الطب

الأمراض التي تتشابه مع أعراض ومظاهر السكري

2013 أنت والسكري

نهيد علي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

قد تتشابه الأعراض والمآل والمظاهر التي تبدو على المصابين بالسكري من النمط 2 مع أعراض ومظاهر تحدث في بعض الأمراض الأخرى، فدعنا نستعرض الأمراض الاخرى التي قد تتشابه مع السكري.

ترسب الاصبغة الدموية

وهو مرض له صلة بأحد الجينات، ويتسم بتجمع الحديد في نسج البدن، وإذا لم يعالج فإنه يسبب السكري، ويطلق عليه أحياناً "المرض البرونزي"، لما يسببه من تبدلات واضحة في لون في الجلد.

ويوجد الجين المسؤول عن ترسب الأصبغة الدموية لدى فرد واحد من بين كل مئتي فرد من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، ويتوقع أن يصاب نصف من يمتلكون ذلك الجين بمشكلات طبية، وهي نسبة تقترب كثيراً من نسبة المصابين بالسكري من النمط 1، ويتشابه ترسب الأصبغة الدموية مع السكري من النمط 2 بأنه قد لا يبلغ عن تشخيصه، وينصح الأطباء أن يجري السكريون اختبارات متعددة للتقليل من احتمال عدم التشخيص.

ففي ترسب الأصبغة الدموية تؤدي إصابة أحد الجينات بالطفرة إلى تراكم كمية مفرطة من الحديد في الأمعاء، إذ لا يستطيع الجسم طرح الحديد على النحو السوي، وما أن يصل الحديد إلى البنكرياس والكبد والقلب حتى يسبب لها أضراراً خطيرة قد تحدث خلسة ودون أعراض تثير الانتباه.

ويعاني المصابون بترسب الأصبغة الدموية عادة من الآلام في المفاصل، والتعب، والآلام البطنية، ونقص الرغبة الجنسية، ومن الأمراض القلبية، إلى جانب أعراض السكري ذاته.

وتظهر أعراض ترسب الأصبغة الدموية عادة لدى الرجال في ما بين 30 و 50 عاماً، ولدى النساء ما بعد سن الخمسين، ويكون المصابون بترسب الأصبغة الدموية بدينون إلى حد ما، إلا أن البدانة ليست شرطاً ضرورياً لظهور الأعراض لديهم.

 

ولكشف الحالات التي يزيد فيها مستوى الحديد في الدم يجرى اختبار الفريت ferrite ، أو اختبار إشباع الترانسفيرين transferrin satuaration test ، ويمكن أيضاً التعرف على الجينات وتحليلها للتعرف على الجين النوعي المسؤول عن ترسب الأصبغة الدموية، ونظراً لإهمال الأعراض ولندرة الاختبارات فإن فرط ترسب الحديد لا يتلقى المعالجة اللازمة، وعندها تظهر الأعراض الشديدة، وفي ذلك الوقت قد يركز بعض الأطباء على الأمراض التي تصيب الكبد وأو القلب أو المفاصل أو السكري، ويهمل الترسب الزائد للحديد، فيببقى سبب ترسب الأصبغة الدموية كامناً دون معالجة.

ويعد العيب الذي يلحق بالجين HFE هو السبب الرئيسي لترسب الأصبغة الدموية، وهو الجين المسؤول عن تنظيم كمية الحديد التي تمتص مع الطعام، ويمكن للمصابين بالسكري الذي يرثون الجين المصاب بالعيب من كل من الأم والأب أن يرثوا ترسب الأصبغة الدموية، ويطلق على من كان لديه الجينان اللذان ورثهما من الأبوين جينين متماثلين "متماثل الأعراس" homozygous حيث يكون لديه الأليل allele ذاته على كل من الصبغيين الموروثين، والمقصود بالأليل جينين يحتلان موقعاً واحداً من أحد أزواج الصبغيات.

ويعد إجراء الاختبارين المذكورين ضروريا لتدبير ترسب الأصبغة الدموية تدبيراً ملائماً، وإذا كان لزاماً على السكريين أن يجروا الاختبارين في الدم مرة كل أسبوع أو كل أسبوعين على مدى شهور عدة، فإذا هبط لديهم مستوى الحديد فيمكن إجراء الاختبارين كل شهرين إلى ثلاثة أشهر، ومما يميز المصابين بترسب الأصبغة الدموية أن التقييم والتدبير المتكامل لحالتهم يخفف من الأعراض لديهم بسهولة، إذ يمكن الوصول إلى المستويات المرغوب بها من الحديد بعد استكمال سلسلة من الاختبارات على الدم، وإن التحكم بمستوى الحديد يؤدي للوقاية من إصابة القلب أو الكبد أو أي عضو آخر بالمضاعفات.      

 

مفصل الكتف المتجمد

يدور جدل جاد بين الخبراء حول ما إذا كان السكريون معرضين لخطر كبير للإصابة بالكتف المتجمد، فالكتف المتجمد الذي يطلق عليه أيضاً الالتهاب اللاصق لمحفظة مفصل الكتف تؤدي إلى تصلب مفصل الكتف إلى درجة يصعب معها على المصاب أن يؤرجح ذراعه أثناء المشي.

وعندما يصبح مفصل الكتف مؤلماً يضطر الشخص للتوقف عن استعمالها، وهكذا يفضل السكريون المصابون بالآلام المزمنة في مفصل الكتف عدم تحريك مفصل الكتف لديهم على الإطلاق، مما يؤدي إلى فقد ذلك المفصل لقدر كبير من وظائفه، وهو أمر يدعو للأسف.

ويعود تجمد مفصل الكتف إلى حالات دفينة أو مختبئة خلفه، مثل التهاب الجراب الكتفي، وهو التهاب يصيب كيسة ممتلئة بالسوائل في مفصل الكتف، ومن المعروف أنه يكثر وجود مثل تلك الكيسات في المفاصل. وقد يعود تجمد مفصل الكتف أيضاً إلى التهاب الأوتار، وهو التهاب يمكن في بعض الأحيان أن يحدث كأحد مضاعفات السكتة الدماغية.

ورغم الحديث المستفيض عن أن هذه العوامل قد تساهم مساهمة متزايدة في إحداث مفصل الكتف المتجمد، فإن السبب الحقيقي له لايزال تحدياً كبيراً. ولايزال المجتمع الطبي يواصل دراساته حول العلاقة بين السكري وبين مفصل الكتف المتجمد.

إلا أن هناك نظرية تقول بأن لمفصل الكتف المتجمد صلة بالمادة الغرائية أو الكولاجينية، والتي هي جزء رئيسي من مكونات الأربطة التي تربط بين العظام لنشكل المفاصل. والمعتقد أن جزيئات الغلوكوز ترتبط بالكولاجين لتؤدي إلى تراكمه في أوتار مفصل الكتف.

ووفقاً للعديد من الدراسات فإن 20 بالمئة من السكريين و 5 بالمئة من غير السكريين يصابون بتجمد مفصل الكتف، فالرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً أكثر تعرضاً للإصابة به، ويصيب التجمد عادة الكتف الأقل استخداماً والأكثر ضعفاً، وتعتمد المعالجة الشاملة على شدة الحالة، وفي المراحل الباكرة من هذه الحالة ينصح الأطباء بمعالجات محافظة مثل المعالجة الفيزيائية أو العلاج الطبيعي، أما في المراحل المتأخرة فينصحون بالجراحة.

 

العامل البرتقالي

يطلق "العامل البرتقالي" على أحد مبيدات الأعشاب التي استخدمت في فييتنام لإزالة الأحراج والغابات، من أجل قتل النباتات وإسقاط أوراقها التي كان المقاتلون الأعداء يختبئون خلفها. وقد أظهرت الدراسات التي تناولت الذين تعرضوا لهذه المواد الكيميائية احتمال وجود ارتباط بين العامل البرتقالي والسكري من النمط 2.

وقد أجريت اختبارات للتحري عن مركبات الديوكسين dioxin لدى قدامى المحارين في فييتنام ولدى العاملين الزراعيين الذين استخدموا مبيدات الأعشاب. وأشارت نتائج تلك الدراسات إلى أن التعرض لهذه المواد يؤدي إلى المقاومة للإنسولين، وهو العرض الرئيسي في السكري من النمط 2 .

أما عن المجالات التي يستخدم العلماء فيها العامل البرتقالي فإنهم اكتشفوا من خلال إجراء الاختبارات على الحيوانات باستخدام مركبات الديوكسن والمركبات المشابهة لها أن تلك المركبات تسبب بعض الأمراض مثل السرطان.

وفي عام 1978، أجريت الاختبارات على المحاربين القدماء في فييتنام، وطرحت عليهم أسئلة حول تعرضهم للعامل البرتقالي، وأخذت سوابقهم الطبية، وأجريت على أجسامهم الفحوصات السريرية، دون إجراء أي اختبار نوعي له صلة بالعامل البرتقالي.

واستناداً إلى التقرير الذي صدر عام 1994، فإن العلاقة الوحيدة بالسكري من النمط 2 التي عثر عليها تتعلق بمستويات مركب الديوكسين، وهو أمر لايسمح بالحصول على استنتاجات قاطعة، نظراً للطبيعة غير المستقرة لاستقلاب الديوكسين، وللقدر الكبير الذي تم اكتشافه في وقت لاحق من الأخطاء في القياسات.

ولابد من أن نأخذ باعتبارنا وبقدر كبير من الاهتمام المضاعفات المتنوعة التي تشارك في كل نمط من نمطَيْ السكري، فالإجراءات التي سيتم اتخاذها قد تختلف بين نمط وآخر من نمطي السكري.

 

فإذا كنت قد أصبت حديثاً بالسكري، فقد ترغب بإجراء بعض الفحوصات حول أمراض القلب والسكتة الدماغية، فوفقاً للرابطة الأمريكية للسكري، فإن اثنيين من بين كل ثلاثة سكريين يموتون من مضاعفات قلبية، ومن الضروري بالنسية لك، كمصاب بالسكري، أن تتخذ تدابير وقائية تتفادى من خلالها أي مشكلة من المشكلات القلبية العامة، وهنا يعتبر كل من مراقبة ضغط الدم وكوليستيرول الدم أمراً بالغ الأهمية.

وبالإضافة إلى المضاعفات القلبية، وربما تسبق حدوثها، نجد الإصابات الكلوية التي تحدث بتفاقم السكري إلى مشكلات تصيب أعضاء متعددة، أما كيف يسبب السكري المشكلات الكلوية، فذلك يحتاج من التركيز على فقدان الكليتين لوظائفهما، والتي يشار إليها بترشيح السموم ومنتجات الفضلات، فمع تناول البروتينات والكربوهيدرات والدسم تنتج الفضلات، وفي الكليتين أوعية دقيقة قطرها لايتجاوز مكرونات معدودة وتسمى "أوعية شعرية" فيها فتحات دقيقة لا ترى إلا بالمجهر تسمح بتسرب الفضلات إلى الخارج ثم بطرحها مع البول. وعندما تكون كمية البروتينات وخلايا الدم الحمراء كبيرة جداً قد يصبح مرورها صعباً فتنحبس في سوائل الجسم.

ونتيجة ازدياد مستوى سكر الدم ازدياداً كبيراً لدى السكريين فإن حمل العمل في الكليتين سيزداد لأنه سيكون عليها أن ترشح كميات غير معتادة من السوائل، فيؤدي خلل الوظائف إلى تأثر الترشيح وإلى حدوث التسربات.

وتأتي النتيجة أن البروتينات التي يتم الاستفادة منها في الحالة السوية تتعرض للتسرب وللضياع عبر البول.

ويطلق على وجود كميات زهيدة من البروتينات في البول "البيلة الألبومينية الزهيدة المقدار" ، كما يطلقون على وجود كميات كبيرة من البروتينات في البول "البيلة الألبومينية الكبيرة المقدار"، إن التراكم المفرط للبروتينات في البول يعني وجود مرض في الكليتين، وهو ما قد يؤدي إلى الوصول إلى المرض الكلوي في المرحلة النهائية.

 

ورغم أن المرض الكلوي أو الاعتلال الكلوي يحدث لدى السكريين فإنه لايصيب جميع السكريين. أما العوامل المؤهبة للإصابة به فهي لدى السكريين: ازدياد ضغط الدم، والوراثة، وسوء ضبط مستوى سكر الدم.

وبدون تشخيص واضح للسكري لايمكن للمصاب به أن يعير الاهتمام الكافي لوظائف الكليتين لديه، فالناس لا يهتمون بأحوالهم عادة إلا في الوقت الذي يفوت فيه الأوان على إنقاذ الكليتين، بل على إنقاذ الجهاز البولي بكامله.

وأمراض العيون من المضاعفات الشائعة لدى السكريين، سواء كانت ارتفاع ضغط باطن العين أو الَزَرَق، أو كثافة العدسة البلورية أو الساد، أو اعتلال الشبكية السكري المنشأ، وهو مرض يؤثر على الطبقة الداخلية لكرة العين، وهي الطبقة التي تسمى بشبكية العين.

وإذا ارتفع الضغط في باطن كرة العين فإنه يدمر كلاً من الشبكية والعصب البصري، فكلاهما يقعان في القطب الخلفي للكرة العينية، مما قد ينتهي بالعمى، كمايزيد السكري من شدة الأمراض التي تصيب اللثة نتيجة المستويات المرتفعة من السكر.

 

إن الضرر قد يلحق الأعصاب أو الشبكية في سياق السكري بغض النظر عن نمط السكري الذي تعاني منه. فإذا حدث اعتلال الأعصاب السكري فإن الأعصاب تعاني من اختلال الوظائف العصبية، وقصورها عن أداء تلك الوظائف، فينشأ الألم والشعور بالتنميل والضعف والخدر في اليدين وفي القدمين.

ويطلق الأطباء على هذا الألم "اعتلال الأعصاب المحيطية". وهناك نمط آخر من اعتلال الأعصاب يطلق عليه الأطباء "اعتلال الأعصاب المستقلة"، وفيه يعاني السكري من مشكلات هضمية مثل الغثيان والإقياء والإسهال والإمساك.

وإلى جانب المشكلات الهضمية فقد يحدث خلل في أداء المثانة لوظائفها، ودوار ونوب من فقد الوعي أو الغشي، ونقص التفاعل للضوء والإحساس بالظلام المعتم حول المصاب، وفقدان الرغبة الجنسية، والإحساس بالألم في القدمين، وتغيرات في الجلد، وعدم الاستقرار العاطفي.  

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى