البيولوجيا وعلوم الحياة

نبذة تعريفية عن دودة الـ”أنكلستوما” التي تصيب الإنسان

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

دودة الأنكلستوما البيولوجيا وعلوم الحياة

تنتمي ديدان الأنكلستوما إلى شعبة الديدان الخيطية. ومن أشهر أنواعها دودة "أنكلستوما الأثنى عشـري" التي تتطفل في الأمعاء الدقيقة للإنسان.

وتعرف هذه الدودة أيضا بالدودة "الشصية". وذلك لأن شكل مقدمة جسمها المنحني قليلا باتجاه الناحية الظهرية، ووجود أسنان حادة في فمها تساعدها على التثبت بجدار الأمعاء، يوحيان بشكل الشص أو السنارة التي تستعمل ففي صيد الأسماك.

وتتوزع لعدوى بديدان الإنكلستوما في العديد من البلدان في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال شرق آسيا وأمريكا الجنوبية. وهناك ما يقارب 700 مليون شخص مصاب بهذه الدودة في هذه البلدان.

 

وتعيش ديدان الأنكلستوما البالغة في الجزء العلوي من الأمعاء على الدم، وذلك بعد أن تمزق الأوعية الدموية بواسطة ثلاثة أزواج من الأسنان الحادة.

وتسبب هذه الديدان نزيفا في الأمعاء الدقيقة ينتج عنه مرض فقر الدم الحاد. ولو تصورنا أننا جمعنا كمية الدم المفقودة من جميع الأشخاص المصابين في العالم لبلغت حوالي سبعة ملايين لتر من الدم كل يوم!

فليس عجيبا إذن أن نجد المصابين بديدان الأنكلستوما ضعاف الأبدان، شاحبي الوجوه، تخور قواهم وتنقطع أنفاسهم بعد أي مجهود.

 

وتضعف قلوب المصابين ويضطرب نبضها، ثم تتورم وجوههم، وتنفتخ بطونهم بالسوائل المتجمعة فيها نتيجة الاستسقاء.

والطفل المصاب مسكين: يتأخر نموه الجسمي والعقلي، ولا يقبل على العمل أو اللعب، ويتخلف عن أقرانه الأصحاء.

تضع الإناث البيض في الأمعاء الدقيقة، فيخرج مع البراز إلى خارج الجسم. وعندما يستقر البيض في تربة دافئة رطبة تنمو فيه اليرقانة نموا سريعا.

 

وتفقس البيضة بعد يوم واحد من وضعها، وتخرج منها يرقانة عصوية تعيش طليقة في التربة مدة تتراوح بين 7 و 10 أيام.

وفي خلال هذه الأيام تنمو اليرقانة وتغير غشاءها الخارجي مرتين تتحول بعدهما إلى يرقانة خيطية ذات غلاف.

وهذا التطور هو الذي يسبب العدوى للإنسان إذا ما اخترق جلده وعلى الأخص في الأجزاء المكشوفة منه مثل الأيدي والأرجل.

 

وتحمل اليرقانة مع تيار الدم الوريدي إلى البطين الأيمن للقلب. ثم إلى الرئتين. ومن هناك تتابع اليرقانة الهجرة الداخلية في جسم الإنسان حيث تمر عبر القصبة الهوائية إلى البلعوم، وأخيرا تصل إلى الأمعاء الدقيقة.

وفي خلال 8 إلى 10 أسابيع من العدوى تصل الديدان نضجهأ، فتضع الإناث البيض. وهكذا تبدأ دورة حياتها مرة أخرى.

ومسار اليرقانة الطويل الملتوي داخل جسم الإنسان يثير تساؤلات عديدة منها: لماذا لا تهاجر اليرقانة مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة؟ كيف تستدل اليرقانة على مقرها النهائي؟ ما هي الأهمية الحيوية لطوافها في الجهاز الدوري؟

 

وللإجابة على هذه الأسئلة يقوم العلماء بإجراء التجارب على أنواع معينة من الديدان المشابهة لديدان الأنكلستوما التي تتطفل على أمعاء الفئران.

ويتضح لنا من دورة حياة ديدان الأنكلستوما أننا إذا أردنا أن نتجنب انتشار هذه الطفيليات الضارة بين الناس، ينبغي علينا أن نعمل شيئين. أولهما أن نمنع وصول البراز الملوث بالبيض إلى التربة.

 

وثانيهما أن يتجنب الناس وصول اليرقانات إلى جلودهم من التربة الرطبة. وعلى هذا تشمل مكافحة عدوى ديدان الأنكلستوما أربعة أساليب رئيسية، هي:

– الصرف الصحي للمواد البرازية.

– التربية الصحية.

– معالجة المصابين.

– معالجة فقر الدم.

ويعتبر بناء المراحيض وتعلم الاستخدام الصحيح لها أمرين حاسمين في مكافحة أمراض ديدان الأنكلستوما.

 

وعند استعمال براز الإنسان الطازج في تسميد التربة يجب معالجته أولا بالمواد الكيماوية للقضاء على اليرقانات المسببة للعدوى.

وارتداء الأحذية إجراء ضروري لتحاشي العدوى. وكذلك يجب الإحتراس من العدوى المنقولة عبر المياه، بتجنب شرب أو ملامسة المياه الملوثة وعدم استعمالها في غسل الخضـروات والفواكه.

واكتشاف المرضى وعلاجهم له فائدتان. أولاهما أننا نخلصهم من الديدان التي تستنزف دماءهم ونشفيهم مما سببته لهم من أذى. أما الفائدة الثانية فهي أننا نمنع وصول بيض جديد منهم إلى التربة ليعدي الآخرين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى