الفنون والآداب

جذور فن الدراما

2008 كتاب المعرفة – الثقافة والفنون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الفنون والآداب الأحافير وحياة ما قبل التاريخ

The Origins of Drama
يمثل فن الأداء جزءاً من حياتنا في كثير من الجوانب، فنحن جميعاً نؤدي حين نحكي نكتة أو نسرد قصة.  وبعض الأشخاص يتمتعون بمهارات عالية في فن الأداء بحيث يستطيعون الإستحواذ على انتباه الجمهور.  لآلاف السنين عمل قاصو الحكايات والممثلون والمهرجّون والبهلوانيون المحترفون على التكسب من مهاراتهم في فن الأداء.

كان للدراما في بداياتها هدفاً دينياً، فقد كان يشارك الملوك والملكات والكهنة في طقوس دينية  يمثلّون فيها أساطير عن الآلهة.
أول شعب عُرف بمشاهدته للمسرحيات كان الإغريق القدامى، حيث كانوا يتجمعون في حشود ضخمة على سفوح التلال لمشاهدة الممثلين وهم يؤدون أدوارهم على أرض منبسطة في الأسفل.
بعد عام 500 قبل الميلاد تقريباً بدأ الإغريق بتشييد المسارح عن طريق صف مقاعد من الحجارة في شكل نصف دائري ومطّل على مسرح يسمى أوركسترا.
كان الإغريق يكتبون مسرحياتهم من أجل مهرجانات دينية تكرّم الإله ديونيسيوس، وكان المؤلفون يشاركون بمسرحياتهم في مسابقات المهرجان، والمسرحيات الفائزة يتم تمثيلها على خشبة المسرح.

 

كان جميع الممثلين الإغريق رجالاً، فقد كان يؤمن الإغريق أن ظهور النساء على المسرح يعدّ خادشاً للحياء. ولهذا فقد كان الشباب والأولاد يؤدون دور النساء.
كان الممثلون الإغريق يستخدمون الشِعر والإيماءات. وكان الكورس (مجموعة من الممثلين) يغنوّن ويعلقوّن على الأحداث التي يتم تمثيلها.
كانت الدراما الإغريقية على نوعين: كوميديا مسلية أو تراجيديا حزينة وجدية. و”الكوميدي” و”التراجيدي” هما مصطلحان يستخدمان في يومنا هذا لوصف المسرحيات.  

في العصور الوسطى كان الشعراء والممثلون والمغنون المتنقلون يسلوّن الجماهير في الشوارع والأسواق وكانوا يمثلون قصصاً عن أبطال ووحوش وحكايات تراثية أخرى. كما كانوا يغنوّن الأغاني الشعبية التي تحكي قصص المعارك والحب والمغامرات المثيرة.
كان الحرفيون في العصور الوسطى يعرضون مسرحيات في العراء مستوحاة من قصص الإنجيل، فكانوا يمثلوّن القصص عن حياة يسوع المسيح من مولده حتى صلبه.
في زمن سلالة التودر (1485-1603) كان أفضل المؤلفين المسرحيين، مثل شكسبير، يدربوّن مجموعة من الممثلين على تمثيل مسرحياتهم. كما شيد شكسبير مسرحاً مفتوحاً في لندن أسماه (الغلوب).

كان ملوك العصور الوسطى والملوك التودريون يوظفون “مهرجين” من أجل التسلية في بلاطهم.  وكان هؤلاء المهرجين يحكون النكات ويؤدون الخدع ويغنوّن ويرقصون، وإذا ما تمادوا في وقاحتهم فقد كانوا يفقدون وظيفتهم أو يزجون في السجن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى