علوم الأرض والجيولوجيا

لفظة وبداية الجيولوجيا

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الجيولوجيا بداية الجيولوجيا لفظة الجيولوجيا علوم الأرض والجيولوجيا

– لفظة الجيولوجيا: 

الجيولوجيا لفظة لاتينية مكونة من مقطعين: الأول : جيو (Geo) ويعني الأرض. وهو مأخوذ من اسم الآلهة (جي) Ge ربة الأرض في الميثولوجيا الإغريقية. والثاني : لوجي (Logy) بمعنى علم.

وقد استخدمت كلمة الجيولوجيا في القرون الوسطى للتعبير عن أية دراسة لأمر أرضي – ولو كان قانوناً أرضياً أي من وضع البشـر – لتمييزه عن الأمور الإلهية (Theologia)

وقد استخدمها عالم الطبيعيات الإيطالي الدروفاندس (Aldrovandus) – الذي مات في مطلع القرن السابع عشـر الميلادي – بمنطوقها اللاتيني ومدلولها العصري في بعض مذكراته ومخطوطاته التي كتبها قبل وفاته (سنة 1605م) كما استخدمها العالم الدانمراكي اسكولت Escholt بمنطوقها اللاتيني في مؤلف عن جيولوجية النرويج ظهر في سنة 1657.

 

– بداية الجيولوجيا:

تجمع أغلب المصادر الغربية على أن العالم الاسكتلندي جيمس هتن (James Hutton) (1726-1797) هو المؤسس الأول لعلم الجيولوجيا الحديثة. ويدللون على ذلك بأن الاعتقاد السائد من قبل علماء الطبيعة في القرون السابقة لهذا العالم كان يتلخص في أن التضاريس الأرضية قد حدثت بفعل حوادث فجائية.

وعلى شكل كوارث، حيث تم تكوين الجبال والوديان والمحيطات نتيجة لهذه الحوادث، فلما جاء هتن قرر أن التضاريس الأرضية لم تنشأ بسبب الكوارث وإنما نتيجة لسلسلة من التغيرات المستمرة.

 

وفي الواقع فإن هذا الرأي الغربي مجاف للحقيقة. إذ أن علماء العرب والمسلمين هم الذي وضعوا الأساس العلمي للجيولوجيا الحديثة، وسنذكر هنا بعض النصوص العربية التي تدلل على ذلك.

1- يقول إخوان الصفا وخلال الوفا في رسائلهم:

"واعلم يا أخي أن هذه المواضع تتغير وتتبدل على طول الدهور والأزمان، وتصير مواضع الجبال براري وفلوات، وتصير مواضع البراري بحاراً وغدراناً وأنهاراً.

وتصير مواضع البحار جبالاً وتلالاً وسبخاً وأجاجاً ورمالاً". ومن الجلي أن هذا النص يمثل نظرية (هتن) المتعلقة بدور التغيرات المستمرة في تشكيل التضاريس الأرضية، كما أنه يشير إلى تغير مستوى سطح الأرض مع الزمن.

 

2- يقول البيروني في كتابه (الجماهر في معرفة الجواهر)

"حمل إلينا من آبار معادن الذهب بزوربان عدة حلزونات وجدت في بئر بعد حفر مئة وخمسين ذراعاً في مقادير الجوزة، إلا أن قشـرها غلاظ جداً حجرية بزيادة خطوط كالحفر في عرض لولبها. 

وقد خلت عن حيواناتها وامتلأت بالطين، ثم استحجر فيها ذلك الطين ولم أتحقق أكان استحجارها قبل استخراجها أو بسبب ضربة الهواء وقت الإخراج، فإن من تلك الأطيان ما يوجد ذلك التحجر فيه، ولم يحصل من مشاهدة ذلك إلا أن أرض تلك الآبار كانت وجه الأرض مكشوفة وقتاً ما.

 

وكان العظم والصغر يلحقها بحسب المكان والماء وكنه طبيعتهما. فإن الحلزونات البحرية تكون أعظم جثة وأغلظ خزفاً وأصلب"

إن هذا النص يدل على أن البروني استطاع أن يحدد معالم سطح الأرض القديم استناداً إلى الأحافير، أي أنه استخدم الأحافير في الدراسات البالوجرافية التي تعتبر من الدعائم الأساسية في الجيولوجيا التأريخية.

 

3- يقول ابن سينا في كتابه (الشفاء)

" ليس استحالة الأجسام النباتية والحيوانية إلى حجرية أبعد من استحالة المياه" ويبدو من هذه العبارة أن ابن سينا يؤكد المنشأ العضوي للأحافير حيث يعتبرها حيوانات أو نباتات قديمة متحجرة.

 

4- يقول اخوان الصفا في رسائلهم:

"واعلم يا أخي أن الأودية والنهار كلها تبتدئ من الجبال والتلال وتمر في مسيلها نحو البحار والآجام والغدران، وأن الجبال من شدة إشراق الشمس والقمر والكواكب عليها بطول الأزمان والدهور تنشف رطوبتها وتزداد جفافاً ويبساً وتنقطع وتتكسـر، وخاصة عند انقضاض الصواعق.

وتصير أحجاراً وصخوراً أو حصـى ورمالاً. ثم إن الأمطار والسيول تحط تلك الصخور والرمال إلى بطون الأودية والأنهار.

 

ويحمل ذلك شدة جريانها إلى البحار والغدران والآجام، وأن البحار لشدة أمواجها وشدة اضطرابها وفورانها تبسط تلك الرمال والطين والحصـى في قعرها سافاً على ساف، بطول الزمان والدهور ويتبلد بعضها فوق بعض.

وينعقد في قعور البحار جبالاً وتلالاً كما تتبلد في هبوب الرياح ادعاص الرماح البراري والقفار" ويقصد بادعاص الرمال الكثبان المتجمعة (من الرمال) ففي هذه الفقرة يرسم اخوان الصفا صورة شاملة لثلاث عمليات طبيعية معقدة تسهم في تشكيل وتكوين الصخور الرسوبية وهي التجوية والنقل والترسيب.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى