علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن الأخدود البحري

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأخدود البحري علوم الأرض والجيولوجيا

الأخدود البحري منخفض ضيّق وعميق في قاع البحر جانباه شديدا الانحدار بينما يتدرج قاعه في العمق كلما ابتعدنا عن اليابسة وهو في ذلك يشبه وديان الأنهار والأخاديد الأرضية.

والأخاديد البحرية أحد مظاهر قاع البحر التي أثارت حيرة واهتمام العلماء لمعرفة أصل وطريقة تكوينها.

تمتد هذه الأخاديد عبر الرف القاري لأغلب شواطئ البحار وقد نُحتت في صخورها الصلبة لأعماق تصل إلى آلاف الأقدام.

 

ومن النادر أن يكون الأخدود مستقيماً بل غالباً ما يتعرج مجراه كما تتصل به روافد وقد يحتوي على خانق داخلي. يتشابه العديد من الأخاديد البحرية مع مثيلاتها على الأرض بل ويكون البعض امتداداً لها في البحر.

كذلك فإن عدداً آخر من الأخاديد البحرية تمثل امتداداً لأنهار كبيرة تجري في وديان واسعة ذات قاعٍ مستوٍ على الأرض وعادة ما يمتد الأخدود البحري عبر الرف القاري ثم المنحدر القاري حتى يصل إلى أعماق المحيط.

وغالباً ما تمتد نهاية الأخدود عبر رواسب مروحيّة عريضة قليلة الانحدار تماثل رواسب سفوح الجبال المروحية التي تكونت تحت الحافات الجبلية في المناطق القارية. (أنظر: رف قاري، منحدر قاري).

 

يتكوّن قاع الأخدود من رواسب متبادلة من رمال – تماثل رواسب المياه الضحلة – ورواسب طينية تمثل ترسبات قاع البحر العميق.

ويعتقد أن انهيار الصخور عند رأس الأخدود هو مصدر الرواسب التي تمثل ترسبات المياه الضحلة والتي تختلط مع الماء مكونة معلقاً شديد التركيز يتحرك بفعل كثافته العالية نسبة إلى ما حوله من مياه البحر كتيّار كثافة يُطلع عليه اسم تيّار العكارة.

وتتحرك تيارات العكارة على قاع الأخدود مع الانحدار مرسبة ما تحتويه من رمال كلما قلت سرعتها.

وكثيراً ما تحدث انهيارات الصخور في قاع البحر على فترات متقاربة مما يغير شكل وعمق القاع.

 

كما تؤدي هذه الانهيارات وتيارات العكارة التي تنشأ بسببها إلى كسر كابلات الاتصالات السلكية التي قد تكون موجودة على قاع الأخدود مّما يجعل شركات الكابلات لا تحبذ مدّها عبر الأخاديد كلما أمكن ذلك.

ما زالت أسباب تكوّن الأخاديد البحرية محل جدل شديد.

نتيجة شدة التشابه بين الأخاديد البحرية وتلك التي تكوّنت بفعل الأنهار على الأرض ويرى بعض الجيولوجيين أن الأخاديد البحرية تكونت بواسطة أنهار على اليابسة ثم غمرت بواسطة البحر في وقت لاحق.

 

ونظراً لكثرة عدد وانتشار الأخاديد البحرية فإن هذا التفسير لا يجد قبولاً لدى العديد من الجيولوجيين.

وعندما ظهرت فكرة تيارات العكارة اعتبرها البعض طريقة بديلة لتكوين الأخاديد البحرية إلا أنها ما زالت تحتاج لمزيد من الدراسة خاصة بالنسبة لسرعة هذه التيارات التي قد تصل إلى 100 كم / ساعة (حسب تقدير هيزن وايونج 1952) وحينئذ تكون قادرة على النحت.

 

كذلك فإنه إذا سلمنا بقدرة تيارات العكارة على نحت وتكوين الأخاديد البحرية فإن بعض الظواهر مثل شدة التشابه بين الأخاديد البحرية وتلك التي نحتتها الأنهار على اليابسة بالإضافة إلى نحت وتكوين بعض الأخاديد البحرية في صخور صلبة مثل الجرانيت، تحتاج إلى تفسير حتى ترضي غالبية الجيولوجيين.

والشيء الذي يتفق عليه معظم الجيولوجيين – مهما كان أصل تكون الأخاديد البحرية – أن انهيار الصخور على الرف القاري أو المنحدر القاري على قاع البحر وتكوين تيارات العكارة تمنع ملء الأخاديد البحرية بالرواسب.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى