الطب

السكري الحملي: أسبابه وكيفية الكشف عنه والوقاية منه

2013 أنت والسكري

نهيد علي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

يصاب في الولايات المتحدة الأمريكية 3 – 8 بالمئة من الحوامل بالسكري الحملي، والذي يسمى أيضاً "عدم تحمل الكربوهيدرات الذي تتفاوتت شدته وتلاحظ علاماته لأول مرة خلال فترة الحمل"، وقد تعرف الأطباء لأول مرة على السكري الحملي في عام 1946، ولا يختلف تشخيصه عن السكري من النمط 1 ومن النمط 2

وفي الحقيقة فإن الكثير من وفيات الأجنة داخل الرحم تنتج من إصابة الحوامل بالسكري أثناء الحمل، ولعل هذا هو السبب الذي يفسر الجدل الذي يدور بين الخبراء حول كون السكري الحملي هو النمط 3 من أنماط السكري إلى جانب النمطين 1 و2.

ويعزى السكري الحملي إلى زيادة الوزن وإلى التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل. فزيادة الوزن والتغيرات الهرمونية من المراحل الطبيعية للحمل، إلا أن السكري قد يظهر إذا أثرت هذه التغيرات على إنتاج الإنسولين، ففي السكري الحملي لايستطيع الجسم الحصول على الطاقة التي يفترض له أن يحصل عليها بسبب الخلل في أداء الإنسولين لوظائفه.

أما العوامل التي تؤهب لحدوث السكري الحملي فهي تشابه العوامل المؤهبة لحدوث النمطين الآخرين من السكري. فإذا كنت ياسيدتي تشكين بأنك معرضة لعوامل الخطر فعليك أن تجري اختبار سكر الدم خلال زيارتك الأولى لرعاية الحمل، فإذا كان مستوى سكر الدم سوياً فينبغي إعادة الاختبار مرة أخرى في الفترة بين الأسبوع الرابع العشرين إلى الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، أما إذا كان مستى تعرضك للمخاطر في الحدود المعتدلة، فيمكنك الاكتفاء بإجراء اختبار سكر الدم في الفترة بين الأسبوع الرابع العشرين إلى الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل فقط.

وتجرى الاختبارات لكشف السكري الحملي عادة استناداً إلى عوامل الخطر، فيمكنك أولاً أن تجري اختبار سكر الدم على الريق (الصيامي) أو أن تجري اختبار الغلوكوز العشوائي (في أي وقت من الليل أو النهار)، أو أن تجري اختبار التحري بالتحدِّي بالغلوكوز، أو أن تجري اختبار تحمل الغلوكوز عن طريق الفم.

 

ولإجراء اختبار سكر الدم على الريق (الصيامي)، ينبغي عليك أن تمتنعي عن تناول أي طعام أو شرب أي سوائل لمدة ثماني ساعات، قبل إجراء الاختبار، أما اختبار الغلوكوز العشوائي فيتم فيه قياس مستوى الغلوكوز في أي وقت من الليل أو النهار. وتكفي هذه الاختبارات عادة للتعرف على إصابة الحامل بالسكري، إلا أن الطبيب قد يطلب منك إجراء اختبارات أخرى.

ويتم إجراء اختبار التحدِّي بالغلوكوز بشرب محلول سكري فائق الحلاوة ثم اختبار مستويات السكر بعد مرور ساعة، ويمكن إجراء هذا النمط من الاختبارات في أي وقت من الليل أو النهار، فإذا كانت النتائج أكثر مما هو معتاد، يصبح من الواجب إجراء المزيد من الاختبارات.

وبالنسبة للاختبار الكامل لتحمل الغلوكوز، فإنك تستطيعين تناول الطعام الطبيعي لمدة لاتقل عن ثلاثة أيام قبل إجراء الاختبار، ثم تمتنعين عن تناول الطعام لمدة ثماني ساعات قبل أن تشربي السائل الشديد الحلاوة، وبعدها يقيس الطبيب مستوى سكر الدم لديك بعد ساعة ثم بعد ساعتين ثم بعد ثلاث ساعات. وعندما يجد الطبيب أن نتيجتين من النتائج الثالثة أكثر من المستوى السوي فقد يفكر بتشخيص السكر الحملي لديك.

والآن قد تتساءلين عما قد يحدث للطفل الذي تحمله الأم التي شخص لديها السكري الحملي، فإذا أهمل السكري الحملي ولم يعالج فإن الطفل يتعرض لخطر الإصابة بالعديد من المضاعفات، مثل عدم التوافق بين وزن الطفل وبين عمر الحمل، وانخفاض مستوى السكر لديه، وصعوبة التنفس.

 

ويغلب أن لا تظهر أية أعراض على الأم رغم إصابتها بالسكري الحملي، وهذا ما يعرضها لخطر كبير لارتفاع ضغط الدم لديها، كما يعرض الطفل لازديا وزنه، إذا لم تعالج في الوقت المناسب.

ولهذا السبب فإن الطبيب يجري بعض الاختبارات الأخرى مثل الفحص بالأمواج فوق الصوت لمراقبة تطور ونمو الجنبن، فالاختصاصي في الأمواج فوق الصوتية يراقب وزن الطفل مراقبة لصيقة ويسجل نمو الطفل داخل الرحم، كما أنه سيجري بعض الاختبارات التي تسبب الشدة لدى الطفل، وسيسجل عدد مرات تحركه داخل الرحم ليتعرف على مستوى الحركة لديه.

وعليك أن تجري اختبار سكر الدم بعد مرور 6-12 أسبوعاً على ولادة طفلك، وستجدين أن السكري الحملي سيختفي بعد انتهاء الحمل، ولكن عند إهمال معالجته قد يتحول أحياناً إلى السكري من النمط 2، وقد يعاود الظهور في الحمل التالي.

أما معالجة السكري الحملي فتتضمن تخطيط وجبات طعام صحية، وممارسة الرياضة وعند الضرورة أخذ حقن الإنسولين. ولأنك تحملين طفلك في هذه الفترة فإنه ينبغي عليك أن تستشيري الاختصاصي بالتغذية ليقدم لك الإرشادات حول المتطلبات الغذائية والنظام الغذائي الملائم للطفل.

إن تناولك الطعام الملائم أثناء الحمل سيساعدك على حفظ مستوى سكر الدم لديك ضمن الحدود السوية، كما أن الاختصاصي بالتغذية سيقدم لك نصائحه حول كمية وتوزيع الوجبات التي يمكنك أن تتناوليها، وعلى وجه العموم ستتمثل تلك النصائح بإنقاص الحلويات، وتناول ثلاث وجبات كاملات مع ثلاث وجبات صغيرات بينهن كل يوم، والاهنمام بكمية الكربوهيدرات التي تتناولينها كل يوم.

 

ونقدم لك في مايلي الإجراءات التي يمكنك أن تتخذيها للوقاية من عودة السكري الحملي وظهور السكري من النمط 2 لديك:

– حافظي على التناسب الملائم بين وزنك وطولك، وعلى أفضل وزن ممكن، فإذا كان وزنك يزيد على الوزن المثالي فإن العمل على تحقيق خسارة مبدئية مقدارها 5 إلى 7 كيلو غرامات قد تكون بداية طيبة لك. فإذا كان وزنك على سبيل المثال 200 باوند، فإن إنقاص 10 إلى 14 باوند من وزنك سيساهم في إنقاص مخاطر ظهور السكري الحملي لديك.

– ومن المحبذ القيام بالتمارين الرياضية باعتدال، فالرقص والسباحة والمشي لمدة 30 دقيقة كل يوم قد تساعد في إبعاد خطر الإصابة بالسكري الحملي.

– واحرصي سيدتي على اختيارك وجبات الحبوب والخضروات والفواكه، وعلى الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، مع قياس مستوى سكر الدم لديك بفترات منتظمة.

– ويمكن المحافظة على المستوى الصحي لسكر الدم بسهولة من خلال الممارسة الروتينية للمشي وللسباحة ولبعض الأنشطة البدنية البسيطة، ويمكن لطبيبك أن يقدم لك نصائح حول بعض الأنشطة غير التقليدية الأخرى التي تحافظ على المستوى المطلوب لسكر الدم لديك.

– وإذا تطلب الأمر لديك أن تأخذي حقن الإنسولين فإن الطبيب سيدربك على كيفية أخذه بنفسك، فأخذ الإنسولين لن يضر الجنين، نظراً لأن الإنسولين لايستطيع العبور من مجرى الدم لديك إلى الجنين. وسيدربك الطبيب على كيفية مراقبة مستوى سكر الدم لديك في المنزل، وبذلك يمكنك سيدتي أن تتجنبي الزيارات المتكررة للمستشفى.         

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى