الطب

السكري من النمط (2) لدى اليافعين ومضاعفاته

2013 أنت والسكري

نهيد علي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

تظهر أعراض السكري من النمط 2 لدى اليافعين تدريجياً، وتكون أقل وضوحاً مما هي عليه الأعراض في السكري من النمط 1.

ويكون المؤشر الأول للإصابة بالسكري من النمط 2 لدى اليافعين هو البدانة المفرطة أو البدانة التي ترافق وقت التشخيص، ويختلف اليافعون الذين يصابون بالسكري من النمط 2 عن أقرانهم المصابين بالسكري من النمط 1 بعدم ظهور نقص الوزن عليهم، وعدم شكواهم من العطش الشديد أو من الجوع الشديد أو من تكرر عدد مرات التبول أو زيادة كمية البول، إلا إجراء الاختبار على البول يثبت وجود السكر فيه.

وهناك مؤشر شائع آخر على السكري من النمط 2 وهو الشُّواك الأسود الذي يشاهد لدى 67% من مرضاه، وتتسم أعراض الشُّواك الأسود ببقع جلدية داكنة اللون مخملية الملمس تظهر بشكل عام على العنق وحفرة الإبط أو على أجزاء الجسم الأخرى التي يكون الجلد فيها معرضاً للاحتكاك أو في ذروة حفرة تشريحية في الجسم، ويمكن لهذه التبدلات الجلدية أن تحدث في أي عمر وبأسباب أخرى، فقد تشير إلى الإصابة بارتفاع مستوى الإنسولين في الدم، وهي المرحلة الطليعية التي تسبق السكري.

ويمكن أن نشهد الصورة الكاملة للسسكري من النمط 2 لدى الأطفال بدءاً من سن 10 سنوات، وفي المرحلة الباكرة من البلوغ، إذ تتفاقم حالة المقاومة للإنسولين مع تقدم الطفل نحو المراهقة، كما يميل الأطفال البدينون للإصابة بزيادة المقاومة للإنسولين، والأطفال الذين ينحدرون من أبوين أحدهما على الأقل مصاباً بالسكري، أو لديهم أقارب من الأسرة سيصبحون أكثر من غيرهم مصابين بالسكري في فترة البلوغ، وقد يكون في السوابق الأسرية لهم أجيال من المصابين بأحد نمطي السكري.

ويمكن للأصل العرقي أن يؤدي دوراً هاماً في الإصابة بالسكري، فالأمريكيون من أصل أفريقي أو من أصل إسباني أو من أصل آسيوي أو من الآيسلنديين في المناطق المطلة على المحيط الهادئ، والسكان الأصليين في الأمريكيتين معرضون لهذا النمط من السكري.

 

مضاعفات السكري من النمط 2 لدى اليافعين

يمكن أن يتعرض الأطفال المصابون بالسكري من النمط 2 لمخاطر كبيرة إذا لم يتم معالجتهم أو تدبير حالاتهم تدبيراً جيداً، فعندها قد يصابون بمضاعفات خطيرة، تشابه ما يتعرض له المصابون بالسكري من النمط 1.

وقد أسفرت دراسة سويدية أجريت مؤخراً حول الأمراض الكلوية لدى صغار البالغين عن نتائج مثيرة للقلق، فقد شملت تلك الدراسة أكثر من 600 سكري تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاماً، بعد تصنيفهم في مجموعتبن تضم إحداهما المصابين بالسكري من النمط 1 وتضم الأخرى المصابين بالسكري من النمط 2 واستمرت لفترة 9 سنوات، واتضح للباحثين أن 6.5% من المصابين بالسكري من النمط 1 و 16% من المصابين بالسكري من النمط 2 لديهم مرض كلوي.

وتناولت دراسات مماثلة اعتلال شبكية السكري المنشأ، وهو مرتبط بحدوث العمى إذا ما أهمل ولم يعالج في أقرب وقت ممكن، فوجدت أن 15% من المصابين بالسكري من النمط 2 مقابل 15% من المصلبين بالسكري من النمط 2 لديهم اعتلال شديد في الشبكية وأن معظم المصابين بالسكري من النمط 1 لديهم شكل أخف وطأة من اعتلال الشبكية السكري المنشأ.

وتوضح هذه الدراسات إمكانية إصابة الأطفال المصابين بالسكري من النمط 2 بالمضاعفات التي تنتج عنه، كما تذكرنا بأن صغر العمر في بدء الإصابة قد يرتبط بضعف القدرة على مكافحة الأعراض، ويختلف الأطفال المصابون بالسكري من النمط 2 والذين قد يحتاجون للإنسولين عن البالغين المصابين بهذا النمط من السكري بأن البالغين قد لا يحتاج 80% منهم إلى المعالجة بالإنسولين إلا في فترة متأخرة من حياتهم.

وفي الوقت الحاضر بدأ الأطباء بمعالجة الأطفال المصابين بالسكري من النمط 2 بالأدوية ذاتها التي يصفونها لمن هم أكبر منهم بالعمر. وأصبح بمقدورنا اليوم أن نجد أطفالاً يعالجون السكري من النمط 2 لدى اليافعين بالأقراص الخافضة لسكر الدم مثل متفورمين (غلوكوفاج)، للمحافظة على المستويات المنخفضة من سكر الدم، إلى جانب الأدوية التي تعطى لخفض ضغط الدم وأحياناً مع الأدوية الخافضة لمستوى كوليستيرول الدم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى