التاريخ

نبذة تعريفية عن دولة المماليك

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

دولة المماليك التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

المماليك ومفردها مملوك وتعني عبدا يملكه شخص آخر، وكان الخلفاء العباسيون أول من استخدم المماليك، واعتمدوا عليهم في توطيد نفوذهم، وخاصة في عهد الخليفة المأمون.

وقد جلبهم الفاطميون إلى مصر، ثم ازداد نفوذهم في عهد الأيوبيين بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي عام 1193م بحيث أصبح لكل حاكم ولاية قوة مملوكية تسانده، وكان هؤلاء المماليك يجلبون من بلاد القفجاق وبلاد ما وراء النهر.

وكانت تتم تربيتهم دينيا وتدريبهم عسكريا لخدمة السلطان، وتفوق الكثير منهم وتقلدوا مناصب رفيعة في الدولة الأيوبية وشكلوا جيشا اعتمد عليه السلطان نجم الدين أيوب 1240 – 1249م.

 

وحكم المماليك مصر مائتين وخمسين عاما، وأقاموا فيها دولتين هما المماليك البحرية 1250 – 1382م ودولة المماليك البرجية 1382 – 1517م وسميت الأولى بهذا الاسم لأنه كان يتم تدريب المماليك في منطقة الطباق في الروضة وسط نهر النيل.

وكان الفضل لهؤلاء المماليك في هزيمة الملك الفرنسي لويس التاسع في حملته الصليبية السابعة على مصر، حيث تم أسره في بيت القاضي (فخر الدين بن لقمان) ثم ترحيله إلى عكا بعد التفاوض مع زوجته لدفع دية قدرها خمسمائة جنيه.

 

وعندما توفي الملك الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب عملت زوجته شجرة الدر على استدعاء ولد زوجها توران شاه لحكم الدولة الأيوبية، وكان آنذاك حاكما لحصن حيفا في بلاد الشام، ولكنه كان سيء الخلق، ولم يحفظ لزوجة أبيه فضلها.

وعمل المماليك على التخلص منه بقتله في فارسكور بأيدي (بيرس البندقداري وقلاوون الصالحي وإقطاي الجمدار وعز الدين أيبك).

ولكنه ألقى بنفسه في البحر ومات غريقا ثم تولت السلطانة شجرة الدر الحكم باسم (السلطانة المستعصمية أم الخليل) حيث يعتبرها المؤرخون أول الحكام المماليك من الأتراك ثم جاء بعدها عز الدين أيبك وغيرهما من الحكام، وقد اتسع نفود المماليك ليشمل كلا من فلسطين وسوريا وجنوب آسيا الصغرى.

 

وقد لعبت دولة المماليك البحرية دورا كبيرا في حماية العالم الإسلامي من الأخطار الخارجية وخاصة الصليبيين والمغول، حيث قام الظاهر بيبرس بالاستيلاء على حصن الكرم ويافا.

وسقطت على يديه إمارة أنطاكية الصليبية، كما قضى السلطان المملوكي قلاوون على إمارة طرابلس الصليبية، والسلطان الأشرف خليل بن قلاوون على عكا التي كانت آخر معقل للصليبيين في بلاد الشام عام 1291م.

ولقد واجه سلاطين المماليك المغول في بلاد الشام بقيادة الظاهر بيبرس، حيث احتل غزة ثم واصل جيش المماليك تقدمه بقيادة قطز واشتبك مع المغول في موقعة عين جالوت عام 1260م، وكان النصر حليف المماليك حيث أسر قائد المغول كتبغا ثم تم قتله، وواصل المماليك تقدمهم في بلاد الشام حتى قضوا على المغول هناك.

 

ويعتبر السلطان برقوق مؤسس دولة المماليك البرجية (الشراكسة)، وانتشر في عهده الفساد وكثرت الفتن والقلاقل وجاء بعده العديد من السلاطين. 

أشهرهم السلطان برسباي الذي امتاز عهده بالهدوء والاستقرار ثم السلطان قايتباي الذي اتصف بالجرأة والشجاعة وثارت في عهده سوريا ولكنه تحالف مع الأتراك ضدهم ثم السلطان قانصوه الغوري الذي هزمه العثمانيون في معركة مرج دابق.

 

وبعده طومان باي آخر حكام دولة المماليك البرجية والذي تسلم عرش مصر في ظروف صعبة حيث انحاز العباسيون إلى السلطان سليم الأول العثماني. 

وجاء العثمانيون عام 1917م إلى مصر وهزموا المماليك في موقعة الريدانية 1917م. وقد أعدم السلطان طومان باي شنقا عند باب زويلة، وبذلك انتهت دولة المماليك في مصر وبلاد الشام.

وقد اشتهر المماليك بحبهم للعلم الأدب وتقريبهم لرجال الدين، وتركوا الكثير من الآثار التي تدل على ذلك مثل المدارس والمساجد والمستشفيات، كما اهتموا بتطوير الثروة الزراعية، والحيوانية، والصناعات الشعبية مثل المنسوجات الصوفية والقطنية والمصنوعات الجلدية ونشطت التجارة الداخلية والخارجية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى