علوم الأرض والجيولوجيا

الخطوات الضرورية لبرنامج تثبيت التربة في منطقة تسمح ظروفها بإجراء عملية التثبيت البيولوجي

2004 الإنسياق الرملي

د.جاسم محمد العوضي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

تثبيت التربة التربة عملية التثبيت البيولوجي علوم الأرض والجيولوجيا

عادة ما تتطلب عمليات الحماية طويلة المدى للمناطق المعرضة لأخطار زحف الرمال وعمليات تثبيت الكثبان الرملية طرقاً مختلفة ومتداخلة من عمليات التثبيت.

وأى خطة عامة أو رئيسية لتثبيت التربة أو الرمال يمكن أن تواجه معوقات تحول دون إتمامها بسبب الفوارق والاختلافات في الظروف المحلية للمنطقة موضوع الدراسة.

وبسبب العوامل الأخرى المؤثرة في التكلفة مثل مدى وفرة المواد والأجهزة والعمالة والمعدات المستخدمة، إضافة إلى كثافة كمية الرمال المنجرفة نفسها تتفاوت خطط عمليات تثبيت الرمال والتربة وبالتالي تكلفتها على حسب نوعية او موقع المنطقة المراد حمايتها.

 

فمثلا في منطقة صناعية تتطلب عمليات إنشائها وتركيبها تكاليف باهظة، لا عجب ان تبلغ النفقات والمبالغ المصروفة على عمليات الحماية أسعاراً مرتفعة عن تلك المناطق الزراعية ذات التربة الخصبة نسبياً.

ومعالجة الأسطح على سبيل المثال بطبقة من الأسفلت قد تكون غير مكلفة اقتصادياً وتعطى نتائج مرغوبة.

ولكن هذه الطريقة لا يمكن استخدامها في عمليات تثبيت واستقرار التربة في المناطق التي تتعرض لنشاطات بشرية او مرور قطعان الحيوانات الرعوية عليها. ففي هذه الحالة يجب ان يتم اختيار طريقة أخرى متخلفة قد تكون اكثر كلفة.

 

مرة أخرى فان حماية وصيانة خطوط المرافق والاستخدامات المدنية أو الطرق والمعابر الرملية سوق تتطلب طرق وأساليب تثبيت أخرى قد تكون اكثر تكلفة،

وفي واقع الأمر سوف تكون التكلفة لكل وحده مساحية اقل في المشاريع الكبيرة عنها في المشاريع الصغيرة بسبب الحاجة إلى أجهزة وآليات خاصة ثقيلة وعمالة مدربة ومؤهلة ليس فقط في المشاريع الكبيرة بكل أيضا في المشاريع الصغيرة المطلوب تثبيت تربتها.

 

وفيما يلي توضيح للخطوات الضرورية لبرنامج تثبيت التربة في منطقة تسمح ظروفها بإجراء عملية التثبيت البيولوجي وهي الحالة الأكثر تعقيداً تقريباً.

1- في البداية يجب عمل مسح مبدئي للموارد المحلية وذلك لتحديد الخطوات والإجراءات المناسبة والتي يجب اتباعها.

ويجب أن يتضمن هذا المسح عوامل متعددة مثل طبوغرافية الأرض، أنواع الكثبان أو الرمال المتحركة في المنطقة، معدلات وسرعات ارتحال هذه الرمال ودراسة الظروف المناخية والهيدرولوجية.

إضافة إلى احتمالات وإمكانية عودة نمو نباتات في المنطقة المعالجة بعد إيقاف زحف الرمال إلى جانب دراسة مدى توفر مواد التسوير والعمالة المطلوبة في السوق المحلية.

 

2- بعد أن يتم وضع الخطة المطلوبة يجب العمل على تغيير طبوغرافية ارض المنطقة وتمهيدها للخطوة التالية.

حيث يتم ملء الثغرات والانخفاضات وتسوية المناطق المرتفعة مع المناطق المنخفضة والمنحدرة وذلك للسماح للنباتات بالنمو بطريقة متساوية ولتسهيل عملية تركيب السياجات والأسوار التي سوف توفر الحماية للأجزاء الأخرى من المشروع ضد الرمال الزاحفة.

 

3- تسوية ورصف الطرق والمسارات التي تستخدمها الآليات والمعدات الثقيلة في الوصول إلى المنطقة المراد حمايتها، وذلك للحيلولة دون حدوث أضرار لاحقة في سطح المنطقة المعالجة.

 

4- تشكيل الحواجز والسواتر الترابية وفي حالة استخدام الكثبان الرملية نفسها كحواجز فمن الأفضل استخدام الأسوار القليلة الارتفاع فوق أسطح على شكل مربعات، ما لم تكن المنطقة معرضة للرياح وحيده الاتجاه طوال العام.

وتختلف أنواع الأسوار والاسيجة المستخدمة والمسافات بين كل واحد منها باختلاف الظروف المحلية للمنطقة.

 

وبشكل عام فانه يجب ان لا تزيد المسافة بين صفوف الأسوار عن 10 متر قرب حافة المنطقة في حين يمكن أن تزيد لاكثر من ذلك في منطقة الوسط حيث تكون سرعة الرياح في هذا الجزء قد هدأت كثيراً مقارنة بمنطقة الأسوار الخارجية.

وفي معظم الحالات فإنه يتحسسن إتباع نظام الأسوار الثلاثية او نظام الحاجز فوق الكثبان الرملية في مسار عمودي على اتجاه الرياح السائدة في منطقة المشروع، وذلك لحجز او منع انتقال الرمال والاتربة إلى داخل المنطقة المسورة، ويجب الأخذ بعين الاعتبار حماية الجوانب الأخرى للمنطقة وذلك لتجنب حدوث أضرار بسبب الاتجاهات الثانوية للرياح.

 

5- بذر وغرس الأشجار والشجيرات الصغيرة. ويعتمد نوع الأشجار المختارة لزراعتها في المنطقة على الظروف المحلية السائدة.

وكلما أسرعت النباتات والأشجار في النمو لتقف في طريق حركة الرمال كلما قلت الحاجة إلى وجود سياجات أو أسوار دائمة. وأما في المشاريع الكبيرة فيجب عمل حاضنة للنباتات الزراعية، إذ قد يتطلب الأمر أحيانا زراعة اكثر من 200 شجرة في كل هكتار من الأرض.

 

أما من ناحية الري فسوف تحتاج النباتات للري فور زراعتها وغرسها في معظم الحالات، لذا فلابد من تصميم نظام للري يسمح بتوفير المياه اللازمة لرى المزروعات بصورة مستمرة دون الإضرار بنوعية وخصوبة التربة التي سبق معالجتها وتثبيتها بالمواد الكيميائية.

ولاشك ان التكاليف سوف ترتفع بشكل كبير إذا ما احتاج الأمر إلى إتباع نظم الري الدائم، وهذا ليس بسبب ارتفاع تكلفة المياه فقط ولكن أيضا بسبب الاضطرار إلى حفر قنوات مائية والتي قد تدفن بالرمال والأتربة المتطايرة حيث يتعين حينئذ تنظيفها من وقت لآخر.

 

6- زرع بذور الحشائش والنباتات الصغيرة والأعشاب مما يسرع في تطوير واكتمال نمو الغطاء النباتي الكثيف. إلا أن التجارب التي تمت أثبتت ان النباتات المحلية سوف تنتشر لتنمو وتغطى المنطقة بشكل تلقائي فور السيطرة على الرمال الزاحفة.

وبما ان مساحة التربة المعالجة بالمواد والمثبتات الكيماوية يجب ان يحافظ عليها خالية من اى نشاط على الأقل لمدة ستة اشهر، فان كافة الأعمال التي يجب القيام بها في هذه المنطقة يجب إتمامها قبل عملية رش المواد الكيماوية.

وتعتبر عملية حماية وحراسة منطقة المشروع بعد إنجاز هذه المهام من أهم بنود الأعمال لدفع الأضرار الطارئة والعارضة التي قد يسببها الإنسان أو الحيوان، وإلا فان النباتات والحشائش المزروعة فيها لأغراض تثبيت التربة سوف تغدو مجرد أعلاف لقطعان الأغنام والمواشي او تكون منطقة نباتات جافة وأخشاب عرضة للحريق واشتعال النيران فيها.

 

ومن الناحية النظرية فإنه يمكن بعد مضى السنوات الأولى من عمر المشروع أن تتم الاستفادة من هذه النباتات والأخشاب لاستخدامها كوقود، إلا ان الإفراط في هذه العملية سوف يترتب عليه آثار سلبية وتدمير يمكن أن يلحق بالمشروع يصعب تجنبه أو علاجه بدون شك.

من جهة أخرى فانه يجب تجريف أو إزالة كميات الرمال المتراكمة على مصدات الرياح وذلك على فترات زمنية متقاربة من أجل الحيلولة دون تراكم الرمال على الأشجار وبينها هذا ولا بد من توخي الحذر في هذه العملية وأجرائها تحت قيود ورقابة محكمة.

ومن اجل ضمان نمو نباتات وأعشاب معينة لابد من إنهاء عمليات الحمايات المطلوبة قبل فصل هطول الأمطار وذلك لغرز البذور وبدء عمليات الزراعة في موسم النمو والذي عادة ما يأتي بعد فصل الصيف مباشرة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى