علم الفلك

نبذة تعريفية عن “العناقيد المجرية”

1996 نحن والكون

عبد الوهاب سليمان الشراد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العناقيد المجرية علم الفلك

وفيما لو رصدنا السماء بأكفأ المناظير المتوافرة لنا ، لأمكننا بلوغ نتيجة مثيرة ، وهي أن المجرات تنتشر وتتواجد بشكل منظم على هيئة عناقيد غنية بالمجرات ، تحتوي على أعداد هائلة منها قد تبلغ نحو ألف مجرة.

وكمثال جيد وشائع على تلك العناقيد المجرية نجد عنقود الضفيرة coma cluster الذي يقع في كوكبة اللحية resicescoma Be  على بعد ٤٤٠ مليون سنة ضوئية.

وبجانب كم هائل من العناقيد المجرية الغنية ، توجد هناك أيضا عناقيد فقيرة تتكون من أعداد ضئيلة من المجرات .

 

ومن المعروف أن مجرتنا التبانة عضو في عنقود المجموعة المحلية الفقير ، والذي يحتوي على ما بين ٣٠-٤٠ عضوا أو يزيد ، ويبلغ قطر هذا العنقود غير المنتظم نحو ٣×6١٠ سنة ضوئية.

ومعظم أعضائه من النوع الاهليجي القزم أو غير المنتظم ، ومن أعضائه مجرة المرآة المسلسة ٣١M ومجرة المثلث  Triangulum  33 M أو ٥٩٨  NGCوالسحابتين الماجلانتين الصغرى والكبرى Magillanic Cloudes ومجرة  32 Mو ١٤٧ NGC .

ولقد ذكرنا سابقا أنه يصعب رصد المجرات الاهليجية القزمة نظرا لاحتوائها على أعداد قليلة من النجوم ، ومن المحتمل أنه لن يمكن رصد أي مجرة اهليجية قزمة تقع في مجموعة من المجرات من خلال الأرصاد في أي مكان بعيد في الكون .

 

ولاشك في أن هناك العديد من المجرات ، ولعل معظمها من النوع الاهليجي القزم من التي يصعب كشفها أو رصدها في العناقيد المجرية البعيدة .

ويتجه الفلكيون بشكل عام الى تصنيف عناقيد المجرات الى نوعين ، هما العناقيد المنتظمة والعناقيد غير المنتظمة ، ولعل ذلك يشبه تماما تصنيف العناقيد النجمية التي سبق وأن أوردناها .

وبالعودة الى ذلك سنجد أننا قد أشرنا الى وجود نوعين من العناقيد النجمية ، وهما العناقيد الكرية المنتظمة والعناقيد المفتوحة غير المنتظمة.

 

وهناك تشابه مع  العناقيد المجرية ، فللعنقود المجري المنتظم الذي عادة ما يعرف بالعنقود المجري الكري شكل كروي متماثل مميز ، وعادة ما تكون تلك العناقيد غنية وتشتمل على الأقل على ألف عضو  فيها .

ويعد مثال عنقود الضفيرة نموذجا واضحاً عليها ، وكذلك عنقود  الاكليل الشمالي Corona Berealic الذي يقع في كوكبة الاكليل الشمالي .

أما العناقيد غير المنتظمة والتي عادة ما تعرف بالعناقيد المجرية المفتوحة ، فليس لها أي تماثل كروي مميز ، ويعد عنقود الجاثي Hercules أو هرقل من الأمثلة الجيدة عليها ، ويحتوي على ٥٠,٠٠٠ نجم

 

وفي حين أن العناقيد المجرية المنتظمة تتكون أساسا من مجرات اهليجية ، نرى أن العناقيد غير المنتظمة تتكون من خليط أكثر تنوعا يشتمل على كل أنواع المجرات الاخرى .

لقد أشرنا في السابق الى أن العناقيد المنتظمة تكون عادة غنيه بالمجرات في حين أن العناقيد غير المنتظمة قد تكون غنية أو فقيرة.

ونجد أن المجموعة المحلية تعد نموذجا مثاليا على العنقود غير المنتظم الفقير،  بينما يعد عنقود العذراء Virgo الشهير عنقودا غير منتظم لكنه غني جدا ، إذ يحتوي على نحو ٢٥٠٠ عضو ومعظمها مجرات حلزونية ، ويبعد عنها نحو 70 مليون سنة ضوئية. 

 

ويبلغ قطره نحو 7 مليون سنة ضوئية، مما جعله يغطي 120 درجه مربعة من السماء ، يقع معظمها في كوكبة العذراء ، و يمكن ملاحظه المجرتين 84M و 86M ، والمجرة الاهليجية العملاقة 7M التي أشرنا اليها سابقا ، وذلك ضمن ذلك العنقود.

ويمكن تخيل ضخامة هذا العنقود،  اذا ما علمنا أن ١٦ من 39 مجرة مدرجة ضمن جدول ميسية هي أعضاء في عنقود العذراء المجري Virgo glalactic cluster  .

ولا شك ان عنقود العذراء قريبا جدا بالنسبة لنا ، ويعد الأقرب والأغنى لنا . ولابد من الإشارة الى أن هناك العديد من العناقيد لا تعد بعيدة عن المجموعة المحلية إلا أنها فقيرة ، وهي تتماثل معها في أن  المجرات بها عادة ما تنتشر حول مجرة حلزونية كبيرة. 

 

ولعل من الأمثلة الواضحة التي تتضمن عنقودا تتوزع مجراته حول مجرة مركزية ، العنقود الموجود في كوكبه كلاب الصيد Canis Ventici الذي تمثل مجرته المركزية ٥١M أو 5194 NGC  وغالبا ما يطلق عليها مجرة الدوامة نتيجة مظهرها الدوامي المميز .

ومن الأمثلة الأخرى أيضا نجد عنقود كوكبه الدب الأكبرUrsa Major  ومجرته المركزية 81 M .

ومن خلال دراسة ومتابعة مواقع العناقيد القريبة التي يكون من ضمنها عنقود العذراء و المجموعة المحلية، استطاع جيرارد فاكولورز Vaucouleurs. G إثبات أن مجموعة العناقيد القريبة تشكل جميعها حشدا هائلا يعرف بالعنقود المحلي الكبير cluster super local .

 

ويبدو أن العناقيد المجرية بشكل عام تتجه للتشكل في تكتلات هائلة تعرف بالعناقيد الكبرىclusters  super .

وتمتد أقطار العناقيد الكبرى المثالية مثل عنقودنا الى ما بين ٢٠٠ الى ٣٠٠ مليون سنة ضوئية ، ومع ذلك يمكن القول أن العناقيد الكبرى تنتشر في الكون بشكل عشوائي Random واضح .

ونتيجة الى سعينا الحثيث في إظهار التجانس الموجود في الكون يتوجب علينا أن نخضع الكون لمقاييس أكبر من العناقيد الكبرى ، وكذلك علينا إجراء اختباراتنا عبر مسافات أكبر من مئات الملايين من السنين الضوئية .

 

وبذلك يتحتم علينا مراعاة هذه المقاييس واستخدامها لكي يمكننا من خلالها رصد الحيود الكوني نحو الحمراء .

ونجد أن المجرات التي لا يزيد بعدها عن بضع مئات ملايين السنين الضوئية قريبة جدا بحيث لا يتوافر لموجاتها الضوئية الزمن الكافي حتى تتحدد بمقدار ملحوظ خلال الزمن الذي يستغرقه الضوء في مسيرته نحونا ، فلا يزيد هذا الزمن عن بضع مئات ملايين السنين الضوئية .

وكمثال على المجرات الأبعد نجد المجرة الواقعة في العذراء والتي يقل بعدها عن بليون سنة ضوئية

 

وتقع المجرة الموجودة في كوكبة الدب الأكبر على بعد بليون سنة ضوئية ولها حيود واضح جدا نحو الأحمر .

وتعد المجرة الموجودة في كوكبة الشجاع – الثعبان – Hydra الأبعد ، حيث تقع على بعد ٤ بليون سنة ضوئية. و لاشك أن البحث عن حاضر ومستقبل الكون يتطلب إجراء البحوث والأرصاد المكثفة عبر تلك المسافات الشاسعة جدا ، والى مزيد من الوسائط العلمية لاتمام ذلك.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى