الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن حيوان الجُرذ

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوان الجُرذ الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

الجُرَذ حيوان ثَديي يَتبع رتبة القوارض وطائفةَ الثدييات. وهو كالقِط والكلب والإنسان تلِد أنثاه صغارا تُرضعُها اللبن من أثدائها.

جسمُه مغطَّى بالشعر، وتوجد على ذيله حَراشف قرنية كتلك التي توجد بالزواحف.

والجنس الذي اسمه العلمي «راتس» هو أكثر أجناس الجُرذان انتشارا، فقد أُحصي منه بضعُ مئاتٍ من  الأنواع موزعةً في أرجاء العالم المختلفة.

 

والنوعان الشائعان من هذا الجنس في الكثير من الأقطار – بما في ذلك الكويت – هما الجرذ الأسود أو المتسلق (راتُس راتُس)، والجرذ البني، أو الجرذ النرويجي (راتُس نور فِيجِيكوس).

والذيل في النوعين طويل ويكاد يكون عاريا من الشَّعر، والحراشف القرنية التي تغطيه موزعةً في حلقات متتابعة.

والذيل في الجرذ الأسود أطولُ من طول الجسم والرأس معا، أما في الجرذ النرويجي فالذيل أقصرُ من طول الجسم والرأس معا.

 

والجرذ الأسود طوله حوالي 240 مليمترا، وطول ذيله 250 مليمترا، ووزنه 215 جراما. أما الجرذ النرويجي فطوله حوالي 270 مليمترا، وطول ذيله 230 مليمترا ووزنه 500 جرام، أي أكثر من ضعف الجرذ الأسود.

ويُعد الجرذ بنوعيه – الأسود والنرويجي – العدوَّ اللدود للإنسان، فهو يَسلبُه غذاءه ويتلف زراعاتِه ومحاصيله، كما ينقل إليه العديد من الأمراض، لعل أخطرَها هو مرض الطاعون.

وتصاب الجرذان بطُفَيْليات خارجية منها البرغوث وهو حشرة ذاتُ فمٍ ثاقب وماص، تتغذى على دم الجرذان، كما تتغذى على دم الإنسان. فإذا كان الجرذ مصابا بالبكتيريا المسبِّبة لمرض الطاعون قام البرغوث بنقل المرض من الجرذ المصاب إلى الجرذ السليم أو إلى الإنسان.

 

وفي القرن الرابع عشر، حوالي عام 1348م، اجتاح أوروربا وباءُ الطاعون الذي عُرف يومئذ «بالموت الأسود» لأنه قضى على ما يقرب من ربع السكان. وفي لندن ظهر الطاعون بين عامي 1665 و 1666 وقضى على سبعين ألفا من سكان هذه العاصمة. وقد ظهر الطاعون في الكويت 1830.

ومع بداية القرن التاسع عشر أصبح الشرق الأوسط معرَّضا للإصابة بالمرض.

وعملت الدول على الحد من انتشاره بمكافحة القوارض والقضاء عليها، وكذلك باستخدام الأمصال الواقية من المرض. وفي مصر تم استئصال آخرَ بؤرة للطاعون عام 1940.

 

ومن الأمراض الأخرى التي تنقلها الجرذان مرض التسمم الغذائي. وينتج عن تلوث الماء والطعام ببُراز هذه القوارض الذي يَحمل بكتريا من جنس «سالمونلا» تُصيب القناة الهضمية للإنسان، وتكو مصحوبة بقيْء وإسهال شديدين مع آلامٍ بالبطن وصُداع بالرأس.

والموطن الأصلي للجرذ هو منطقة جنوب شرقي آسيا، ومنها انتشر إلى مختلف بلاد العالم بمعاونة من الإنسان الذي نَقَله بوسائله المختلفة، وخاصة في ناقلات الشحن المحمَّلَة بالمواد الغذائية، إلى جميع أنحاء المعمورة.

ويَنشَط الجرذ ليلا في بحثه عن غذائه في مستودعات الأغذية وفي الخرائب وفي أكوام القُمامة، وحتى عام 1980 ظلت الكويت تعاني من الجرذان، وخاصة النرويجي

 

فكان لا مفر من تدخل سريع فتقدمت وزارة الصحة الكويتية بمشروع مكافحة القوارض الذي استمر أكثر من ثلاث سنوات أمكن بعدها السيطرة على الموقف، وانخفضت أعداد الجرذان انخفاضا كبيرا.

وعَقَدت الكويت ندوتين عالميتين، عامي 1982 و 1985 لدراسة الوسائل المستحدَثة لمكافحة القوارض، وقد ابدى الخبراء العالميون إعجابهم بالنجاح الباهر الذي حققته حملة الكويت في مكافحة الجرذ النرويجي.

 

وفي الظروف البيئية الملائمة يستطيع الجرذ أن يتوالد على مدار السنة. ومدة الحمل في الجرذ الأسود 21 يوما، وفي الجرذ النرويجي 24 يوما. وغالبا ما تَلِدُ الأنثى من ثلاث إلى خمسِ مرات في السنة.

ويتراوح عدد الصغار في كل مرة ما بين 5 و 10 صغار بمتوسط سبعةٍ صغار.

وفي استطاعة الصغير التزاوج بعد ثلاثة أو أربعةِ شهورٍ من ولادته لينتج جيلا جديدا من الجرذان، ولكنْ هناك عوامل طبيعيةٌ كثيرة تَحُد من عدد الأفراد التي تستطيع الحياة في الواقع. 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى