الكيمياء

نبذة تعريفية عن متفجرات “الديناميت” وأهم استخداماتها

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

متفجرات الديناميت استخدامات متفجرات الديناميت الكيمياء

الديناميت اسم يطلق على عدد كبير من المتفجرات القوية الناسفة التي يشكل النيتروجليسـرين عاملا مشتركا بينها.

والنيتروجليسـرين هو الاسم الشائع لنترات الجليسرين، وهي نترات عضوية يمكن الحصول عليها على هيئة سائل زيتي أصفر بإضافة الجليسرين قطرة قطرة إلى مخلوط من حمضي النيتريك والكبريتيك المركزين.

والديناميت أحد الاكتشافات المهمة التي توصل إليها ألفريد نوبل عام 1867 وقد صاغ له هذا الاسم من الكلمة الإغريقية التي تعني القوة.

 

ولقد عرفت القوة التفجيرية للنيتروجليسـرين السائل منذ زمن بعيد قبل نوبل، حتى أنها كانت سببا في العديد من الحوادث المؤلمة.

أما نوبل فهو الذي اهتدى إلى الطريقة الآمنة التي تمكن من التعامل مع النيتروجليسـرين دون مخاطر.

وقد نجح في ذلك عندما أمكنه تحويل النيتروجليسـرين السائل إلى مادة صلبة يمكن أن تشكل على هيئة حبيبات تكون حساسيتها لتأثير الصدمات الخفيفة أقل كثيرا من حساسية السائل مما يسهل تداولها بأمان ودون مخاطر.

 

وتحضر المادة الصلبة بتشبيع مادة ماصة بالنيتروجليسرين. ومن المواد الماصة المستعملة: لب الخشب ونشارته، ودقيق الحبوب أو النشا، ومسحوق الفحم.

ونظرا لأن القوة التفجيرية للنيتروجليسـرين تزداد كثيرا عند خلطه بمادة مؤكسدة مثل نترات الصوديوم أو البوتاسيوم أو الأمونيوم، لـذلك أصبحت هذه المواد واحدة من المكونات الأساسية للديناميت.

ولأن النيتروجليسـرين يتجمد عند 13°س، وتقل عندئذ قابليته للانفجار بدرجة كبيرة عما هي عليه في الحالة السائلة، لذلك يضاف إليه نيتروجليكول الإثيلين الذي يقلل كثيرا من نقطة تجمده بما يجعله قابلا للانفجار في الأجواء الباردة.

 

ويؤدي بلل الديناميت بالماء إلى انفصال النيتروجليسـرين عن المادة الماصة وتجمعه مكونا طبقة سائلة منفصلة ما تلبث أن تسيل بالارتشاح.

وهذا يسبب خطورة عند تداول الديناميت المبلل، فضلا على عدم صلاحيته عندئذ للاستعمال تحت الماء. وهنا تكمن أهمية اكتشاف نوبل للهلام الناسف.

والهلام الناسف نوع خاص من الديناميت ينتج على هيئة عجينة مرنة غليظة القوام.

 

ويمتاز هذا النوع من الديناميت بقلة حساسيته للصدمات أو الاحتكاك وعدم تأثره بالماء، فضلا على قوته التفجيرية التي تعد الأعلى بين جميع أنواع الديناميت.

لذلك يجد الهلام الناسف استعمالا واسعا في قطع الأحجار الصلدة للغاية، وفي دفع الصواريخ، وفي صناعة المتفجرات التي تقوم بزرعها الغواصات.

ويعبأ الديناميت وهو على صورة حبيبات جافة في خراطيش من الورق المعالج بشمع البرافين تعرف بأصابع الديناميت.

 

ويحدث الانفجار داخل إصبع الديناميت بواسطة مفجر يتكون من كمية صغيرة من مادة تكون أكثر حساسية للطرق أو الاحتكاك أو التسخين.

ويتم تفجير المفجر بتسخينه إما من خلال دائرة كهربائية وإما بفتيل يتم إشعاله.

وعندما ترتفع درجة حرارة المفجر ينفجر بشدة، وتنطلق منه غازات ساخنة للغاية تعمل على تسخين شحنة الديناميت وهزها هزات عنيفة تؤدي إلى تفجيرها.

وتعتمد القوة التفجيرية للديناميت على نسبة ما يحتويه من النيتروجليسـرين. وقد تصل هذه النسبة إلى 92% كما في حالة الهلام الناسف، وقد تهبط إلى 5 – 10%.

 

وهذا يتوقف على الغرض الذي يستخدم التفجير من أجله، فقد يكون ذلك لقطع أصلد الصخور أو تفتيتها عند شق الأنفاق وسط الجبال، أو لمجرد إحداث موجة من الصدمات أو الهزات العنيفة في مناجم الفحم تعمل على انهيار كتل الفحم من جهة حافاتها المكشوفة.

وقد حلت نترات الأمونيوم كنترات غير عضوية، بصورة جزئية أو كلية، محل النيتروجليسـرين أو النترات العضوية في الأنواع الحديثة من الديناميت، وأطلق عليها اسم (الديناميت النوشادري) أو الديناميت الأمونيومي، وهو أكثر أمانا من المتفجرات العضوية، وتتولد عنه كمية أكبر من غازات ذات قوة دافعة أكبر.

وقد تصل نسبة نترات الأمونيوم إلى 80% في الديناميت المستعمل في استخراج الفحم على هيئة كتل كبيرة.

 

ويرجع استعماله لهذا الغرض إلى أن اللهب الناتج عن الانفجار في هذه الحالة يظهر بصورة خاطفة، ولا يكون ساخنا بالدرجة التي يتسبب معها في إشعال خليط الميثان وغبار الفحم والهواء داخل المنجم. وبذلك قلت الحوادث داخل مناجم الفحم بدرجة كبيرة.

وعلى الرغم من المزايا الاقتصادية التي يتمتع بها الديناميت النوشادري والحجم الأكبر للغازات الناتجة، إلا أن صموده لتأثير الماء ومعدل تفجره أقل نسبيا مقارنا بالهلام الناسف.

لذلك اتجهت الجهود نحو إنتاج أنواع منه أصبحت تعرف باسم "هلام الديناميت الأمونيومي"، تجمع بين مميزات كلا النوعين.

 

ويستخدم الديناميت في تفتيت الأحجار، وشق الترع والأنفاق، ودفع الصواريخ، والتنقيب في باطن الأرض عن الفحم والمعادن، وهدم المباني غير المرغوب في بقائها.

بل قد امتد استخدامه إلى إطفاء الحرائق في آبار الزيوت، وذلك بنسف البئر المشتعلة بشحنة من الهلام الناسف

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى