الطب

مهارات التصدي لمرض السكري

2013 أنت والسكري

نهيد علي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

القراءة المفيدة لك

هل يمكنك أن تقضي يوماً بل ساعة دون أن يكون لديك كتاب تتصفحه، فإذا كان الجواب أنك لا تستطيع قضاء يوم أو حتى ساعة بدون تصفح أحد الكتب، فإنك ستكون حائزاً على أقوى المهارات الشخصية التي تفيدك في التصدي للسكري، فحبك للكتب يشبه تماماً امتلاكك لسلاح سري، فالمعرفة هي سلاح حقيقي.

إن اطلاعك على الكتب والمجلات ذات الصلة بالسكري، بل ذات الصلة بأي موضوع عام غير اختصاصي، سواءً كان له علاقة باليوغا أم بالعناية بالحدائق، سيمدك بمعلومات بالغة الأهمية، وبالدعم الضروري، وبالإلهام والتحفيز.

ويمكنك أن تبحث عن الكثير من هذه الكتب من خلال الإنترنت، أو من خلال قضاء ساعة أو ساعتين في تصفح محتويات المكتبات المحلية، ولاريب أنك ستحصل على ما تبحث عنه بالضبط. إن القدرة على الحصول على المعلومات الطبية بسهولة من أكثر أسلحة الحرب على السكري فعالية.

 

التواصل مع الناس الذين يتمتعون بالتحفيز

إن من الصعب أن تبقى متمتعاً بالتحفيز وبالطاقة الكافية دون الاستعانة بغيرك، ولكنك بالمقابل تستطيع أن تستفيد من ما لديك من طاقة ذاتية لتساعد بها نفسك. وعندما تنضم إلى مجموعة مناقشة بؤرية حول الصحة فإنك ستقيم روابط تجمع بينك وبين الآخرين

وستتبادل الآراء معهم، وستحافظ على حالة الإثارة والاهتمام بنمط الحياة الاكثر صحة الذي تتبعه، وما عليك إلا أن تزور المجموعات المحلية في المنطقة التي تعيش فيها حتى تتأكد من أن الانضمام إليها هو الاختيار الصحيح بالنسبة لك

وبالمقابل يمكنك تحقيق ذلك من مجرد الانضمام إلى مجموعة عبر الإنترنت، فهناك الكثيرون ممن يتمتعون بأذهان تميل للمودة، وهم ينتشرون في شتى أرجاء العالم

وينتظرون من هم أمثلك ليتمتعوا بلقياك، وببساطة يمكن القول أن مسيرة الحياة تصبح أسهل وأكثر تلبية لحاجاتك إذا وجدت أصدقاء تتبادل معهم الخبرات والتجارب.

 

التمسك بالخطة رغم الصعوبات

قد يحرمك السكري من بعض المتع التي ينعم بها الناس في الحياة، إلا أن ذلك لا يبرر أن تندفع للتفكير بأن حياتك ضرب من العذاب، ففي كل باب موصد نافذة مشرعة لا تراها إلا إذا أمعنت النظر والتفكير وحافظت على انفتاح الذهن، وعندها ستكتشف الكثير من الطرق لتعيش حياتك وأنت تجمع بين الاستمتاع وبين الصحة.

والآن لنتخيل أنك تعيش مناسبة خاصة مثل حفلة عيد ميلاد لأحد الأصدقاء أو المحبين، فماذا يمكنك أن تفعل؟

فهل صحيح أنك لا تستطيع أن تحتفل بالطريقة التي يحتفل بها زملاؤك والتي كنت أنت تحتفل بها قبل أن تعرف بأنك سكري، أم أنك تستطيع الاحتفال بعيد الميلاد مثلما يحتفل به غيرك؟

فأنت إذا استعملت ما لديك من مواهب في الابتكار والتخيل يمكنك أن تساهم في أي مناسبة اجتماعية دون أن تكسر شيئاً من القيود التي يفرضها عليك السكري.

 

وإليك بعض الأفكار المفيدة للاحتفال بالمناسبات الخاصة:

1. إذا كنت أنت من يستضيف الحفلة فيمكنك أن تحضِّر الأطباق والمشروبات بنفس الطريقة التي تحضرها لنفسك، مع تذكر أنك لا تحضر "خطة لوجبة سكرية"، بل إنك تحضر وجبة صحية بالمفهوم العام لدى جميع الناس.

فيمكنك أن تقدم المقبِّلات من أقراص المعجنات التي تغلفها الخضروات، وملفوف ورق العنب، وسلطة الخس، ولفافات السوشي، والمعجنات المقرمشة، والخرشوف أو الأرضي شوكي، والهليون المخلل، والخضروات الطازجة المغموسة في صلصة خفيفة التركيز.

وهناك قوائم طويلة من الأصناف التي يمكنك أن تقدمها لضيوفك دون أن تتجاوز الحدود التي تحرص على الالتزام بها، ودون أن يشعر ضيوفك بأنهم قد أجبروا على التلاؤم مع الأوضاع التي تعيشها.

أما بالنسبة للطبق الرئيسي فحاول تقديم أطباق الخضار والأطباق التقليدية، كما هو الحال بالنسبة للأطباق الهندية والأطباق الصينية، وبالنسبة لأطباق الحلويات يمكنك تقديم سلطة الفواكه مع المخبوزات المقرمشة الرقيقة، أو من الكعك المزين بصلصة التوت، فكيف يمكن القول بأنك لا تستطيع الاستمتاع بالحياة مع تناول الطعام الصحي في الوقت نفسه!.

2. أما إذا كنت مدعواً لتناول طعام محضر في المنزل فيمكنك أن تحضر شيئاً يجمع بين التغذية ومراعاة السكري في الوقت نفسه، ويمكنك أن تشرح لأصدقائك ولأسرتك على الدوام أن تناول الطعام الصحي له إثارة خاصة.

3. والآن ماذا عن أيام العطلات مثل عيد الشكر وعيد الميلاد والتي تتسم في غالب الأحيان بسمات الأعياد، دون أن تسمح لك بالمشاركة الفعلية فيها؟ لا شك بأنها قد تؤثر على الروح المعنوية لديك، عندما تجلس على مائدة فيها ديك رومي دون أن تستطيع فعل شيء، ولكن من يستطيع أن يمنعك من تحضير أطباق شهية وصحية في نفس الوقت، وأن تحتفل بالمناسبات السعيدة. أجل يمكنك أن تصمد أمام الرغبة لتناول طعام يأكله الناس من حولك، وأن تتجنب العزلة، وأن تحافظ على ما لديك من روح التحفيز على الدوام.

4. حاول أن لا تفوتك أية وجبة، إذ أن تفويت الوجبات يؤدي إلى الإخلال بالتوازن الاستقلابي ويفسد عليك خططك، فإذا تركت تطبيق الخطة فإنك ستجد صعوبة بالغة في العودة إلى تطبيقها ثانية.

5. تذكر أنه يمكنك أن تتناول الكثير من الأطعمة الجيدة، وأن الإفراط في الطعام يؤدي إلى الضرر مهما كانت الأصناف صحية، وأن اتباعك للاستراتيجية التي ذكرناها ستمدك بالتحفيز الدائم، وعليك أن لا تنسى الحصص التي تتناولها من الطعام.

 

التحفيز على التجوال

إن الاحتفاظ بروح التحفيز أمر صعب، لأن العمل على العيش يتطلب ببساطة الالتزام بقواعد خاصة بالنظام الغذائي، وبممارسة النشاط البدني، وبجوانب أخرى من الحياة يراها معظم الناس ممن حولنا أموراً بدهية لا بد منها. إلا أن ذلك لا يتضمن أية قيود على التجول والاستمتاع برؤية العالم.

فلا يوجد شيء في العالم يعيق السكريين من التجول في جميع أرجاء العالم، ولكنك قبل أن تشرع في السفر يرجى مراعاة الأمور التالية:

احرص على زيارة طبيبك قبل أن تسافر، حيث يجري لك القياسات للعلامات الحيوية، وبعض الاختبارات على الدم، وذلك قبل السفر بأيام لتتأكد من أن مستوى السكر في دمك قريب من المستويات السوية، وإذا كنت تأخذ الإنسولين أو غيره من الأدوية فعليك أن ترسم الخطط المناسبة عندما تنوي السفر جواً، وعليك أن تطلب من طبيبك أن يزودك بتقرير يصف حالتك الطبية ويوضح الاحتياطات الطبية التي ينبغي عليك أن تتخذها.

وإذا كنت بحاجة إلى أخذ بعض اللقاحات (التطعيمات)، فاحرص على أخذها قبل أسابيع عدة من سفرك، فقد يكون لبعض اللقاحات تأثيرات ضائرة وعابرة على حالة السكري لديك. وينبغي عليك أن تعرف كيف تصحح مستوى السكر لديك وكيف تعطي الإنسولين لنفسك عندما تسافر لوحدك.

ثم عليك أن تتأكد من اصطحاب كل ما يمكن أن تحتاج إليه لتدبير حالة السكري لديك أينما ذهبت في العالم.

وكلما ازدادت معارفك حول السكري ازدادت قدرتك على السفر بدون أي حدود.

 

النوم: من العوامل المحفزة الأخرى

في خضم عالمنا الذي نعمل فيه عملاً لا يكاد أن ينتهي، نجد أن الشعار السائد هو "قلة النوم"، وهو شعار ينافي الصحة. فالنوم من المتطلبات الأساسية شأنه شأن الأكل والتنفس، ولا سيما عندما يكون جسمك بحاجة إلى الاستمرار في أداء وظائفه بطاقته الكاملة في جميع أوقات اليوم.

وأخذ قسط كاف من النوم ضروري للتمتع باليقظة وبالطاقة، وهو ما تحتاج إليه للتمتع بيومك على أفضل وجه. وعند الحديث عن النوم فإن هناك أموراً ينبغي أن نفعلها، وأموراً أخرى علينا أن نتجنبها، كما سبق لنا الحديث عن الأمور الأخرى.

لاريب أن تناول كوبين من القهوة السريعة التحضير بعد الاستماع إلى أخبار المساء سيسبب لك الأرق، وحتى عندما تخلد إلى النوم فإنك ستنهض منه متوتراً قبل منتصف الليل أو بعده بقليل، ولعل البديل الأفضل هو حمام فاتر مع أملاح إبسوم التي تسبب الاسترخاء في العضلات وتنشط إنتاج هرموني السيروتونين والميلاتونين، وهما الهرمونات اللذان يخففان من القلق ويؤهبان الجسم للنوم.

وتشير البحوث إلى أن ساعة واحدة فقط من النوم ذات أهمية كبيرة إذا كانت قبل منتصف الليل أو بعده مباشرة، وعليك أن تنظم وقتك لتحضير البيئة المناسبة للنوم، فهل يمكنك مثلاً أن تنام والإضاءة على أشدها في المنزل؟ أم لا بد أن يكون البيت مظلماً؟ فلا بد لك أن تتعرف على ذلك وأن تضمن توافره حتى تنعم بالنوم.

 

التماس الإلهام

إن العثور على الإلهام الصحيح لتصحيح أوضاع السكري يمكن أن يستحوذ على اهتمامك، فالمجموعات الصحية والمجتمعات المدنية يمكن أن تقدم لك الخيارات لحياة أكثر صحة، في حين تبحث عن الأجوبة الأكثر عمقاً في حياتك الشخصية.

فالإيمان بالله وأنه الملاذ لك عند الحاجة سيفيدك بصرف النظر عن المذهب الذي تنتمي إليه.

إن العيش مع السكري يغلب أن يكون على شكل صراع ،أو يشبه الصعود إلى قمة الجبل. وحتى عندما تمر باوقات صعبة قد يخامرك شعور بالاستسلام، بعد أن قمت بكل شيء كان بإمكانك القيام به، وعندها تكون بحاجة ماسة للمشورة من أحبائك، بل وحتى من طبيب معالج، ولعلك تسمع منهم جميعاً التوصيات بالالتزام بالإيمان وبالإيجابية.

فماذا عساك أن تفعل؟

هل سيكون بإمكانك أن تعلق الآمال على قدوم غد مشرق لم تره من قبل، وأنت تعلم أن الأطباء لا يكتبون وصفات تحتوي على أدعية أو صلوات، إلا أن الأدعية والصلوات كثيراً ما تساعدك على التخلص من ضيق الصدر وتعطيك درجة من الراحة النفسية، فالله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.

 

وللإيمان دور كبير في حياة السكريين وهم يمرون بأحداث تعجز التعليلات العادية عن تفسيرها، ويسمع الكثير من عبارات مشجعة مثل "الكرامات والمعجزات"، ويأمل الكثير منا أن يحدث بعضها لنا، وعلى كل حال فإن الإيمان لا يدفعك لخسارة أي شيء ويعدك بالكثير من الفوائد، وفي واقع الأمر لقد حقق الكثير من الكتاب أرباحاً طائلة من بيع كتبهم التي تتحدث عن الأمور الغيبية.

وقد لا تكون مضطراً لتجشم عناء الأسفار في رحلة دينية، بل إن كل ما تحتاجه أن تعتق نفسك من العالم المادي لفترة قصيرة وتعيش بروحك، فالحياة الروحية تحمل لك السلام والتركيز على الأخلاق وعلى الطيبة، وهي بذلك أكثر من مجرد تجربة نفسية، بل هي إحدى طرق التواصل مع السكريين الآخرين.

وحتى الذين لا يميلون للإيمان لا تفوتهم فرص الحصول على التحفيز الذي تبعثة ابتسامة طفل صغير أو الاستغراب الذي تثيره أحداث تثير الدهشة.

البحث عن العقلانية من خلال تحفيز الذات والتخطيط للذات ووسائل أخرى كثيرة غيرها

ما هو الشيء الذي يعطي لحياتك معنى وقيمة؟ وما مبلغ سعادتك بحياتك في الوقت الحاضر؟ وما مدى رضاك بما لديك؟ أم أنك تعوِّل على أشياء لا تملكها بالفعل؟

فإذا كنت تفكر على الدوام تفكيراً إيجابياً وتكرس نفسك للتغيير للأفضل في صحتك وفي حياتك فإن بإمكانك تحسين أحوالك عندما تجد المعنى العقلاني في كل ما تصادفه من أحداث في حياتك.

كيف تجد التوازن في حياتك؟ ولا ريب أن الجانب الروحي من حياتك يحمل الجواب في طياته، فالتحفيز الذاتي ليس لصاقة أو اسماً له ملكية مسجلة تتبع إحدى المذاهب دون غيره، رغم أنه فريد بالنسبة لكل شخص على حدة. بل إنه جزء منك ترسمه بنفسك، وتستخدمه لتتقوى به على مواجهة التحديات.

 

إن التحفيز الذاتي هو البنية الأساسية لشخصيتك الحقيقية، وللكيفية التي تريد أن ترى العالم عليها، وكيف تؤثر على تفاعلك تجاهها.

ومع السكري، يميل العالم من حولك لأن ترى العالم أصغر وأكثر كآبة وقتامة. وقد لا تبدو الأمور التي كنت تراها من قبل عقلانية أنها ذات قيمة واقعية. كما أن الأشياء التي كانت تبدو بالنسبة لك حقيقة تصبح موضع شك وتساؤل، كما أن الحياة المستقبلية قد تبدو لك مليئة بالمعاناة التي كان يمكن لغيرهم أن يتفادوها.

وقد تجد نفسك تتساءل بعض الأسئلة مثل:

– لماذا أصبت أنا بالسكري من بين الناس من حولي؟

– لماذا تأثرت أسرتي بالسكري من بين الأسر من حولها؟

– لماذا حدث كل هذا؟

– هل سيستمر هذا إلى الأبد؟

– لماذا يصاب الناس الطيبون بأشياء سيئة؟

– كيف سأواجه حياتي؟

– كيف سأواجه هذا المرض؟

 

ولقد عرفت المؤسسات الداعمة للتخلص من الإدمان على الكحول وعلى المخدرات دور التحفيز الذاتي من أجل مساعدة الناس في التخلص من عاداتهم السيئة وفي السير نحو التحسن.

ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن تعتبر أهدافك المستقبلية بمثابة عكازين تستند عليهما، بل يجب أن تكون لديك خطط واضحة تترجمها إلى أعمال، ومن الغباء أن تنظر إلى التحفيز الذاتي على أنه الطريق الوحيد لتحقيق الانتصار على السكري، بل إن ذلك قد يؤدي إلى تدمير صحتك، وهكذا فإن تحسين حياتك وتحسين صحتك يتطلب التخطيط لنفسك وبذل الجهود من قبلك.

ويمكن للتحفيز الذاتي وللتخطيط الذاتي أن يقدم الموساة للمرضى الذين يعانون من الألم ومن المرض المزمن، فالتحفيز الذاتي يعلمنا أن المرض ليس عقوبة بسبب جرم أخلاقي حقيقي أو متصور، وأنه ليس سوى نتيجة لتبدلات بيولوجية.

إن الترابط بين العقل والجسد أكثر بكثير مما يتخيل البعض، وهناك الكثير من الناس الذين يدعون أنهم شفوا حقاً من خلال الإيمان وتمثل حالاتهم تحدياً للتفسير العلمي. فحينما يكون لديك التحفيز فإنه سيكون أسلوباً لتحسين حالتك، وذلك التحسين قد يأتي عبر قناة مباشرة مقدسة، ولا جدال حول المنافع التي قد تنجم من تلك الاعتقادات، فمن خلال التحفيز الذاتي يمكنك إضفاء المزيد من القيمة المعنوية على حياتك، وعلى صحتك، وعندها يمكنك أن تتعامل على نحو أفضل مع المشاعر ومع التحديات التي قد تواجهك.

ومما يدعو للسخرية أنه مع استمرار تزايد السكان في العالم فإن الأسر تتقلص، وتتباعد حياة بعضهم عن بعض، مما يجعل الكثير من الناس قانطين من الحصول على الدعم الواسع النطاق من شبكات الأصدقاء والأقارب، وهو ما كان موجوداً بالسابق.

ولعل ذلك التغيير هو الذي يدفعنا إلى التماس وسائل التشجيع، وهو الذي يشكل تحدياً للافتراضات التي تتمتع بالأهمية في حياتنا، وهي أشياء تبدو بلا شك مختلفة بعد تحديد الأولويات لدينا.

 

وتشكل المكاسب المادية الدافع الرئيسي للكثير من الناس، وينطبق ذلك على السكريين، إذ قد يدفع الغنى أو الشهرة أو المكانة الرفيعة أو احتلال مكانة رمزية في المجتمع إلى جانب ما يؤدي إليه السكري من تقلب في المشاعر إلى البحث عن معجزة معاصرة تخلصهم من مرضهم وتعيدهم إلى حياتهم التي كانوا عليها من قبل.

وعندها قد يتعظ المحظوظون من التجارب التي مروا بها وينصرفون عن ذلك إلى البحث عن أسلوب آخر أكثر جدية. ولا بد من أن تتذكر على الدوام أنك الوحيد المسؤول عن حياتك، مهما كانت حالتك.

فالتحفيز الذي تبحث عنه ستجده لا محالة في محافظتك على التركيز على بؤرة اهتمام محددة، وعلى عثورك على الإيمان، وعلى تحملك لمسؤوليتك الشخصية عن جميع الأساليب التي تساعدك في الوصول إلى أهدافك.

فكل شخص معرض للتساؤل عندما يسير في طريق طويل بين الحين والآخر عن إمكانية العثور على طريق مختصر، وعندها قد تتجاوز بعض القواعد في نظامك الغذائي، أو تتكيف في القواعد التي وضعتها لنفسك إلى حد ما، فتستمتع بأشياء كنت تراها بعيدة عن المنال الذي تستحقه، وتظن أن الخرق الضئيل للقواعد قد لا يعتبر خرقاً حقيقياً، والمشكلة هنا أن العادات السيئة تميل للعودة مراراً وتكراراً، ولعل هذا ما دفع الناس لإطلاق كلمة "العادة" عليها.

فإذا كنت تظن أنك ستنجح في تفاديها لمرة واحدة، فإنك ستعاود تكرارها مرات أخرى بنفس الظن، حتى تتلاشى خطة التحفيز برمتها.

 

وهنا لا بد أن تعتبر أن للتقيد بالنظام ولضبط النفس أهمية قصوى، فلا يمكنك التقدم دون الاعتماد على هذين الأمرين، فإذا واصلت تجاهل الدلائل الإرشادية الموجهة نحو السكري والتي هي كفيلة بتوصيلك إلى حياة أكثر صحة، فسيتعذر عليك أن تصل إلى حالة صحية أفضل مما أنت عليه، بل إنك ستفقد إدراك سبب عدم حصول التحسن رغم توافر المقومات التي تؤدي إليه عادة.

وفي ختام الأمر فإنك وحدك الذي تستطيع أن تقرر ما الذي تود أن تفعله، فإذا وجدت أن ذلك يتطلب منك بذل جهود كبيرة، أو أن وزنك أكثر مما يفترض أن يكون لتتمتع بصحة جيدة، فيمكنك أن تفعل ما تريد أن تفعله على نحو جيد، إلا أنك ينبغي أن لا تتأثر بالتشاؤم، فقد تندهش بما يمكنك أن تنجزه، دون أن تبذل أي جهد سوى أن تقف موقفاً إيجابياً.

وفي كل حال فإن الهداية الروحية ستساعدك في اتخاذ المواقف التي ينبغي عليك اتخاذها لتحرز التقدم انطلاقاً من الموقف الذي تقفه حالياً.

وعندما يكتمل لديك الترتيب العقلي لما يمكنك أن تفعله سيصبح من السهل عليك أن تقطع بقية الطريق، وعليك أن تحافظ على الروح الإيجابية، وعندها لن يصبح السكري أكثر من تجربة تقضيها.

ولا بد لنا في نهاية الأمر من الحديث عن التأمل والتفكُّر، فهما مدخل للكثيرين ممن يفضلون العثور على مكامن القوة لديهم، وعليك أن تركز تفكيرك على اللحظة الحاضرة، وأن توليها الاهتمام اللازم، وأن تتيح لدخيلة نفسك اتخاذ القرار، وأن تفسح مجالاً لاتحاد النفس والجسد، ولا تسمح بتبعثر العالم من حولك، وهذا هو الطريق الحقيقي لتجميع القوى والتحفيز اللازمين لمتابعة حياة أكثر صحة بصحبة السكري.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى