علم الفلك

مجرتنا “درب التبانة”

2014 دليل النجوم والكواكب

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

تشبه المجرات مدناً كبيرة من النجوم، وهي تتفاوت بشكل كبير في أحجامها وأشكالها. بعض المجرات غير منتظم الشكل، وبعضها إهليجي، وبعضها الآخر، مثل مجرتنا، مجرات لولبية جميلة الشكل.

تحتوي مجرتنا، التي تعد الشمس عضواً في منظومتها النجمية، على 100,000 مليون نجم بالإضافة إلى السدم والغبار بين النجمي. يبلغ القطر الإجمالي لمجرتنا حوالي 100,000 سنة ضوئية (على الرغم أن بعض الفلكيين يعتقدون أن هذا تقدير مبالغ فيه)، وتبلغ سماكة «الانبعاج» المركزي لها نحو 20,000 سنة ضوئية.

والمجرة نظام مسطح، فقد شبهت، بطريقة بيانية تخلو من الرومانسية، ببيضتين مقليتين التصق ظهرهما ببعض.

وهذا هو الشكل الذي أدى إلى ظهور مجرة درب التبانة – وهي ذلك الشريط المتألق من الإشعاع الذي يمتد حول الشمس، كما أصبحت موضوعاً لعدد لا حصر له من الأساطير. إن أي منظار، أو حتى منظارمعظم، سوف يكشف أن مجرة درب التبانة تتألف من نجوم، ومن النظرة الأولى قد تبدو هذه النجوم وكأنها محتشدة مع بعضها.

 

لكن مرة أخرى، المظاهر عادة ما تخدع. فالراصد الذي ينظر على امتداد المستوى الرئيسي لمجرة درب التبانة سوف يرى العديد من النجوم بنفس الاتجاه تقريباً، وهو ما يفسر شكل مجرة درب التبانة.

فما المجرة إلا تأثير لخط من النجوم. ويمكن رؤية صدوع معتمة مترامية هنا وهناك على شريط درب التبانة، وهذه الصدوع لا تشير إلى غياب النجوم بقدر ما تشير إلى وجود مادة معتمة حاجبة.

وحين تُشاهد المجرة بشكل تخطيطي، فهي تبدو حلزونية الشكل وليس في شكل دولاب كاثرين ضخم. وهذا ليس مدهشاً لأن العديد من المجرات الأخرى لها أشكال لولبية. ومثل هذه المجرات فإن مجرة درب التبانة تدور.

وتستغرق الشمس، التي تبعد عن مركز المجرة نحو 26,000 سنة ضوئية، 225 مليون سنة لتكمل دورتها، وهي فترة تسمى أحياناً «السنة الكونية».

 

ولسوء الحظ أنه لا يمكن النظر عبر مركز المجرة لأن هناك كمية ضخمة من المادة الحاجبة في الطريق، غير أن الموجات الراديوية تستطيع اختراق تلك المادة. يقع المركز المجري وراء السحب النجمية الجميلة التي تُرى في كوكبة الرامي النجمية.

تحجب المادة الحاجبة النظر مباشرة إلى مركز المجرة، ولكن مما لا شك فيه أن المركز موقع لنشاط عالٍ. فالمركز الحقيقي نبع من المنابع الراديوية الذي يتمثل في مجموعة الرامي A وتُعرف الآن بأنها ثقب أسود فائق الكتلة يحيط به قرص متنامٍ.

كما يبدو أن المجرة تحتوي على كمية ضخمة من «المادة المظلمة» التي لا يمكننا رؤيتها. وطبيعة هذه المادة غير معروفة، غير أنه لا شك في وجود تلك المادة. أما «الطاقة المظلمة» فهي أكثر غموضاً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى