البيولوجيا وعلوم الحياة

نبذة تعريفية عن حاسة التذوق لدى الإنسان

1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حاسة التذوق البيولوجيا وعلوم الحياة الطب

التذوق هو الإحساس بطعم المواد الذائبة الموجودة في الفم. ويتم التذوق للمواد الذائبة في الفم، عن طريق براعم الذوق التي تنتشر في ثنايا الحلمات التي تغطي سطح اللسان وتلك الموجودة في لسان المزمار وبطانة سقف الحلق والبلعوم.

ويوجد في الإنسان الواحد نحو عشرة آلاف من براعم الذوق.

وبرعم الذوق جسم دقيق، بيضاوي او برميلي الشكل، ويحتوي على خلايا تنتهي بزوائد شعرية تمتد إلى ثقب البرعم حيث تنغمس في سوائل الفم. وتمتد من براعم الذوق ألياف عصبية توصل الإحساس إلى مناطق معينة في الدماغ (المخ).

 

ويميز الإنسان أربعة طعوم: الحلو والحامض والمر والمالح.

وتوجد براعم الإحساس بالحلاوة على طرف اللسان، بينما تنتشر براعم تذوق الحموضة على حافات اللسان. أما براعم تذوق الملوحة فتوجد عى الجزء الأمامي العلوي منه.

 

أما براعم تذوق المرارة فتوجد على مؤخرة اللسان. كذلك يمكننا الإحساس بالمرارة والحموضة وبعض الحلاوة والملوحة عند سقف الحلق كما نحس بها جميعا في البلعوم ولسان المزمار.

وكل الطعوم التي نتذوقها هي تباديل ودرجات مختلفة من هذه الطعوم الأربعة الرئيسية، كما أن كل الألوان التي نراها تتألف من عدد قليل من الألوان الأصلية.

ففنجان الشاي أو القهوة، مثلا فيه حلاوة ومرارة، ومربى البرتقال فيها حلاوة وحموضة ومرارة. وهكذا.

 

ولكن هناك عوامل أخرى تسهم في إحساسنا بالطعوم. أهمها أن التذوق يعتمد اعتمادا  كبيرا على حاسة الشم أيضا.

والتذوق والشم تتشابهان في أنهما إحساس بمواد كيميائية ذائبة في الماء. فالطعام الذي نمضغه في أفواهنا تنتشر منه روائح إلى البلعوم ثم إلى الأنف، أي أننا نشمه أيضا.

وحاسة الشم عندنا أقوى كثيرا من حاسة الذوق، ولذلك فإن المصاب بالزكام، الذي يفقد مؤقتا قدرته على الشم، تضعف عنده حاسة الذوق ضعفا شديدا، فلا يشعر بتلذذ لما يتناوله من أطعمة.

 

ولكن الطعم يعتمد أيضا على شيء من الإحساس بالألم أحيانا. وذلك هو ما نشعر به من «حرقة» عندما نتناول الأطعمة الحارة او الحريفة المحتوية على الفلفل وغيره من التوابل.

والقليل من هذه الأطعمة يفتح الشهية، وينبغي تناولها باحتراس لأنها تؤذي جهازنا الهضمي كله أذى شديدا.

وتتكون النكهة الخاصة لكل طعام نتناوله ليس من مذاقه فقط، وإنما من قوامه وملمسه، وهذا نشعر به بواسطة أعصاب إحساس باللمس موجودة في الفم.

 

والمواد الحلوة ليست قاصرة على أنواع السكر، كالجلوكوز، وسكر القصب (الذي نستعمله عادة)، وسكر الشعير (أو المالتوز) وسكر اللبن (أو اللاكتوز).

فهناك مواد أخرى حلوة المذاق، كالجليسيرين وأنواع من الكحول والكلوروفورم وأملاح الرصاص السامة. ومادة «السكارين» أحلى من قصب السكر 600 مرة، ولكنها تترك إحساسا بالمرارة.

ويستطيع استخدامها في تحلية الشراب والطعام، الأشخاص الذين عندهم موانع صحية من تناول السكر، كمرضى البول السكري والبدينين. ولكن هذه المادة يخشى ان تكون لها بعض الأضرار، وهناك مواد اخرى للتحلية قد تكون أكثر امانا. ويستشار في هذا الطبيب المعالج.

 

ويحب الإنسان الطعوم المالحة والحامضة إذا كانت مخففة. وعلى عكس ذلك لا يقبل الإنسان المواد السكرية إذا كانت مخففة جدا. أما أشد المواد تأثيرا فهي المرة.

وفي الغالب لا يرتاح الإنسان أو الحيوان للمواد شديدة المرارة ويرفض ابتلاع الطعام المر.

وفي هذا حماية له، فكثير من النباتات المرة المذاق ضار أو سام. ولو أن القليل من بعضها قد يتخذ دواء نافعا.

 

ويضرب العرب بنبات الحنظل (أو العلقم) ونبات الصبار المثل في المرارة. أما ارتياح الإنسان للطعوم اللذيذة فمفيد، إذ أنه يفتح شهيته لتناول الغذاء اللازم لحياته. بل إن الإنسان أو الحيوان قد يميل إلى تناول طعام معين في وقت ما، ويكون ذلك لأن جسمه محتاج إليه.

وينفر الإنسان والحيوان عادة من الطعام الذي لم يسبق له تناوله فيتذوقه في حذر، وكذلك من الطعام الذي سبق أن سبب له مرضا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى