الطب

تفسيرات حول استقلاب الكربوهيدرات

2013 أنت والسكري

نهيد علي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

يشتق الغلوكوز اشتقاقاً مباشراً من استقلاب الكربوهيدرات والبروتينات المتناولة عبر استحداث الغلوكوز [تكوين الجسم لكمية منه].

ويمكن أن يختزن الغلوكوز على نحو مؤقت على شكل الغليكوجين في الكبد والعضلات والنسج الأخرى. وينظم جهاز الغدد الصماء [وهي الغدد التي تفرز الهرمونات مباشرة إلى مجرى الدم دون مرور مفرزاتها بقنوات] مستويات السكر في الدم من خلال التحكم بمعدلات تركيب وتخزين وحركة الغلوكوز في الجهاز الوعائي، ويعتبر المستوى المثالي للغلوكوز في الدم قريباً من 100 ميلي غرام / ديسي لتر أو 5.5 ميلي مول / لتر.

ويساعد الإنسولين على تخفيض مستوى الغلوكوز في الدم. أما هرمون الغلوكاكون فيعاكس تأثير الإنسولين ويشاركه في ذلك التأثير كل من الإبينفرين، وهرمون النمو، والستيروئدات القشرية التي يفرزها قشر الكظر [في الغدتين فوق الكليتين] وهرمون الدرق.

وفي ما يتعلق بعمليات الإفراز الداخلي والخارجي، فالملاحظ أن هناك آليتين اثنتين لهما صلة بأداء البنكرياس لوظائفه.

فقدرات الإفراز الخارجي في البنكرياس تتوجه بشكل عام إلى تسهيل الهضم من خلال إفراز الإنزيمات في القسم العلوي من الاثتاعشري الذي هو القسم الأول من الأمعاء الدقيقة.

 

وإلى جانب الإفراز الخارجي هناك الإفراز الداخلي للهرمونات المسؤولة عن هضم المواد من السبيل الهضمي، وهذه الهرمونات هي السكريتين والكوليسيستين-بانكريوزيمين، وتساعد هذه الهرمونات أيضاً في الهضم من خلال تنظيم إفراز الهرمونات من البنكرياس ومن غيره من الأعضاء.

وعلى هذا فإنه فإذا أصيب البنكرياس بخلل في أداء وظائفه فإن إفرازاته من الإنزيمات ستقل، وسيختل هضم الدهون والبروتينات. وتقدر الكمية التي تفرزها غدة البنكرياس من الإنزيمات أثناء الصحة بين 1500 و 25500 ميلي لتر كل يوم.       

ويجمع بين الغلوكوز والإنسولين تأثير متبادل، إذ يؤثر كل منهما في الآخر، ومن هنا يمكن القول بأن فهمك لكيفية سلوك الإنسولين والغلوكوز سيتيح لك أن تتعرف على كيفية تأثير السكري على المصابين به.

ودعونا نأخذ نظرة عن قرب إلى الغلوكوز، حتى نفهم كيف يستهلك الجسم المغذيات في الطعام وكيف يستقلبها.

فرغم أن الإنسولين يستأثر بالقسط الأكبر من ضبط مستوى الغلوكوز في الجسم فإن العديد من الهرمونات تساهم في ذلك، فإذا ارتفع مستوى الغلوكوز فإن الإنسولين يفرز بسرعة ليدعم العديد من العمليات الأخرى.

فهو يعمل على إزالة الغلوكوز من الدم ونقله إلى الخلايا العضلية والدهنية حيث يتفكك ليطلق الطاقة في الخلايا على شكل الأدينوزين الثلاثي الفسفات، ويتم ذلك عبر تفكيك الغلوكوز (بقلبه إلى بيروفات)، وعبر عمليات دورة حمض السيتريك (حمض الليمون).

وفي مرحلة لاحقة يختزن الغلوكوجين في الكبد والعضلات ليؤدي وظائفة باعتباره مستودعاً للطاقة على المدى القصير.

 

أما المستودعات على المدى الطويل، فإن الغلوكوز يختزن فيها في النسيج الشحمي على شكل دهون. ومن الجدير بالذكر أن الخلايا تستخدم الغلوكوز أيضاً وما فيها من طاقة لتصنيع البروتينات عند الحاجة إليها.

وتختلف المصادر الطبية والعلمية في تحديد المستويات النموذجية للغلوكوز في الدم. ففي حين أن بعض المصادر تقترح 100 ميلي غرام / ديسي لتر، فإن بعضها يرى أنها 110 ، كما أن من الصعب التعرف على المستوى الوسطي لغلوكوز الدم نظراً لأ ن مستويات سكر الدم لا تكون في الواقع ثابتة على وجه الإطلاق، فالمدى يتماوج استناداً إلى حاجات الفرد ومستوى الشدات أو الكروب التي يتعرض لها.

وهكذا يصبح من الأسلم أن نقول أنه يوجد أكثر من عامل واحد يساهم في ارتفاع أو في انخفاض مستويات الغلوكوز لدى السكريين. فهناك ثلاثة عوامل رئيسية هي: النظام الغذائي (فكلما ازدادت الكمية التي تتناولها من السكريات ارتفع مستوى السكر في دمك أكثر)، وتفكيك الغليكوجين، وتركيب أو استحداث الغلوكوز (في الكبد).

 

والغلوكوز جزيء له قطبان، مما يعني أن له شحنتين واحدة إيجابية وأخرى سلبية، ترتبطان به. ولعل هذا ما يفسر سبب وجوب مركبات نوعية ناقلة للغلوكوز من أجل امتصاص الغلوكوز برفقة الماء على طول جدار الأمعاء.

وتوجد تلك المركبات النوعية الناقلة للغلوكوز بأشكال وصيغ كميائية مختلفة، إذ أن هناك خمسة أنماط منها، ولعل أكثرهما شيوعاً هما النمط الثاني GLUT2 والنمط الخامس GLUT5.

وعندما يتطرق الحديث إلى استقلاب الغلوكوز، فإن الكبد ربما يكون أكثر الأعضاء المعنية بذلك، فهو واحد من البنى الرئيسية التي تنتج في جسمك الغلوكوز. ففي الكبد يتفكك الغليكوجين لينتج السكر، وذلك يحدث عندما يستكمل استقلاب جميع ما هو متوافر له من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات.

ففي الحالة السوية يعمل الكبد على المحافظة على مستوى الغلوكوز من خلال امتصاصه من مجرى الدم، فهو يتلقى الدم الغني بالغلوكوز عبر الوريد البابي، الذي يتصل مباشرة بالأنبوب الهضمي. وعندما يكون الإنسان سليماً من الإصابة بالسكري، يستطيع الكبد تخليص الدم من كمية ضخمة من الغلوكوز الذي يجول فيه، مما يحول دون ازدياد مستوى الغلوكوز في الدم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى