علم الفلك

عملية رصد “مصدر الدجاجة A” الراديوية

1996 نحن والكون

عبد الوهاب سليمان الشراد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عملية رصد مصدر الدجاجة المصدر الراديوي علم الفلك

يعد مصدر الدجاجة واحدا من المصادر الراديوي الهامة وذلك لكونه أول تلك المصادر التي يتم رصدها ، وهو يبعد عنا نحو 750 مليون سنة ضوئية .

وكان  التقاط بثه الراديوي قد تم بالصدفة وبمعدات بدائية بسيطة عندما كان الفلك الراديوي في بداية عهده .

وفي ذلك الحين كان العلماء ينظرون لعلم الفلك الراديوي كمادة للتسلية والمرح فقط ، وتوقعوا أن تظل المراقب الراديوي الى الأبد كسيحة لا فائدة ترجى منها . ولا شك أن عظمة وأهمية هذا العلم كانت بحاجة الى مزيد من الوقت حتى تتضح وتتبلور .

 

وظهر في عام 1954 تبدل في أسلوب تفكير العلماء عندما رصدوا المصدر الدجاجة Cygnus A ، وظهر أنه مرتبط مع مجرة غريبة بعيدا جدا ، وكما يبدو فلقد عثروا على مصدر هائل للطاقة وذلك عبر أجهزتهم البسيطة .

فالدجاجة A كانت مصدر بث أكبر من كل المصادر السابقة التي تم رصدها ، وقد دللت الأرصاد على أن معظم الطاقة المنبعثة تقع عند الأطوال الموجية الراديوية ، وبذلك أصبح جلياً أنه لم يعد هناك أي شك حول مستقبل علم الفلك الراديوي .

ومع تقدم وتطور نوعية المراقب الراديوية عرف الفلكيون أن معظم البث الراديوي الصادر من الدجاجة A لم يكن مصدره المجرة الغريبة ذاتها ، بل كان منبعثا من فقاعتين bubbles تقعان على جانبي المجرة الغريبة .

 

وعادة ما يتم توضيح الأرصاد الراديوية بخرائط كنتورية ، وهي تماثل الخرائط الكنتورية التي يستخدمها عمال المساحة ، وفي تلك الخرائط تدل الخطوط الكنتورية على ارتفاع الأرض. 

أما في خرائط الفلكيين فتدل الخطوط على شدة البث الراديوي ، ويظهر من خلال الخارطة الراديوية للدجاجة A أن البث الراديوي يتمركز في الفقاعتين ، وتقع المجرة الغريبة في منتصف المسافة بين الفقاعتين تماما ، ويعادل حجم كل منهما حجم المجرة .

وعلى الرغم من بعدها الشاسع إلا أنها تعد من المصادر الشديدة للإشعاعات الراديوية ، ويفترض أن تبث طاقة ضمن الأطوال الموجية الراديوية تفوق طاقة كل نجوم مجرتنا المنبعثة ضمن الأطوال الموجية ، فهي تبث طاقة ضمن الأطوال الموجية الراديوية تعادل مليون مرة أكبر من طاقة مجرتنا التبانة .

 

وبينما كان الفلكيون في النصف الشمالي من الكرة الأرضية محتارين في وضع الدجاجة A ، رصد نظراؤهم في أستراليا موجات راديوية قادمة من مجرة تقع في كوكبة قنطورس Centourus الجنوبية ، وأطلق على المصدر قنطورس A ، وتبين أنه مرتبط بمجرة غريبة هي  128 NGC5 .

وهي مصدر بث شديد للموجات الراديوية والأشعة السينية ، ويحيط بالمجرة حزام ترابي معتمDark  ولقد وجد أيضا أن معظم البث الراديوية يصدر من فقاعتين تقعان على جانبي المجرة. 

وبجانب ذلك تبين وجود فقاعتين آخريين واقعتين داخل المجرة ذاتها . ولعل السبب في ظهور الزوج الأول من الفقاعات هو ذاته الذي سبب ظهور الزوج الثاني .

 

وبالرغم من الهيئة المثيرة التي يبدو عليها قنطورس A وإطلاقه درجة غير اعتيادية من الطاقة ، فهو لا يعدو عن كونه مصدر بث لا يبعد سوى نحو 13 مليون سنة ضوئية

ويمكن مقارنة ذلك بالدجاجة A الذي يبعد بنحو 570 مليون سنة ضوئية ، ويمكن مقارنة ذلك بالدجاجة A الذي يبعد نحو 570 مليون سنة ضوئية وألمع بنحو 1000 مرة من قنطورس A

 

ولكن المسافة القريبة نسبيا لقنطورس A جعلته يغطي قطاعات أكبر بكثير مما تغطيه معظم المصادر الراديوية الأخرى في السماء، بما يعادل 10 من طرف الى آخر. 

ومكن قربه وحجمه الكبير الفلكيين من وضع صورة له باستخدام مراقب راديوية بسيطة في أواخر الأربعينات 

ويبدو أن القيام بمقارنة مفصلة بين الدجاجة A التي تغطي قطاعا أصغر كثيرا من السماء مما يغطيه قنطورس A قد يرجع الى البعد الشاسع الذي تقع عنده الدجاجة A والمصدر قنطورس A قد تأخر حتى الخمسينات عندما تطورت طريقة الأرصاد التداخلات الراديوية التي تقدم صورا أنقى كثيرا مما سبق.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى