إسلاميات

تعريف “البيعة”

1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيعة إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

الانسان مدني بالطبع، كما قال الحكماء، فهو يعيش مع مجموعة من بني جنسه، ليسهل عليه الحصول على حاجاته، والوصول الى منافعه، والمجموعة لا بد لها من نظام تلتزم به، وتسير عليه.

والنظام لا بد له من قوة تحميه، وحارس أو أمير، يقوم على تطبيقه، ويلزم الناس الأخذ به، فالأمير هو رمز القوة والهيبة، وهو الذي يحمل الناس على التمسك بالنظام، والأمير تختاره الجماعة، ثم تعاهده على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره. وهذه المعاهدة يطلق عليها: البيعة أو المبايعة.

فالبيعة هي معاهدة على النصح والطاعة في جميع الأحوال.

 

ويجب أن تكون طاعة الأمير في غير معصية الله تعالى. قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:  «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة». فطاعة ولاة الأمور، والنصح لهم، وعدم غشهــــم، من واجبـــــــات الديـــن، قال تعلى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (النساء: 59).

ومبايعتهم على ذلك تؤكد طاعتهم والنصح لهم، و«البيع»: مبادلة مال بمال، و «البيعة»: معاهدة على الطاعة، فهي: مبادلة غير مالية، مبادلة حقوق. فكل من الأمير والرعية ينصح للآخر، ويؤدي ما عليه نحو الآخر، فهي مبادلة حقوق لاى مبادلة مال.

 

ولا يجوز نقض البيعة، ما دام الأمير مسلما، يقيم الصلاة، ولم يصدر عنه ما يدل على كفره وردته. قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، ولا يخلع يده من البيعة».

وهناك نوع خاص من البيعة، وهو أن يبايع على شيء معين مثل أن يبايع على الجهاد، أو القتال إلى الموت أو النصرة.

 

ومنها مبايعة الرسول، صلى الله عليه وسلم، الأنصار في ليلة العقبة على أن ينصروه، ويدافعوا عنه، مثل ما يدافعون عن أولادهم ونسائهم، ولهم الجنة والرضوان من الله تعالى اذا هم التزموا بشروط بيعتهم له.

وكان الناس يعقدون البيعة كما يعقدون عقد البيع، والزواج ونحوها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا بايع الرجال يصافحهم بيمينه، وإذا بايع النساء اكتفى بالكلام من غير مصافحة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى