شخصيّات

نبذة عن حياة القائد “عبد القادر الحسينيّ”

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

القائد عبد القائد الحسيني شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

هذا البَطَلُ المُجاهِدُ هو عبدُ القادِرِ بنُ موسَى بنِ كاظِم الحُسَيْنِيُّ.

وُلِدَ سنةَ 1907 في مَدينَةِ اسْطَنبول حيثُ كانَ والدُه يَعْمَلُ مُوَظّفًا لَدَى الدَّوْلَةِ العُثْمانِيَّةِ.

ولمَّا بَلَغَ الثانيَةَ عَشْرَةَ من عُمْرِهِ عادَ والدُه إلَى القُدْسِ بعدَ انْتِهاءِ عَمَلِهِ لَدَى الدَّوْلَةِ العُثْمانِيَّةِ، فاختارَهُ العَرَبُ في فِلسطينَ رئيسًا للمُؤْتَمَرِ العَرَبِيِّ الأَوَّلِ في القُدْسِ سنةَ 1919، فأصبحَ بِذَلِكَ قائِدًا للحركَةِ الفِلِسْطِينِيَّةِ ضِدَّ الإنجليزِ المُحْتَلِّين لأَرْضِ فِلِسْطينَ وأعوانِهِمْ من اليَهودِ.

 

دَرَسَ عَبْدُ القادِرِ الحُسَيْنِيُّ في مَدينَةِ القُدْسِ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ والدُهُ إلَى القاهِرَةِ ليُتابِعَ دِراسَتَهُ في الجامِعَةِ الأَمْريكِيَّةِ، ولكنَّه لَمْ يَسْتَمِرّ في الدِّراسَةِ طويلاً، فعادَ إلى فِلِسطينَ لِيُتابِعَ جِهادَهُ مع والِدِهِ مِنْ أَجْلِ تَحْريرِ بِلادِهِ.

ولكنَّ والِدَهُ مُوسَى الحُسَيْنِيُّ، أصيبَ في تَظاهُرَةٍ وَطَنِيَّةٍ في القُدْسِ في شَهْرِ أكتوبر سنة 1933، بطَلْقِ نارِيٍّ أَدَّى إلَى وَفَاتِهِ في الثالِثِ والعشـرينَ من شهر مارِس 1934. فَحَمَلَ عبدُ القادِرِ رايةَ الجِهادِ، وعُيِّنَ قائِدًا لِقُوَّاتِ الجهادِ المُقَدَّسِ التَّابِعَةِ لِلْهَيْئَةِ العَرَبِيَّةِ العُلْيَا في فِلِسْطينَ.

وكانَتْ الهِجْرَةُ اليهودِيَّةُ إلَى فِلِسطينَ قَدْ زَادَتْ تَحْتَ رِعايَةِ الانْتدابِ البِريطَانِيِّ، فأَعْلَنَ عبدُ القادِرِ وزملاؤُه في مَجْلِسِ «قُوَّاتِ الجِهادِ المُقَدَّسِ» الثَّوْرَةَ المُسَلَّحَةَ في السابِعِ من شَهْرِ مايو 1936. وأَوَى المجاهدونَ إلى الجبالِ، وانْطَلَقوا مِنها يُقاتلونَ البريطانيِّينَ واليَهودَ.

 

وشَمِلَتْ الثَّوْرَةُ مُعْظَمَ أنحاءِ فِلِسْطينَ، وذاعَ صيتُها في أقْطارِ الوَطَنِ العَرَبِيِّ، فانْضَمَّ إليها عددٌ من الوَطَنِيِّينَ العَرَبِ.

واسْتَمَرَّتْ المعارِكُ عِدَّةَ شهورٍ كانَتْ أَشْهَرُها مَعْرَكَةَ «الخِضْرِ» قُرْبَ «بَيْتِ لَحْمِ» في الرابِعِ من أكتوبر سنةَ 1936، وجُرِحَ عَبْدُ القادِرِ الحُسَيْنِيُّ في هذهِ المَعْرَكَةِ، فَحَمَلَهُ أعوانُه إلَى دِمَشْق لِتَلَقِّي العِلاجِ.

وفي الثّالِثَ عَشَرَ من شهرِ أكتوبر سنة 1936، تَوَقَّفَتْ الثَّوْرَةُ الفِلِسطِينِيَّةُ الكُبْرَى، بعدَ نداءٍ أَصْدَرَتْهُ اللَّجْنَةُ العَرَبِيَّةُ العُلْيا لِفِلِسطينَ بِناءً علَى وعودٍ مِنْ بريطانْيا بِحَلِّ القَضِيَّةِ حَلاًّ عادِلاً.

 

ولكنَّ ذَلِكَ لَمْ يَحْدُثْ فعادَ عبدُ القادِرِ الحسينِيُّ إلَى فِلِسطينَ سِرًّا بَعْدَ شِفائِهِ من جراحِهِ لِيُواصِلَ الجهادَ من جديدٍ ضِدَّ قُوَّاتِ الانْتِدابِ البريطانِيِّ، فأُصيبَ بِجُرْحٍ بليغٍ في مَعْرَكَةٍ قُرْبَ الخَليلِ في شهرِ يوليو سنة 1938، فَحَمَلَهُ زملاؤُهُ إلَى مُسْتَشْفَى الخَليلِ فضَمَّدُوا جِراحَهُ، ثُمَّ نَقَلوهُ إلَى دِمَشْقَ لإكْمالِ عِلاجِه.

وبَعْدَ شفاءِ عبدِ القادِرِ من جُرْحِهِ انْتَقَل إلَى بغدادَ للدِّراسَةِ في الكُلِّيَّةِ العَسْكَرِيَّةِ، فَتَخَرَّجَ فيها. ولمَّا قامَتْ ثورةُ رَشيد عالِي الكيلانِيِّ ضِدَّ الإنْجليزِ في العراقِ سنة 1941.

شارَكَ فيها ولكنَّها فَشَلَتْ واعْتُقِلَ عبدُ القادِرِ الحُسَيْنِيُّ وسُجِنَ ما يَقْرُب من أرْبَعَةِ أَعْوامِ، ولَمَّا خَرَج من سجنِهِ غادَرَ العِرَاقَ إلَى السُّعودِيَّةِ، ومِنْها إلَى القاهِرَةِ، باحِثًا عن الأعوانِ والسِّلاحِ لِيَبْدأ النِّضالَ مِنْ جَديدٍ.

 

وفي شهرِ نوفمبر سنةَ 1947، صدرَ قرارُ تَقْسيمِ فِلِسْطينَ فعادَ عبدُ القادِرِ الحُسَيْنِيُّ إلَيْها، وعُيِّنَ قائِدًا عامًّا لِقُوَّاتِ الجهادِ المُقَدَّسِ، فَخاضَ معارِكَ عديدَةً ضِدَّ البريطانيِّين واليهودِ انْتَصَـرَ في أَكْثَرِها.

وكانَ آخرُها مَعْرَكَةَ «القَسْطَلِ»، الّتي اسْتَمَرَّت أَرْبَعَةَ أيَّامٍ انْتَهَتْ باسْتِشهادِ قائدِ المَعْرَكَةِ المُجاهِدِ عبدِ القادِرِ الحُسَيْنِيِّ في التاسِعِ من أبريل سنةَ 1948، ونُقِلَ إلَى القُدْسِ ودُفِنَ بِجِوارِ والِدِهِ، رَحِمَهُما اللهُ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى