علوم الأرض والجيولوجيا

منشأ الإبحار

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

تكمن أصول الابحار دون أدنى شك في المحاولات الأولى للسفر بالبحر، وبناء على الأنواع المختلفة من الابحار، فقد تم تصميم القوارب وأساليب الملاحة بشكل مستقل على الأرجح في أنحاء مختلفة من العالم. وقد تم بناء سفن الابحار الأوروبية الأقدم – القوية و محكمة التجهيزات- للسير مع اتجاه الرياح، حيث كانت الأشرعة مستطيلة الشكل ومثبته أمام الصواري بزوايا مستقيمة إلى نهاية السفينة ومدعمة في الأعلى بواسطة عارضات خشبية. وقد تمكنت معظم السفن محكمة التجهيزات من الابحار بواسطة دفع الرياح في جميع زوايا اتجاه الرياح، إلا أنه وعلى الرغم من كون الأشرعة مثبتة على الخط الوسطي للسفينة، لم تتمكن السفن محكمة التجهيزات من الابحار جيدا بعكس اتجاه الريح. وقد كانت السفن الاسبانية والبرتغالية من القرن الخامس عشر كلها محكمة التجهيزات، وعندما قام الرواد الأوروبيون بفتح خطوط التجارة البحرية اتبعوا أنظمة الطقس المعروفة مما مكن سفنهم من اكمال رحلاتها من خلال الابحار مع اتجاه الرياح.

وقد قام البولينيزيون بتطوير المراكب متعددة الهيكل لرحلاتهم البحرية في المحيط، حيث كان لسفنهم أشرعة كبيرة مثلثة الشكل مدعمة بصارية وعارضة جانبية. وقد أبحر العرب بشكل منتظم في مراكبهم الشراعية عبر المحيط الهندي، أما في البحر الأبيض المتوسط فقد استخدموا سفنا شراعية من نوع آخر كالغلوكاس والتي تطورت مع الزمن، حيث كانت الأشرعة في العديد من هذه المراكب مثبتة في الأمام والخلف بدلا عن كونها مثبتة في الوسط على زاوية مستقيمة مع طول المركب، وهو ابتكار مكنهم من الابحار بسهولة أكبر في عكس اتجاه الرياح بالمقارنة مع السفن القوية ومحكمة التجهيزات. وقد انت الأشرعة في تلك السفن مركبة أمام الصارية، مع وجود الشراع الرئيسي خلف الصارية ومثبتا بالصارية ذاتها.

هذا وقد استمر بناء السفن محكمة التجهيزات إلى فترة طويلة في القرن العشرين، والتي تضمنت السفينة الشهيرة tea clippers، بالاضافة إلى السفن التجارية التي حملت البضائع الصناعية والصوف والحبوب والشاي من وإلى أوروبا وأستراليا والشرق الأقصى. وعلى الرغم من كون تلك السفن مناسبة للابحار لمسافات بعيدة، إلا أنها لم تكن مناسبة للاستخدام في المناطق القريبة من الشاطئ، لذلك كانت الكثير من مرشدات السفن وقوارب الصيد وزوارق خفر السواحل ذات أشرعة مثبتة في الأمام والخلف، والتي كانت الأساس في تطوير العديد من يخوت الترفيه.

بالاضافة إلى ذلك كانت القوارب القديمة ذات التجهيزات الأمامية والخلفية تحتوي على أشرعة مثبتة بخطافات حديدية، حيث يكون الشراع الرئيسي رباعي الأوجه ومثبتا من الأعلى بواسطة عارضة أو خطاف حديدي. أما السفن الحديثة ذات التجهيزات الأمامية والخلفية فهي مبنية على أساس التجهيزات الماركونية أو البرمودا، والمعروفة بالأشرعة المثلثة المثبتة من طرفها بالصارية ويكون طرفها السفلي مثبتا بذراع الاطالة. ويمتاز شراع البرمودا بكونه أكثر قابلية للتوجيه عن قرب مع حركة الرياح مما هو عليه الشراع الخطافي، ولكن مساوئه تتمحور في ضرورة وجود سارية أطول.

 

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى