العلوم الإنسانية والإجتماعية

أهمية استخدام الخريطة

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الخريطة أهمية استخدام الخريطة العلوم الإنسانية والإجتماعية علوم الأرض والجيولوجيا

قد تعجب إذا علمت أن الإنسان ربما كان قد رسم الخرائط قبل أن يعرف الكتابة.

فقد ثبت أن الشعوب البدائية كانت تخطط على جدران الكهوف، وعلى قطع من جلود الحيوانات، بعض النقوش والرسوم التخطيطية البسيطة التي تعبر عن المكان الذي كانوا يعيشون فيه.

والطرق التي كانوا يسيرون عليها للوصول إلى أماكن أخرى، وغير ذلك. وتعتبر هذه الرسوم محاولات أولية لرسم الخرائط.

 

وقد وجد علماء الآثار خرائط يبلغ عمرها أربعة آلاف عام نقشت في بابل، وخرائط أخرى رسمها قدماء المصـريين.

واستطاع الإغريق رسم خرائط جيدة جدا يمكن اعتبارها أساسا للخرائط الحديثة.

وجاء العرب بعدهم فأصلحوا بعض أخطاء الخرائط الإغريقية، وأضافوا إليها معلومات جديدة عرفوها من خلال رحلاتهم وأسفارهم أو من خلال الفتوحات الإسلامية.

 

ومن ذلك الخريطة التي رسمها الشـريف الإدريسي للعالم المعروف في عصره (في القرن السادس الهجري، والحادي عشر الميلادي).

واستمر تطور الخرائط خلال عصـر النهضة في أوروبا وخاصة بعد أن اخترعت الطباعة.

كما أن نشاط حركة الملاحة في ذلك العصـر قد أدى إلى اكتشاف مناطق جديدة في العالم، وبخاصة الأمريكتان وأستراليا. وأضيفت هذه المناطق إلى خرائط ذلك العصـر، فاكتمل شكل العالم على الخرائط لأول مرة.

 

ثم جاء العصـر الحديث الذي تقدمت فيه جميع العلوم، وأصبحت الخرائط فيه على مستوى عال جدا من الدقة، كما تميزت بالألوان الجميلة.

وتسابق الجغرافيون المتخصصون في عمل الأطالس المتنوعة الفاخرة مستفيدين من التكنولوجيا الحديثة، وبخاصة الحواسب الآلية التي يمكنها أن تنتج خرائط عالية الجودة.   

وأصبحت الخريطة الآن وسيلة مهمة من وسائل الحصول على المعلومات أو توضيح المعلومات.

 

فمثلا يستعملها المدرسون لشـرح الموضوعات الجغرافية في المدارس والجامعات، ويستخدمها السائحون في معرفة معالم البلاد التي يزورونها، ويعتمد عليها المهندسون في تنفيذ المشـروعات الهندسية، كما أنه لا يمكن الاستغناء عن الخرائط في مجالات أخرى عديدة.

ويمكن تشبيه الخريطة بالصورة الفوتوغرافية. فالخريطة عبارة عن صورة لسطح الأرض بما عليه من معالم طبيعية أو بشـرية.

ولأن حجم الخريطة صغير وحجم الأرض كبير جدا، فإن معالم سطح الأرض تبدو على الخريطة أصغر كثيرا من حجمها الطبيعي. ويطلق على هذا التصغير اسم مقياس الرسم.

 

ويستخدم رسامو الخرائط عددا من الرموز والألوان للدلالة على المعالم الموجودة في الطبيعة.

ولأن العالم كله متفق على هذه الرموز والألوان، يستطيع الشخص العادي فهم أي خريطة حتى ولو كانت مكتوبة بلغة لا يعرفها. لذلك تعتبر الخريطة وسيلة عالمية للتخاطب وتبادل المعلومات.

وقد تنوعت الخرائط في الوقت الحاضر تنوعا هائلا، فهناك خرائط للطقس والمناخ، وأخرى لتضاريس سطح الأرض، وثالثة لأنواع الصخور والتربات، ورابعة لتوزيع الثروات المعدنية أو المنتجات الزراعية أو الصناعية، وخامسة لتوزيع السكان، وغير ذلك كثير جدا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى