علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “علم الجيولوجيا البحرية” ومجاله

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الجيولوجيا البحرية مجال علم الجيولوجيا البحرية علوم الأرض والجيولوجيا

الجيولوجيا البحرية علم حديث نسبياً، حيث لم يتطور بشكله الحالي الاّ بعد الحرب العالمية الثانية.

لكن قد سبق هذه القفزة الكبيرة في مجال هذا العلم محاولات كثيرة منذ أن قام تشارلز دارون 1842 برحلته البحرية المشهورة على ظهر سفينته البيغل (Beagle).

ووصف الجزر المرجانية في المحيط الهادي. وقد أعقب ذلك رحلات بحرية متعددة من مثل السفينة البريطانية (Challenger) بين عامي 1872 – 1873م حيث أَحَضْـرَتْ عدداً كبيراً من العينات قام الجيولوجيون بدراستها. ثم سفينة (Albatross) الأمريكية 1888-1920. والسفينة الهولندية (Siboga) 1899-1900.

 

وفي أوائل هذا القرن العشـرين قامت السفينتان الألمانيتان (Planet, Edi Stephan) بدراسة المياه الإقليمية لأوروبا.

وكذلك قامت السفينة الألمانية (Meteor) بعد الحرب العالمية الأولى بوقت قصير بدراسة قاع المحيط الأطلسـي الجنوبي، حيث أوضحت تلك الدراسة لأول مرة أن تضاريس قاع المحيط تفوق تضاريس اليابسة.

ثم بدأت عمليات سَبْر قيعان المحيطات بالطرق الصوتية (Echo sounding) بعد الحرب العالمية الأولى.

 

وبالتالي قامت عمليات مسح لأعماق المحيطات والتعرف على أنواع رواسبها وتوزعها. حيث غدا واضحاً أنه ليس بالضـرورة أن تصبح الرواسب البحرية أكثر نعومة نحو البحر.

وكذلك بدأ التفكير الجاد وبعض الأعمال المرافقة للبحث عن البترول في الرفوف القارية. لم تبدأ مشاريع البحث بالبحرية الأمريكية إلاّ في الثلاثينات من هذا القرن، حيث قامت عدة معاهد، أصبحت مشهورة الآن، بأعباء هذا العمل.

ومن أشهر السفن التي قامت بأعمال جيولوجية بحرية نذكر (Discover III, Melville, Vema Scripps, Atlantis) وقد يكون أشهرها (Glomar Challenger).

 

لقد بدأت نظرية إزاحة القارات أو اتساع قاع المحيط من جديد منذ عام 1961 على يد هس وديتز (Hess, Dietz) في مقالتين منفصلتين وبأدلة جيوفيزيقية. ومما هو معروف أن فاجنر (Wagner) كان أول من دعا إلى نظرية إنجراف القارات.

إلا أنها ظهرت الآن بآلية جديدة. وقد أثبتت نتائج الحفر التي قامت بها سفينة (Glomar Challenger) منذ عام 1965 صحة أفكار العالمين المذكورين آنفاً.

 

جاء ذلك ضمن مشـروع الحفر الضخم (Deep Sea – Drilling Project – DSDP) الذي تبنته مجموعة من معاهد علوم البحار الأمريكية الذي عرف تحت اسم (Joides).

وقد استطاعت نتائج هذا المشـروع وما رافقه وما سبقه من أعمال إخراج نظرية تكتونية الصفائح إلى حيز الوجود. وقد قلبت هذه النظرية المفاهيم الجيولوجية في البحر وعلى اليابسة رأساً على عقب. حتى إن الكثير من العلوم الطبيعية الأخرى تأثرت بها.

 

– مجال الجيولوجيا البحرية

يدرس هذا العلم تضاريس قاع البحر من شواطئه وحتى قيعانه العميقة. ثم يحاول أن يوجد تفسيراً لظواهر التضاريس البحرية هذه. ثم هو يدرس الرواسب البحرية. أنواعها وتوزعها ومنشأها.

ومن بين ما يهتم به، علم الجيولوجيا البحرية صخور القشـرة المحيطية واتساع قاع المحيط وعلاقة الصفائح المحيطية ببعضها.

ولا يفوتنا أن نذكر أنه يلتقي مع بيولوجية البحار في دراسة الكائنات الحية التي تعيش في البحار. وذلك بسبب تأثيرها المباشر في تكوين الرواسب البحرية كالشعاب المرجانية والعوالق البحرية وغيرها.

 

إن أكثر من 70% من سطح الأرض مغطى بمياه البحار. وتبلغ مساحة المحيطات 361 مليون كم2. تشغل قيعان المحيطات 300 مليون كم2 منها.

أما الهوامش القارية فإنها لا تشكل غير 61 مليون كم2. ومن ثم فإن مظاهر الأرض وتراكيبها الأكثر أهمية موجودة تحت المحيطات. وهو ما يجعل دراسة جيولوجية البحار أمراً مهماً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى