النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن نبات الخشخاش

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

نبات الخشخاش النباتات والزراعة الزراعة

الخشخاش اسم يطلق على عدد من أنواع جنس يضم النبات الذي ينتج الأفيون، وهو أشهرها. وجميع هذه الأنواع نباتات عشبية حولية.

ونكتفي هنا بذكر نوعين منها: الأول الذي ينتج الأفيون لأهميته الطبية والاجتماعية، ويطلق عليه "أبو النوم"، والثاني نوع الخشخاش الذي ينمو بريا في معظم بلدان الوطن العربي في موسم الربيع ويحمل أزهارا حمراء خلابة.

وليس به أفيون وسنطلق عليه اسم "خشخاش الزهور" للتفريق بينه وبين "خشخاش أبو النوم" الذي ينتج الأفيون.

 

ونبات خشخاش أبو النوم عشب حولي، يصل ارتفاعه إلى متر أو متر ونصف متر. ساقه بسيطة أو متفرعة، وأوراقه مفصصة. وأزهاره جميلة تحمل منفردة على أعناق طويلة.

وتكون الأعناق ملتوية لأسفل في طور برعم الزهرة، وتصبح قائمة بعد تفتحها. ولون البتلات يختلف من صنف إلى آخر، فقد تكون الزهرة بيضاء، أو بيضاء مشـربة باللون البنفسجي، أو مائلة للاحمرار أو حمراء. وبتلات الزهرة الأربع عراض رقاق.

وللزهرة سبلتان خضراوان تتساقطان بسرعة. وأعضاء التذكير في الزهرة – الأسدية – عديدة وكثيرة، والمبيض يتكون من كرابل عديدة ملتحمة ينتج المبيض ثمرة على شكل بندقة أو تكون بيضية الشكل.

 

وهي علبة تتفتح عند نضجها بثقوب عديدة تقع أعلاها.

ويختلف قطر الثمرة من صنف إلى آخر، فقد يكون حوالي سنتيمترين أو يصل إلى ثمانية سنتيمترات.

وتحوي العلبة عددا كبيرا من البذور الصغيرة التي يتراوح قطرها من نصف مليمتر إلى مليمتر. وهي بذور كلوية الشكل، بيضاء بنفسجية أو قاتمة.

 

ويتضمن خشخاش أبو النوم أصنافا عديدة، تختلف فيما بينها من ناحية لون الزهرة، وحجم الثمرة وشكلها، وجود الثقوب في أعلاها عند النضج. ويوجد صنف ينمو بريا في جنوب أوروبا.

وهناك أصناف أخرى تزرع من أجل بذورها أو اللبن النباتي الذي يسيل منها ويكون الأفيون.

ومن أهم الأصناف المنزرعة ما يزرع في تركيا وإيران والهند، وهما صنفان يزرعان من أجل الأفيون الذي يخضع لرقابة الحكومة من حيث التداول والبيع والتصدير.

 

وهناك صنف آخر يزرع في معظم دول أوروبا من أجل بذوره التي تدخل في المخبوزات، أو ترش على سطح الخبز لتعطيه طعما طيبا. وفي دول أوروبا يمكن للشخص أن يحصل على كعكة محشوة ببذور الخشخاش، وهي ذات طعم حلو.

وليس بالبذور أفيون أو أية مواد مخدرة ضارة. فالأفيون يقتصـر وجوده في القنوات اللبنية الموجودة في غلاف الثمرة غير الناضجة.

ونبات خشخاش أبو النوم من النباتات المعروفة منذ القدم، فقد استعمله المصـريون القدماء، حيث ميزوا بين اللبن النباتي المجفف، وهو الأفيون، وبين عصير النبات الكامل. ويحصل على الأفيون بإحداث خدوش عرضية أو طولية أو مائلة في الثمار غير الناضجة للنبات. فيسيل لبن نباتي، عندما يجف يعرف بالأفيون.

 

وقد ذكر ابن سينا في كتابه "القانون في الطب" أن الأفيون مخدر مسكن لكل وجع سواء كان شربا أو طلاء، والشـربة منه مثقال عدسة. ويقول عنه إنه مسكن للصداع، وهو مما يبطل الفهم والذهن، ويحبس الإسهال.

والطريف أن ابن سينا يذكر أنه يغش بالصمغ فيكون براقا صافيا جدا، وقد يغش بلبن الخس البري.

وقد وصف ابن سينا الخشخاش وأنواعه وآثاره في التسكير، ويذكر في بعض الحالات أن اجتنابه ما أمكن أولى. وفي حالات أخرى يقول إنه يستعمل عند الضرورة وفيه خطر، إلا أن يخلط ببعض الأدوية المانعة لمضرته فيقل ضرره.

 

ويذكر داود الأنطاكي أن الأفيون عصارة الخشخاش ويؤخذ بالشرط، بل إنه يحدد أفضل مواسم جمعه. ويبين صفاته الطبيعية وغشه بالمواد الأخرى.

وتدل الدراسات الحديثة على أن الأفيون يحتوي على عدد كبير من القلوانيات، وهي مواد عضوية نيتروجينية ذات أثر فعال في جسم الإنسان، مثل المورفين والكوديين والناركوتين والپاپاڨيرين والتيبايين. والبذور لا تحوي مورفينا، إنما قليلا من الناركوتين. وأدى تطور العلم إلى إمكان تحضير مشتقات من المورفين مثل: الهيروين (داي أسيتيل مورفين).

ويعد الأفيون ومكوناته، من المورفين ومشتقاته من المواد المحظور تداولها إلا بوصفة طبية معتمدة. لما في تعاطيها من مخاطر جمة. ومن المعلوم أن لكل عقار آثاره التي تعتمد على خصائصه، وعلى نمط استعماله على مر الزمن.

 

وهنا تظهر جوانب هامة متمثلة في قدرة الفرد على احتمال العقار، واحتمال جرعات متزايدة منه، وظاهرة التبعية الفيزيولوجية والتبعية النفسية للعقار.

وتبعا لذلك تبرز القضية الخطيرة، قضية الإدمان، ويمكن تعريفه أنه ارتباط الفرد بعقار معين، بحيث لا يجد لنفسه فكاكا منه، ولا سبيلا إلى التخلص من تعاطيه، إلا بعد علاج طبي ونفسي.

والأفيون والمورفين ومشتقاته من أهم العقاقير التي تسبب الإدمان الذي يخلق لدى الإنسان رغبة ملحة في تعاطي العقار، ومحاولة الحصول عليه بأية طريقة، حتى لو وصل الأمر لابتذال كرامته وإهدارها، وارتكاب الجرائم في سبيلها، وكذلك الميل المستمر إلى زيادة كمية العقار بمرور الوقت.

 

وهذه العقاقير تسبب تغيرات في الجسم بحيث يصبح من المتعذر عليه أن يعمل في الاتجاه الطبيعي إذا حرم من العقار. وهو ما يعرف بالتبعية الفيزيولوجية.

ونظرا لاحتواء البذور على قدر قليل من الناركوتيد، فإنها قد تستعمل مهدئا، وفي حالة الاضطرابات المعوية وأمراض الصدر.

وجدير بالذكر أن زراعة نبات خشخاش أبو النوم ممنوعة بحكم القوانين السائدة ففي البلدان العربية.

والكميات التي يستفاد منها لاستخراج الأفيون المستعمل في الأغراض الطبية، تنتج من زراعة الخشخاش في بعض الدول، مثل تركيا وإيران والهند. وتحكم الحكومات السيطرة على زراعته والمساحات المسموح بزراعتها، واستخراج الأفيون من النباتات.

 

أما النوع الثاني من الخشخاش، ويعرف باسم خشخاش منثور أو خشخاش الزهور، فهو نبات بري حولي، ينمو في موسم الربيع في المناطق شبه الجافة في الوطن العربي. وله زهرة جميلة حمراء، رقيقة البتلات.

ومنظر النباتات النامية في حقول الشعير أو القمح من المناظر البديعة في موسم الربيع. وفي بعض الحالات يمكن أن تستغل الأزهار مهدئا وقد يستعمل منقوع الأزهار لتهدئة السعال.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى