الطب

الإجراءات اللازمة قبل إطلاق مبادرات الاستئصال في القرن 21

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

سوف تواجه مبادرات الاستئصال الجديدة في القرن الواحد والعشرين مراجعات أكثر صرامة وتشديداً من سابقاتها قبل انطلاقها.

وسوف تتضمن تقدير ما إذا كان مرض ما يجب أن يستهدف للإزالة، وتحديد ما إذا كان عامله المعدي تنطبق عليه المعايير البيولوجية والتقنية وتحديد الإمكانية العملانية في أوضاع أو مع أوضاع تحدي كبيرة، وكذلك استعراض عدد من العوامل الحاسمة اللازمة لنجاح الاستئصال.

يقوم هذا الفصل على ما تم عمله سابقاً وبيان المتطلبات البيولوجية والتقنية اللازمة لاستئصال المرض ويركز بمزيد من التفصيل على العوامل الحاسمة غير البيولوجية التي تمكن من النجاح.

وهذه تتضمن التمويل المتين، واستراتيجيات اتصال فعالة، وبحوث علمية عملانية، يلعب كل منها دوراً متقاطعاً في قيام واستمرار الدعم السياسي والمجتمعي اللازم للاستئصال. كما أن الاستثمار فيه والإدارة البرمجية والتقابل والاحتكاك مع الأنظمة الصحية هي عوامل إضافية أخرى للنجاح والتي سنتعرض لها بتفصيل أكثر في فصول مستقلة.

فقبل إطلاق مبادرة استئصال جديدة، يتوجب إجراء استعراض شامل لإمكانية نجاحها. فإذا اعتبرت ممكنة فسوف يكون هناك حاجة لأفراد شجعان ومشاركة ذات قاعدة واسعة لإيجاد الدعم المالي والسياسي المطلوب لإطلاق المبادرة.

فتقدير إمكانية النجاح ليست عملية "انطلاق واحدة" one-off، بل إنها تحتاج إلى مراقبة مستمرة وتحديث مع تواجد تقنيات ومعلومات جديدة.

 

مقـدمــة

لقد صُنفت المعايير اللازمة لتحديد ما إذا كان يمكن تحقيق الاستئصال أم لا، في ثلاثة عوامل: بيولوجية واجتماعية / سياسية واقتصادية (Hinman and Hopkins 1998). وعامل إضافي أكدت عليه قوة المهمات العالمية لاستئصال الأمراض ؛ هو الحاجة إلى تبيان أن الاستئصال يمكن إنجازه في منطقة جغرافية واسعة (CDC 1993b).

وأكدت مراجعة حديثة للدروس المكتسبة من مبادرات استئصال أن إمكانية النجاح من الناحية البيولوجية هي ضرورية، ولكنها ليست كافية.

فالعوامل غير البيولوجية كالالتزام السياسي والقبول الاجتماعي، والإمكانيات المالية والإدارة الحازمة، لها مكونات حاسمة للنجاح (Aylward et al. 2000a).

على مدى العقدين الأخيرين تكونت خبرة عملية غنية من المبادرات العالمية والاقليمية التي استهدفت الأمراض، مثل شلل الأطفال، ودودة غيني، وداء الخيطيات اللمفاوي وداء كلابية الذنب والحصبة والحصبة الألمانية الحمراء.

ولكن النطاق العالمي الذي تعمل ضمنه برامج الاستئصال قد تغير بشكل ملحوظ خلال هذه المدة. فالأحداث المفاجئة مثل هجومات الارهابيين الشهيرة، والكوارث الطبيعية الواسعة الانتشار، والأزمة المالية في عام 2008، والتوجهات الدنيوية بين جيل وآخر في حجم وتشكيل الاعمار لسكان العالم والتحول المستمر من المناطق الريفية إلى المدن، والعولمة واللامركزية وخصخصة الخدمات الصحية وازدياد وسائل الاتصال من خلال تقنية المعلومات كلها قد غيرت المشهد بشكل دراماتيكي.

فتغيرت أيضاً مساندة برامج استئصال الأمراض بشكل لافت: فدخلت منظمات ومؤسسات غير حكومية فعالة بمعدلات متزايدة، كما حدث تراجعأنأ بالمقابل في الاحتكارات المالية والتقنية والعملانية التي كانت تديرها سابقاً المنظمات العالمية المتعددة الأطراف، مثل منظمة الصحة العالمية و UNICEF، والبنك الدولي.

على مدى العقد الماضي فإن ظهور مسؤولية الشركات والمؤسسات قد أدى إلى زيادة دخول المؤسسات والشركات في مبادرات الصحة العامة. وبالتساوي مع ذلك كان التوجه لإيجاد آليات تمويل مبتكرة وتطبيق أشكال الأعمال التجارية والمبادئ الإدارية لديها على برامج الصحة العامة.

 

وبالإضافة إلى ذلك،أأأأ فإن تقنيات الاتصال قد تغيرت بشكل كبير. فالاستخدام المتصاعد للإعلام الاجتماعي والانترنت قد غير من الطريقة التي يؤثر بها الأفراد والجماعات على صياغة السياسة حول الأمور الصحية وقبول التدخلات اللازمة للاستئصال. وأية آثار جانبية لهذه المداخلات (مثل، الأحداث العكسية التي تلي التلقيح) يمكن أن تحظى بالظهور على أجندات السياسة والإعلام.

إن تفهم التأثير المتبادل والمعقد بين العوامل المعدية والتدخلات المستخدمة في مبادرة الاستئصال هو من الأمور الهامة والحاسمة. فلقد لوحظت الحاجة إلى استمرار إجراءات السيطرة بشكل دائم – وإن يكن من نوع مختلف وعلى نطاق أضيق – وبشكل متزايد.

هذا بالإضافة إلى أنه عند انجاز الاستئصال فإن المراقبة على مستوى ما، هي ضرورية وكذلك السيطرة على أنشطة المختبرات على العوامل المعدية التي يجب الحفاظ عليها. (مثل، احتواء وتقييد المختبرات الخاصة بفيروس شلل الأطفال، والتحكم بالكميات المتبقية من فيروس الجدري).

 

وبالنظر إلى هذه التطورات، فإن مجموعة من الخبراء قد عهدت إليها مهمة تقدير إمكانية نجاح تحقيق هدف الاستئصال في القرن الواحد والعشرين.

وبناءً على العمل سابقاً (Dowdle and Hopkins 1998؛ CDC 1993b). نقوم بالتصدي للدور المتقاطع في استمرار التمويل، واستراتيجيات الاتصال الفعالة، والبحث العملاني في إنشاء الدعم الاجتماعي والسياسي الضروري للاستئصال.

كما ونضمّن دراستنا مناقشة العوامل الإضافية الحاسمة التي تمكن من النجاح (مثل، قضية توظيف الأموال، وإدارة البرنامج، والتقابل والاحتكاك الفعال مع الأنظمة الصحية) ونختم بمجموعة خواتم وتوصيات.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى