفة بمواد خشنة مثل الحصى وذلك لمنع انتقالها بفعل الرياح.

– استخدام التربة الملوثة الناتجة عن الخنادق في عمل عدد من السدود لحجز مياه السيول بالروافد الثانوية للوديان بالمنطقة، على أن تتم تغطيتها بطبقة من الأحجار الجيرية لتماشي آثار التلوث النفطي في المنطقة.

 

وفي إطار معالجة التلوث النفطي للتربة في الخنادق النفطية وضع معهد الكويت للأبحاث العلمية عدة اقتراحات لذلك وهي الطرق المعهودة:

1- المعالجة الميكانيكية: من خلال نقل التربة إلى أفران خاصة لتحرق وتبخر منها الملوثات النفطية، ثم إعادة التربة إلى موقعها وبذلك يحدث التفكك للتربة ويصعب أن تعود لوضعها الطبيعي في التماسك.

2- المعالجة الكيميائية: وهي إضافة مذيبات للمواد النفطية الملوثة للتربة ولكن من مضار هذه الطريقة أن المذيبات والمذابات تنزل إلى الطبقات السفلى للتربة ومن الممكن ان تصل بذلك إلى طبقات المياه الجوفية وتلوثها، كما أن المذيبات يمكن أن تقتل الحشرات الموجودة بالتربة.

3- المعالجة ابيولوجية: تقوم هنا أنواع من البكتيريا والفطريات بتحليل المواد الهيدروكربونية الي يتركب منه النفط وهي مواد عضوية عبارة عن كربون وهيدروجين.

 

ج- استراتيجية إعادة تأهيل البحيرات النفطية:

إن الهدف من هذه الاستراتيجية هو التعامل مع قيعان البحيرات (الحمأة) وهي التربة المختلطة بالنفط وهناك عدة طرق مقترحة من معهد الكويت للأبحاث العلمية ويمكن تسخيرها لهذا الغرض وعلى سبيل المثال (ميساك وآخرون، 2000):

 

1- المعالجة الحيوية للتربة الملوثة بالنفط:

وذلك باتباع أسلوب الحراثة البيولوجية عن طريق تلقيح التربة الملوثة بأنواع من البكتيريا والفطريات المتخصصة في التعامل مع الهيدروكربونات والتي يتم عزلها داخل مختبرات متخصصة. 

وقد اظهرت الدراسات بمعهد الكويت للأبحاث العلمية أنه يمكن الحصول على أفضل النتائج بتزويد التربة الملوثة بالسماد الكيميائي بحيث تكون نسبة الكربون للنيتروجين 50: 1 مع تلقيح التربة وتزويدها بالمياه لتوفير الرطوبة اللازمة.

وبهذه المعالجة تم الهبوط من حوالي 95 جزءا من المليون إلى أقل من 5 أجزاء في المليون من المركبات الأروماتية وقد لوحظ أن التربة المعالجة أصبحت صالحة لزراعة العديد من النباتات.

 

2- المعالجة الحيوية للتربة الملوثة بالنفط باستخدام طريقة أكوام الكمبوست:

يعرف الكمبوست بأنه مركب عضوي ينتج عن عمليات التخمير الهوائي للنفايات الصلبة لتحلل إلى منتج يضاف إلى التربة الزراعية بهدف تحسين خواصها وتضمن عملية إنتاج الكمبوست أنشطة ميكروبية وأخرى كيميائية. 

تستخدم هذه التقنية لمعالجة التربة الملوثة بالنفط بنسبة 5 إلى 10% وتعتمد هذه الطريقة على توفير الهواء اللازم عن طريق تقليب الأكوام ميكانيكيا في فترات دورية وتضم الأكوام أنابيب مسامية دقيقة تمتد داخل هذه الأكوام على مسافات مختلفة لتسهيل عملية التحكم بمعدل الرطوبة وإضافة المغذيات المعدنية واللقاحات البكتيرية.

وقد أظهرت نتئاج هذه التجارب أن طريقة الكمبوست كانت فعالة في إزالة 80 – 88% من مركبات الهيدروكربون النفطية الموجودة في التربة خلال عشرة شهور وكذلك تم التخلص مما يزيد عن 80% من المركبات الأروماتية متعددة الحلقات خلال 10 شهور غذ انخفضت نسبة تركيزها من 27 جزءا في المليون إلى أقل من 5 أجزاء في المليون.

 

3- تكويم التربة المزودة بأنابيب تهوية:

يشابه هذا الأسلوب نظام التربة بطريقة أكوام الكمبوست إلى حد كبير إلا أنه يعتمد على تفادي تقليب التربة دوريا بهدف تقليل التكلفة وذلك عن طريق وضع أنابيب تهوية خاصة مزودة بثقوب على مسافات محددة يتم تمديد هذه الأنابيب داخل أكوام التربة للتحكم في معدل التهوية عن طريق مضخات الهواء.

ويتم متابعة تركيزات التلوث النفطي في التربة المعالجة بدقة وعلى فترات متراوحة لتحديد أفضل وأكفأ هذه التطبيقات وقد استخدمت هذه الطريقة لمعالجة 500 متر مكعب من التربة الملوثة بتركيز يتراوح بين 2 – 3%.  واثبتت الطريقة نجاحها لمعالجة التربة ذات التلوث النفطي المنخفض.

 

هذا وقد نجح خبراء معهد الكويت للأبحاث العلمية في عزل سلالات من البكتيريا لها كفاءة فريدة في تكسير جزيئات النفط ذات الوزن الجزيئي العالي لا سيما المركبات الأروماتية متعددة الحلقات والمعروفة بخواصها السامة وتأثيرها السرطاني، وتم تلقيح التربة الملوثة باستخدام بعض هذه السلالات لتنشيط عملية التحليل البيولوجي لمركبات النفط. 

كما تشتمل الأبحاث التي يقوم به خبراء المعهد حالياً استخدام بعض سلالات الفطريات المعروفة بالعفن الأبيض الرطب لما لها من فعالية في تحليل الكثير من المركبات السامة، والتي تزيد عن إمكانية استخدام التربة المعالجة في الإنتاج الزراعي.

 

إلا أنه جدير بالذكر أن التعامل مع البرك النفطية والتربة الملوثة وقيعان البحيرات ليس بالأمر السهل بالرغم من وجود العديد من الوسائل والأساليب المتعارف عليها علميا وتطبيقيا وذلك للأسباب التالية:

– التكلفة المادية: حيث تكون الطريقة المستخدمة لتطهير التربة من النفط أنسب الطرق وأقلها تكاليف.

 

– المردود البيئي : بحيث تكون الطرق المستخدمة لمعالجة قيعان البرك النفطية آخذة بالاعتبار المدى الذي يمكن تنظيف التربة فمن المحتمل أن تكون هناك عوامل تلوث أخرى مؤثرة على التربة غير النفط أو قبل تكون البحيرات، يجب أن تكون محاولات تطهير هذه القيعان محدودة بالتلوث النفطي وليس بإعادتها إلى طبيعتها ما قبل التلوث.

 

– العواقب البيئية: يجب أن لا تكون الطرق المستخدمة في معالجة قيعان البحيرات من التلوث النفطي طرقا مدمرة لما هو موجودة بالبيئة بشكل طبيعي بحيث لا تؤدي أساليب التخلص من التلوث النفطي إلى تلوث بيئي من نوع آخر.

 

– وجود المنشآت النفطية في أماكن قيعان البحيرات النفطية فلا تكون الأساليب المتبعة في معالجة التربة الملوثة بالنفط على حساب تدمير المنشآت النفطية والإضرار بها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى