علم الفلك

كيفية اكتشاف تواجد البحار والأحواض الارتطامية على سطح القمر

2013 دليل مراقب القمر

بيتر غريغو

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

إن السهول الرمادية الكبيرة، التي تُرى بوضوح بالعين المجردة، تغطي أكثر من ثلث الجانب القريب من القمر. وقد أضفى عالم الفلك الإيطالي «جيوفاني ريتشيوللي» أسماء رومانسية للبحار القمرية الأكبر في خريطته في القرن السابع عشر، وهي لازالت تُستخدم حتى اليوم.

يغطي النصف الغربي من القمر بشكل كبير محيط العواصف الواسع (oceanus Prouellarum) وبحر الأمطار (Mare Imbrium). إن بحر الأمطار، وهو أكبر بحر دائري على القمر، تحده سلاسل هائلة من مجموعات الجبال العالية، باستثناء الجهة الغربية حيث تمتزج بسهول بحر العواصف.

وإلى الجنوب من بحر العواصف يقع بحران دائريان أصغر، بحر الرطوبة (Mare Humorum) وبحر الغيوم (Mare Nubium). يمتد بحر العواصف شمالاً تحت ستار بحر البرد (Mare Figoris)، ويتقوس هذا المسلك البحري الضيّق شمال بحر الأمطار.

وإلى جنوب بحر الأمطار يقع بحر البخار (Mare Vaporum) والخليج المركزي (Sinus Medii). يتخلل نصف القمر الشرقي عدد من الأحواض البحرية البارزة. ويجاور بحر الصفاء (Mare of serenity) بحر الأمطار في الشمال. ويقع جنوبه بحر الهدوء (Mare of Tranquility)، والذي يتفرع إلى بحر الرحيق (Mare Nectaris) غربا وإلى بحر الخصوبة (Mare Fecunditatis) في الجنوب الشرقي. ويقع بحر الأزمات (Mare Crisium) البيضاوي الشكل قرب حافة القرص القمري الشرقي، وهو الأكثر تماسكاً من بين الأحواض البحرية القمرية على الجانب القريب للقمر.

رغم أن العديد من المراقبين الأوائل للقمر سعوا لترويج القمر على أنه عالم شبيه بالأرض، إلا قلة منهم صدقت أن تكون البحار القمرية عبارة عن مساحات شاسعة من المياه. وتعطي الصورة التليسكوبية المنخفضة القدرة الانطباع بأن البحار منبسطة وبلا ملامح (وخصوصاًً في طور البدر الكامل)، غير أن عرض القدرة العالية للبحار المجاورة لخط الفصل سيكشف بوضوح أنها مليئة بالتموجات والحواف والهضاب والفويهات (الفوة الصغيرة).

لم يرَ المراقبون الأوائل للقمر علامات أمواج تلف حواف البحار، ولم يميّزوا رغوة بيضاء تركت الزَبَد على طول الشواطئ ولا ينعكس ضوء الشمس عن البحار القمرية كما كان ليفعل لو كانت مكونة من الماء- في كامرة، ومن الواضح أنها مكونة من مادة صلبة.

وكان عالم الجيولوجيا الأمريكي «غروف جيلبرت» في أواخر القرن التاسع عشر رائد النظرية القائلة: بأن البحار القمرية هي تدفقات اللاّبة (الحمم البركانية) التي تشغل أحواض كبيرة حفرتها ارتطامات النجوم.

واليوم نعتبر الأحواض البحرية ملامح ارتطامية هائلة تغيرت بفعل النشاط البركاني وتدفقات اللاّبة والارتطامات اللاحقة. ليس هناك فعلياً فرق كبير بين الحفرة الفيضانية الكبيرة جداً والحوض البحري الصغير، غير أن معظم علماء جيولوجيا القمر يسعدهم أن يشيروا إلى أي شكل ارتطامي قطره أكبر من 300 كم على أنه حوض ارتطامي، وليس فوهة بركانية كبيرة .

وهناك أكثر من 40 حوضا ارتطامياً من هذا النوع على كل سطح القمر.

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى