البيئة

الطرق المتبعة لإعادة تدوير المواد

2011 تجارب علمية استخدام المواد

غريس و ودفورد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطرق المتبعة لإعادة تدوير المواد إعادة تدوير المواد البيئة الكيمياء

عندما ننتهي من استخدام مادة من المواد فإننا نكتفي عادة برميها، لكن العديد من المواد يمكن استخدامها ثانية (تدويرها أو إعادة تصنيعها) من أجل صنع المزيد من المواد، لاسيما أن إعادة تدوير المواد يوفر الكثير من الطاقة والموارد، فضلاً عن إلحاق أقل ما يمكن من الضرر بالبيئة.

لا يتبدد شيء في الطبيعة أو يضيع من دون فائدة.

فالكائنات المعروفة باسم «المحلِّلات» تأكل المواد الميتة وتطرح المغذيات في فضلاتها.

 

وتُستخدم هذه الفضلات فيما بعد كمواد أولية مهمة لحياة ونمو النبات والحيوان. وتتم إعادة تدوير (إعادة تصنيع) جميع المواد الطبيعية في البيئة بهذه الطريقة.

لكن يبدو أن الإنسان لا يتمتع بهذه الكفاءة لأن الكثير من المواد الاصطناعية التي نستخدمها، مثل البلاستيك، لا تتحل بعد رميها، وبدلاً من أن نتخلص من تلك المواد فإنها تتجمع ضمن مكبّات نفايات واسعة جداً تلحق الضرر بالبيئة.

وما يزيد الطين بلة هو أن الكثير من هذه المواد مصنّعة من مواد ناضبة، وهذا يعني أن المخزون لهذه المواد على كوكبنا الأرضي محدود جداً، فمصدر إنتاج المواد البلاستيكية، على سبيل المثال، هو الوقود الأحفوري، كالبترول والفحم والغاز الطبيعي.

 

ومن المحتمل أن ينفذ مخزوننا من الوقود الأحفوري خلال فترة تتراوح بين 50 و 100 سنة، لذلك حريّ بنا أن نتوقف عن صناعة المنتجات البلاستيكية.

لكننا نستطيع التحايل على هذه المشكلة ومعالجتها من خلال اكتشاف طرائق جديدة لإعادة تدوير المواد التي نستخدمها.

ولا تقتصر فائدة هذه الطريقة على إطالة عمر تلك المواد فحسب، بل إنها تقلل أيضاً من كميات النفايات التي نطرحها بصورة مستمرة، لذلك فإن إعادة التدوير تساعد على الحدّ من الضرر الذي يلحق بالبيئة أيضاً.

 

يمكن تدوير الكثير من المواد (أو إعادة تصنيعها)، بما في ذلك الزجاج والمنتجات البلاستيكية والورق.

ولتسهيل عملية إعادة التدوير فإن الناس يرمون بأنواع النفايات المختلفة في حاويات قمامة متنوعة كل منها مصمم لمادة معينة، ثم تجمع تلك المواد وتنقى قبل أن تبدأ إعادة التدوير (أو إعادة التصنيع).

تتم عملية إعادة تدوير الزجاج المستعمل عن طريق سحقه إلىقطع صغيرة وصهرها في أفران الصهر، ومن ثم صب الزجاج في قوالب من أجل صنع قوارير أو أجسام أخرى جديدة، كما تنطبق العملية ذاتها على المعادن المستعملة، حيث يتم سحقها وتقطيعها ومن ثم صهرها أيضاً وصبها في قوالب مختلفة بهدف استخدامها ثانية.

 

ومن أهم المعادن التي نقوم بإعادة تدويرها هو الألمنيوم المستخدم في صناعة علب المشروبات والمرطبات وحاويات الأطعمة المصنعة من رقائق الألمنيوم وغيرها من المنتجات.

إن إنتاج الألمنيوم الجديد عملية باهظة التكاليف لأن استخراج هذا المعدن من الصخور ينطوي على عملية معقدة للغاية.

أما إعادة المنتجات البلاستيكية فهي عملية صعبة، والسبب في ذلك وجود أنواع عديدة و مختلفة من البلاستيك.

 

وينبغي إعادة تدوير كل نوع على حدة، فقارورة صلصله الطماطم (الكاتشب) مثلاً تحوي ستة أنواع مختلفة من البلاستيك، ونتيجة لذلك ينتهي الأمر بالعديد من المواد البلاستيكية إلى حاويات القمامة. لقد تمكن

العلماء من ابتكار مواد بلاستيكية قابلة للتحلل، لكن استعمال هذه المواد لم ينتشر بصورة واسعة إلى الآن.

 

– الأشجار والورق

مع أن الخشب مادة طبيعية، إلا أنه مورد محدود أيضاً. هناك نوعان رئيسيان من الخشب: الخشب الصلد (القاسي) والخشب الرخو أو اللين.

تشكل بعض أنواع الأشجار، كشجر القيقب (أو الاسفَنْدان) مصدراً للخشب الصلد الذي يُستخدم في صناعة قطع الأثاث ذي الجودة العالية، لكن نمو غابات الخشب الصلد يستغرق مئات السنين.

فضلاً عن أنها تدعم حياة أنواع كثيرة من الكائنات، كما أن ازدياد الطلب على الخشب يجعل غابات الخشب تتقلص في جميع أنحاء العالم.

 

يُستخدم الخشب الرخو أو اللين، كخشب الصنوبر، في صناعة الورق وخشب البناء، لذلك إذا أردنا إنقاذ الأشجار والغابات، لابدّ لنا من إعادة تدوير الورق، ويتم تنفيذ هذا الأمر بتقطيع مخلفات الورق إلى أجزاء صغيرة وتنظيفها وتبييضها لإزالة الحبر وغيره من الأوساخ، ثم يُمزج الورق مع الماء ويُطحن ليصبح عجينة ورقية.

يُمدّ الورق بعدها بواسطة أسطوانات تسوية ويجفف، ويمكن استخدام الورق الناتج عن عملية إعادة التدوير في مجالات كثيرة مماثلة لاستعمالات الورق الجديد.

ففي اليابان مثلاً يشكل الورق المعاد تصنيعه (تدويره) نصف كمية الورق الذي يستخدمه الناس، وهذا ما يوفر قطع ملايين الأشجار كل عام.

 

– كوم السماد الطبيعي

تستطيع إعادة تدوير المواد الطبيعية بنفسك. فبدلاً من رمي فضلات المطبخ والأعشاب المجزوزة والنباتات الميتة حاول أن تصنع منها كوماً من السماد الطبيعي.

تستطيع استخدام هذا السماد من أجل منح مغذيات إضافية للنباتات الموجودة في حديقة منزلك.

 

ضع أوراق النباتات الذابلة وقشور البطاطا وبقايا الفواكه والخضراوات ضمن طبقات داخل وعاء أو حاوية كبيرة خارج المنزل، وتأكد من إبقاء الحاوية مفتوحة في الهواء الطلق.

قم بتغطية كل طبقة بالقليل من تراب الحديقة وحافظ على بقاء هذه الكومة التي أعددتها في حالة رطبة. ستقوم الكائنات المجهرية بتناول المادة المتفسخة وتحوّلها تدريجياً إلى سماد طبيعية عضوي خلال شهور قليلة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى