علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن صخر الأركوز

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

صخر الأركوز علوم الأرض والجيولوجيا

الأركوز صخر رملي (أريناتي) يتكون من حبيبات في حجم الرمل نسبة عالية منها – لا تقل عن 25% حسب رأي غالبية الجيولوجيين – من الفلسبارات القلية أغلبها من النوع البوتاسي بالإضافة إلى الكوارتز ومعادن فتاتية أخرى.

وقد يعرف الأركوز أيضاً باسم الحجر الرملي الفلسباتي بينما يطلق على الصخور التي تحتوي على نسبة 10 إلى 25% من الفلسبار اسم تحت الأركوز. وتتشابه صخور الأركوز وتحت الأركوز في العديد من الصفات.

 

– التركيب المعدني والنسيج:

قد يحتوي الأركوز على نسبة عالية من مكونات فتاتية أخرى غير الفلسبارات والكوارتز تتمثل في فتات صخور نارية ومتحولة مع معادن إضافية ثقيلة تتبع مجموعات الميكا والأمفيبول والبيروكسين وكثيراً ما تمثل هذه المعادن الثقيلة بمجموعة أكثر تنوعاً.

تصنيف صخور الأركوز غالباً متوسط الجودة وحبيباتها زاوية أو قليلة الاستدارة وهي في هذه الحالة أقل درجة في التصنيف من صخور الكوارتز أرينيت الأكثر نظماً من ناحية النسيج والتركيب المعدني.

 

وعادة ما تتبع صخور الأركوز مجموعة الرمال النظيفة التي لا تحتوي على كنان من فتات أصغر حجماً.

لكن نسبة الفتات – الذي غالباً ما يكون في حجم الطين ممثلاً بمعادن الكاولينيت مع نسب أقل من المنتموريللونيت والطين الميكائي – قد تصل إلى 10 – 15% ويكون النسيج في هذه الحالة مشابهاً لنسيج صخور الواك الفلسباتي الرمادي وإن اختلفا في التركيب المعدني وهي بذلك تمثل صخوراً انتقالية متوسطة بينهما.

 

– التراكيب الأولية:

تتشابه التراكيب الأولية لصخور الأركوز في غالبية الأحوال مع مثيلاتها من صخور الكوارتز أرينيت حيث يكون التركيب السائد هو التطبيق المتقطع الذي يوجد على نطاق كبير حيث يبلغ سمك وحداته العديد من الأقدام.

وفي كثير من الأحيان، خاصة عندما تكون الصخور سميكة وكتلية، يكون التطبق المتقطع غير واضح.

كما قد تظهر أحياناً علامات النيم. بعض صخور الأركوز – مثل تلك التي تمثل مجموعة نيوآرك على شاطئ الأطلنطي بالولايات المتحدة الأمريكية – تحتوي على تراكيب أولية أخرى تتمثل في شقوق الطين (شقوق جفاف الطين) وآثار بلورات البرد (حبات البرد) أو آثار أقدام ديناصورات صغيرة الحجم.

 

– التوزيع:

توجد صخور الأركوز عادة مع صخور فتاتية أخرى ممثلة بالكونجلوميرات والطفل الصفحي الأحمر اللون الذي تكون في بيئة مؤكسدة، كما توجد أيضاً مع بعض الطفوح البركانية القاعدية.

وتوجد صخور الأركوز في نوعين رئيسيين، الأول منها على هيئة طبقات وتدية – كبيرة السمك بالقرب من صخور المصدر ويقل سمكها تدريجياً بالبعد عنها، وكثيراً ما يفصلها عن صخور المصدر فوالق من النوع العادي ذات إزاحة رأسية كبيرة.

 

أما النوع الثاني فيوجد على هيئة طبقات قليلة السمك تعلو صخور المصدر الجرانيتية.

وعادة ما يتغير الأركوز جانبياً إلى أنواع أخرى من الحجر الرملي كلما بعدنا عن منطقة صخور المصدر والاعتقاد السائد أن النوع الأول تكون في مناطق القعائر العظمى (جيوسنكلينات Geosynclines) التي تتميز بعدم استقرار القشرة الأرضية.

بينما ينتج النوع الثاني من إعادة نقل بقايا وفتات الصخور الجرانيتية على الرصيف القاري في المناطق الثابتة تكتونياً.

 

– الأصل:

الاعتقاد الغالب أن طبقات الأركوز قليلة السمك التي نتجت من إعادة نقل وترسيب بقايا وفتات الصخور الجرانيتية قد تكونت عند تراجع البحر عن منطقة تظهر فيها هذه الصخور على سطح الأرض.

وفي هذه الحالة تتكون التربة من الأركوز الذي يحتوي على الحصى وكسارة الجرانيت التي تتزايد في الطبقات السفلى.

عندما تتعرض مثل هذه التربة للضغط فإنها كثيراً ما تتماسك بحيث تكون شديدة الشبه بصخر الجرانيت الأصلي ويطلق عليها اسم الجرانيت معاد التكون  (Recomposed granite).

 

يتكون صخر الأركوز الذي يتميز بنسبة عالية من الفلسبارات تحت الظروف التي تساعد على عدم التخلص من هذه المعادن بواسطة عوامل التجوية سواء كانت كيميائية أو ميكانيكية بل وبقاء الفلسبارات في صورة معادن طازجة (Fresh).

وبما أن الفلسبارات أقل ثباتاً من الناحية الكيميائية وأقل تحملاً لعوامل التحات الميكانيكية مقارنة بمعدن الكوارتز.

 

فإن عوامل التجوية الكيميائية منها والميكانيكية خاصة أثناء النقل – تؤدي إلى التخلص من الفلسبارات وبالتالي تزايد نسبة معدن الكوارتز في الصخور الرملية مع الوقت.

وعليه فإن الظروف المناخية التي تساعد على بقاء الفلسبار دون تغير أو تحلل أو العوامل التكتونية التي تؤدي إلى سرعة الترسيب وبالتالي تغطية الطبقات المتكونة بأخرى أو العاملين معاً هي الظروف المثلى لتكوين صخور الأركوز الغنية بالفلسبارات.

 

بينما تمثل الظروف العكسية التي تساعد على التخلص من الفلسبارات إلى تكون صخور الكوارتز ارينيت مروراً بصخور تحت الأركوز كمرحلة انتقالية.

وحيث أن المناطق ذات التضاريس العالية التي تتميز في نفس الوقت بالبرودة الشديدة والجفاف هي غالباً مناطق الحركات الأرضية البانية للجبال. 

 

فإن وجود صخر الأركوز يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمناطق التي تتميز بعدم استقرار القشرة الأرضية ومن أحسن الأمثلة على ذلك مناطق الأخاديد العميقة التي تكونت نتيجة تباعد كتلتين حول مركز حركة.

يؤيد ذلك وجود الطفوح البازلتية مع صخور الأركوز. كذلك فإن زيادة نسبة أكاسيد الحديد الحمراء في صخور الأركوز بالإضافة إلى وجود تشققات الطين والكونجلوميرات المروحية تشير إلى ترسيب أرضي لغالبية صخور الأركوز كبير السمك.

بينما يرجح تكون طبقات الأركوز قليلة السمك على سطح صخور الجرانيت تحت ظروف بحرية مختلفة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى