العلوم الإنسانية والإجتماعية

ثقافة المنظمات في مبادرات الاستئصال

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب

تذكر دائماً أن قرارك في النجاح هو أهم من أي شيء آخر

– ابراهام لنكولن((Abraham Lincoln

ثقافة المنظمات Organizational Culture هي مفهوم ناشئ في ميدان نظرية الإدارة. فهي دافع أساسي لما تضعه المنظمة كرسالة لها، ومرمى وأهداف وما يُنتظر مِن مَن يعملون بها أن ينجزوه (Andreasen and Kotler 2008).

وغالباً ما تشير ثقافة المنظمات إلى المعتقدات المشتركة، والقيم والمعايير التي تمثل شخصية المنظمة بـ (أ) نقل الشعور بالهوية لأعضاء المنظمة، (ب) تسهيل ايجاد الالتزام بشيء أكثر من الذات، (ج) تعزيز استقرار النظام الاجتماعي، ووظيفتها كأداة موقظة للشعور في توجيه وتكوين السلوك. (Panda and Gupta 2001).

في الجماعات السكانية الضخمة يمكن تعريف ثقافة المنظمات على أنها المبادئ العليا والقيم التي تُنسئ أسس الجهود للتعاون بين مختلف المنظمات والمستثمرين. وفي مرحلة التكوين من المهم أن نحدد القيم الصميمية والمبادئ المرشدة التي ستوجه العمل وتوضح أدوار مختلف المستثمرين ومسؤولياتهم في دعم ومساندة هذه المبادئ. وهذه القيم الصميمية تحسن المساءلة بين المستثمرين بأن تصبح القوة المغلفة التي تشد أركان المبادرة إلى بعضهم بعضاً.

 

في مبادرات الاستئصال، الهدف المشترك والتلاقي حول مصالح حيوية تستمد قوتها من الاعتقاد العميق بأن استئصال الأمراض هو من الصالح العام للعالم. وبدون هذه القيمة الجوهرية في صميم المبادرة فمن المستحيل كسب التأييد السياسي والمجتمعي للحفاظ على المجهود طيلة مدة البرنامج.

فالقيم الجوهرية والمعتقدات المشتركة والمبادئ الإرشادية يجب أن تتوفر علانية للجميع (مثل، كمكونة مركزية في شبكة كمبيوتر الشركاء)، وتبين بوضوح خلال الخطط الاستراتيجية وتعزيز في كل مواد الاتصالات.

وباعتبارهم سفراء لثقافة المنظمات يجب على القياديين أن يعززوا القيم الجوهرية للحفاظ على التحفيز والتركيز بين مختلف مجموعات المستثمرين فيها. ولتعزيز التعاون وإقامة طرائق إحياء الثقة لدعم هياكل المساءلة المهلهلة بين المستثمرين، يجب على المبادئ الإرشادية في مبادرات الاستئصال في المستقبل أن تحتوي:

– الاعتقادات المشتركة حول هدف،

– الحاجة إلى قيادة مشتركة،

– رعاية ثقافة الاحتواء والشعور بالانتماء والامتلاك.

– الحاجة إلى المرونة للتكيف مع بيئة معقدة خارجية سريعة التغير،

– اغتنام فرصة الفشل والتشجيع على الإقدام على المخاطر كمكونة أساسية في التعلم وتحسين الأداء،

– التشجيع على الانفتاح والشفافية،

– اغتنام فرصة التوتر الديناميكي والصراع كوسيلة للتجديد،

– التشجيع على التنوع كمحرك للقيمة.

 

يساعد إنشاء المبادئ الإرشادية المستثمرين على ايجاد لغة مشتركة تدعم التواصل وتنمي التفكير النقدي وحل المشاكل (Gerencser et al. 2008). كما تُساعد القادة في إقامة وإدارة التوقعات وتجنب الردات غير الضرورية.

ومن الأمور الحاسمة الاعتقاد الراسخ بأن التغيير والمنازعات هما من صميم المنظومة، وكذلك هما الحوافز الرئيسية على التجديد وتحسين الأداء. تاريخياً جرى التأكيد على تحقيق الإجماع. ففي جماعة سكانية ضخمة يمكن للإجماع أن يؤدي إلى "التفكير الجماعي".

 ويحسن التفكير الجماعي عندما تتخذ جماعة قرارات خاطئة لأن ضغوط الجماعة تؤدي إلى تردي فعالية الذهن وتفحص الواقع والأحكام الأخلاقية. فالمنظمات التي تتأثر بالتفكير الجماعي تتجاهل وجود بدائل وتنزع إلى القيام بأعمال غير عقلانية التي تنفي الصفة الإنسانية عن مثيلاتها من الجماعات.

وتكون المجموعة عرضة للتفكير الجماعي عندما يكون أعضائها متماثلين في منبتهم، وعندما تكون المجموعة معزولة عن الآراء الخارجية وعندما لا تكون هناك قواعد واضحة في اتخاذ القرارات (Janis 1982). وللوقاية من التفكير الجماعي يقترح جانيس (Janis) (1982) تبني بعض الإجراءات التالية:

– يجب على القيادي أن يحدد دور التقييم النقدي لكل عضو.

– يجب على القيادي أن يتجنب التعبير عن أولياته وتوقعاته منذ البداية.

– يجب أن يستدعى خبير أو أكثر لحضور كل اجتماع بصورة متعاقبة. ويجب أن يشجع الخبراء على تحدي آراء الأعضاء.

– يجب أن يُعطى عضو مفوّه ومطلع دور محامي الشيطان (ليتحرى عن الافتراضات والخطط).

 

يجب على القياديين ضمن الجماعة السكانية الضخمة أن يعرفوا أن كثيراً من القرارات تُتخذ في أحوال عدم الثقة. فالأخذ بثقافات تتحدى بعضها بعضاً سوف تحدث عدداً أكبر من الآراء وتمكّن في النهاية الجماعة من اتخاذ قرارات أفضل، (Eisenhardt et al. 1997).

كما أن التمتع بحس الفكاهة والاستعانة بالمشاركة الوجدانية والتركيز على المواضيع وليس على الأشخاص وإقامة المساواة أثناء العمل يمكّن القياديين من الاستفادة من المنازعات في تحسين الأداء (Eisenhardt et al. 1997).

إن القيم الصميمية ومبادئ الإرشاد والهدف المشترك هي الدوافع الرئيسية للتحفيز وتحسين الأداء بين جماعات المستثمرين المختلفة. ومع مرور الوقت، وإذا تمت الإدارة بالشكل الصحيح من قبل القياديين فإن ثقافة المنظمات يمكن أن تصبح الأساس الوطيد للمبادرة بتوفيرها المرونة للتغلب على التحديات التي لا بد منها والرّدات التي تتواجد في صميم مبادرة الاستئصال.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى