النباتات والزراعة

النجاة من الحَرّ والجفاف

2012 النباتات

جون فارندون…[وآخ]

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

النباتات والزراعة البيولوجيا وعلوم الحياة

برغم أننا أحياناً ما ننظر إلى الصحاري على أنها أماكن ميِّتَة نظراً لجفافها الشديد،

إلا أن العديد من النباتات تنمو وتزدهر هناك. لكن المشكلة الكبرى تكمن في الحصول على الماء والحفاظ عليه. وتقوم بعض النباتات الصحراوية بإرسال جـذور فردية طويلة للغاية نحو الأسفل (تُعرَف بالجذور الوتدية

(taproots)) والتي تصل إلى مخزونات المياه الجوفية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تحفر جذور شجرة المَسْكيت ( mesquite tree ) في التربة لمسافة تزيد عن 50 قدماً ( 16 م). بينما تقوم نباتات أخرى مثل الصبَّار بنشر

جذورها الشبيهة بالحَصير على مسافة واسعة للاستفادة من أية أمطار قد تسقط. يُمكِن أن تُخزِّن النباتات الصحراوية مثل الصبَّار كميات كبيرة من الماء في سيقانها

اللُّحيمة ( fleshy ). ويمكن أن يتَّسِع صبار أنبوب الأرغن (- organ pipe ) لكمية من الماء تصل حتى 100 جالون ( 380 لتراً). ويمكن أن تساعد هذه الكمية النبات على البقاء لمدة أربعة أشهر في ظل غياب المطر. كما تعمل نباتات الصبَّار أيضاً على توفير الماء عبر

اختزال أوراقها إلى أشواك ضئيلة الحجم (انظر ص 11 )، وهو ما يُقلِّل من مساحة

السطح التي يمكن أن يتبخَّر منها الماء (أي يتحوَّل إلى بخار ماء) بشكل كبير. كما تُلقي الأشواك أيضاً بالعديد من الظلال الصغيرة على سطح الصبَّار، مما يُبقِي على انخفاض درجة حرارته. وتـقوم الضلوع الموجودة على العديد من نباتات الصبار بأداء الوظيفة

ذاتها (انظر إلى اليسار) التي يقوم بها اللون الأخضر الشاحب أو الرمادي للعديد من النباتات الصحراوية. البقاء على قيد الحياة في البرد كلما اتجهت نحو الشمال في أمريكا الشمالية (وأيضاً في أوروبا وآسيا)، هيمنت على الغابات

أشجار الصنوبريات مثل البِيْسِيَة ،(spruce) والصنوبر (pine )، والتَّنُّوب (fir). ويحدث الأمر ذاته كلما ارتقيت في تسلُّقك لسلاسل جبال العالم. ويرجع هذا الأمر

إلى أنَّ الصنوبريات تتمتَّع بالعديد من الملامح التي تساعدها على البقاء والنجاة من فصول الشتاء القارصة الطويلة بشكل أفضل من النباتات ذات الأوراق العريضة مثل القَيْقَب ،(maple)والبلوط (oak )، والقارية (الجوز: hickory ). تتمتَّع معظم

الصنوبريات بأوراق دائمة الخضرة ،(ever-green leaves ) وبهذا فإنه يمكنها

الاستفادة من ضوء الشمس ما إن تصبح الظروف ملائمة للقيام بعملية التخليق الضوئي (انظر ص4-10 ). وتتّسِم الأوراق ذاتها بأنها شبيهة بالإبر، مما يساعد على تجنيب الأشجار الأضرار الناتجة عن العواصف أو

موجات الصقيع الشديدة. ولا تصل جذور الصنوبريات لأعماق كبيرة في الأرض، وهو أمر مهم في المناخ البارد للمناطق الشمالية حيث تتَّسِم التربة على عمق بضعة أقدام من سطح الأرض بأنها دائمة التجمُّد.

إذا تحرَّكنا بشكل أعمق نحو الشمال متجاوزين الغابات الصنوبرية الشاسِعَة ومتخطِّين لخط الأشجار في الجبال الشاهقة، فإنه يتوجَّب على الأشجار التكيُّف مع

ظروف أشد قسوة. فمعظم النباتات – حتى تلك التي تنمو لتصير طويلة في أماكن أخرى- لا تنمو سوى لارتفاعات منخفضة. وبهذه الطريقة، تتفادى دقائق الثلج التي تقذفها بها الرياح العاتية. وتنمو بعض النباتات – مثل كاسرات الحجر (saxifrages)- لتأخذ أشكالاً وسائدية. ويُبْقِي هذا الأمر عليها

أكثر دفئاً من الداخل.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى