الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن “الجَبَل الأخْضر” المتواجد في ليبيا وسطلنة عُمان

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الجبل الأخضر في ليبيا الجبل الأخضر في سلطنة عُمان الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

هناك جبلان يُعرفان باسم «الجبل الأخضر» في الوطن العربي، أحدهما في ليبيا، والثاني في سَلْطَنَة عمان

1- الجبلالأخضر في ليبيا

الجبل الأخضر مِنطقة مرتفعة في شمال شرق ليبيا. تبرز في البحر المتوسط في شكل شِبهِ جزيرة، فيقع بين مياه خليج سيرت في الغرب، ومياه خليج بُمبة في الشرق. وأقصىى ارتفاع له يبلغ 882 مترا.

وهو يشبه هضبة مرتفعة، يغطي سطحَها نباتُ البحر المتوسط الدائم الخضرة، ومن هنا جاء اسمه «الجبل الأخضر» ويُطل الجبل الأخضر من جهة الشمال والغرب على سهول ساحلية ضيقة. 

أهمها وأشهرُها «سهل بنغازي»، الذي يُشرف على خليج سرت، وقد سُمي باسم مدينة بنغازي، وهي ثاني أكبر مدينة وميناء، بعد مدينة وميناء طَرابُلس، عاصمة ليبيا (الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الديمقراطية).

 

ويتكوَّن الجبل الأخضر من صخور مختلفة الأعمار.

وقد حدث رَفع الجبل من أسفل إلى أعلى، لكنَّ شكلَه غيرُ منتظم، فهو يَميل تِجاه الشمال، لذلك ينحدر تجاه البحر بشدة، بينما يتدرج الانحدار نحو الجنوب تجاه الصحراء.

يتألَّف الجبلُ الأخضر من جهة الشمال والغرب من ثلاث درجات أو مستويات. الدرجةُ الأولى منها، وهي السفلى، تتمثل في السهل الساحلي، وهو سهل ضيق متقطع في الشمال.

وتُشرف حافته على البحر مباشرة في بعض الأماكن، لكنه يتسع على خليج سيرت، حيث يسمَّى «سهلَ بنغازي».

 

أما الدرجةُ الثانية، وهي الوُسْطَى، فنصعد إليها من السفلى، ونشاهِد أراضي مُضَرَّسة وَعْرة، يبلغ أقصى ارتفاع لها 300 متر، لهذا يسميها الأهالي «العُرقوب» أو «العرقب» إشارة إلى خشونة سطحها، وصعوبةِ التنقلِ خلالها.

لكن غَربها أكثرُ استواء، وفيه يقع «سهل المَرْج»، حيث تقع مدينة «المرج» وهو أهم منطقة زراعية في الجبل الأخضر.

وأما الدرجة الثالثةُ فعريضة ومُمَوَّجَةٌ في الغرب، وضيِّقة في الشرق، حيث ترتفع إلى عُلُوٍّ أقصاه 600 متر.

وتوجد فوقها بَلْدة «شَحَّات» التي تشتهر بآثارها الرومانية. وتنتهي هذه الدرجة في الشرق بقمةٍ بارزة ارتفاعها 880 مترا، وهي تمثل أعلَى قسم في الجبل الأخضر.

 

ويطلقون عليها اسم «سيدي الحِمري» حيث أقيم ضريحه، وهو أحد أولياء الله الصالحين.

ويتمتع الجبل الأخضر بمناخ معتدلٍ على مدار السنة، وذلك لأنه مرتفع، ولأنه يطل على البحر المتوسط، الذي يُلطِّف هواؤه حرارة الصيف، ويُخفف من برودة الشتاء.

والجبل يَفْصل بين المناخ البحري المعتدل الممطر شتاء، الذي يسود في الجهات الساحلية، والمناخ الصحراويُّ الحار الجاف في الجنوب.

وتسقط الأمطارُ على الجبل شتاء، لهبوب الرياح الغربية وأعاصيرها. وتزداد الأمطار على جوانب الجبل الغربية المُعرَّضة لهبوب الرياح. وتقلُّ كلما اتجهنا نحو الشرق والجنوب.

 

وتنمو الأشجار في الجبل الأخضر، وتتزاحم في بعض البقاع لتكوِّن غاباتٍ أو أحراجاً وهي فقيرة نسبيا، وتبلغ مساحتها الكلية حوالي 500 كيلومترٍ مربع، لكنها متفرقة، ومُبعثرَة فوق أراضي الجبل الفسيحة.

وأهم الأشجار ذاتِ القيمة الاقتصادية هي: أشجار السَّرْو التي تنمو حول مدينة البيضاء، وأخشابُها قَيِّمة. وفي أعالي الجبل تنتشر أشجار الصنوبر الحَلَبي، وأشجار العَرْعَر.

وفي وديان الجبل توجد أحراج من أشجار البَلُّوط.

وتتبعثر فوقه أشجار الزيتون والخَرْنوب وأشجار الشمار التي تشبه ثمارُها ثمارَ التوت الحمراء اللون، وأشجار البُطوم التي تنتج ثمارا تتكون من حبات سوداء اللون تحوي زيتا، ويَستخدم السكان أغصانه في صنع الفحم النباتي، وترعاه الحيوانات أيضا.

 

وتكثر الحشائش والأعشاب في أعقاب سقوط المطر، ومنها القندول، والعنصل، والشيح، والحلفا، والإسبارتو الذي يستخدم في صنع الورق.

ومن الأعشاب النامية مَالَه زهور جميلة، مثل شقائق النُّعمان والأُقحُوان. وللحشائش والأعشاب الطبيعية أهمية كبيرة كغذاء للحيوانات.

وتقع على الجبل الأخضر الليبيّ مدنٌ مهمة: مدينة «البيضاء» قامت على بقايا مدينة إغريقية قديمة.

وتوجد على الطريق الرئيسي الذي يقطع الجبل الأخضر من الغرب إلى الشرق. وتشتهر بمكانتها الدينية، التي تتمتع بها منذ أن أُنشئَت بها الزاوية السُّنوسية في عام 1840.

 

وكانت عاصمةً لليبيا في اثناء العهد الملكي، وأنشأ بها الملك إدريس السنوسي جامعة إسلامية كبيرة، لتخليد ذكرى مؤسس الدعوة السنوسية. ومنطقة البيضاء من المناطق الزراعية المهمة في الجبل الأخضر، وتَشتهر بزراعة الكُروم.

و «المرْج» مدينة تقع على الدرجة الثانية أو الوسطى من الجبل، على ارتفاع 300 متر.

والمنطقة المحيطةُ بها أغنى مناطق الجبل الأخضر في الإنتاج الزراعي، خصوصا القمح، وقد ضربها زلزال في عام 1963، وأعيد بناء منازلها بأسلوب الوَحَدات السكنية المستقلة (فيلات = أحواش) وهي الطراز الذي يرتضيه الليبيون.

 

2- الجبل الأخضر في سلطنة عمان

يحتلُّ الجبل الأخضر الجزء الأوسط من جِبال سلطنة عمان، ويتكون من صخور جِيرية، تَرتكِز على قاعدة من الصخور البَلورية الخضراء اللون، تسمى السِّرْبِنْتين، وهذه تَظهر مكشوفة في كثير من الأماكن، وبخاصة على جوانب الوديان.

وقد جاءت تسمية الجبل بالأخضر، إما بسبب تلك الصخور الخضراء، أو لأنه مغطَّى بالنبات الأخضر، أو للسببين معا.

وقد تم رَفْع الجبل الأخضر في أثناء فترة تكوين جبال الألب، وجبال إيران التي تقع على الجانب المقابل من خليج عمان. وأقصى ارتفاع له يبلغ 3019 متر 

 

وتعتدل الحرارة فوق الجبل صيفا، وتهبط شتاء إلى ما يقرب من الصفر السيلزي (المئوي). ولذلك قد تتساقط الثلوج فوق القمم، وكمية المطر الذي يسقط شتاء 30 سم في المتوسط.

وتنمو الحشائش فوق الجبلِ عقب سقوط الأمطار، كما تنمو الأشجار البرِّية المتنوعة، ويُستخدَم بعضٌ منها موادَّ للوقود، وبعضٌ آخر عَلَفاً للماشية، وأشهرها: السمر، والغاف، والأظفر.

ويأكل بعض سكان الجبل ثمار الغاف مع الأُرز، كما تلتهم الحيوانات أرواقه وثماره أيضا.

 

وتنمو بالجبل الأخضر أشجار أخرى مفيدة، يستخدم الأهالي ثمارها وأوراقها للتداوي، منها: السراو ذو الثمر الأصفر اللون، الذي يُستعمل دواءً لأمراض الصدر، وأشجارُ الصخبر التي لها أزهار طيبة الرائحة، وتستعمل دواءً يشفِي المغص، كما تتغذى بها الحيوانات، خاصة الأغنام.

وبالجبل الأخضر مدينتان مهمتان هما: «نَزْوى» وهي حاضرة الجبل، ويسكنها حوالي 40 ألف شخص.

وتحيط بها أراضٍ خِصبةٌ منتجة، تتوافر فيها المياه العذبة، لذلك تنمو بها أشجار النخيل، وتكثر بها بساتين الأشجار المثمرة. وتقع بلدة «عبرى» إلى الشمال من نزوى، في وسط حقول خضراء، وبساتين تَزْخر بأشجار الفاكهة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى